بعد إعلان مجموعة من ضباط الجيش الاستيلاء على السلطة وإلغاء نتائج الانتخابات التي فاز فيها الرئيس “علي بونجو أونديمبا” بولاية ثالثة، أصبحت الجابون منضمة رسميًا إلى سلسلة الانقلابات العسكرية التي كان آخرها النيجر في ٢٦ يوليو الماضي.
على مدى ستة عقود ومنذ استقلال الغابون عن فرنسا ١٩٦٠ فلم يتولى سلطة الغابون غير ثلاثة رؤساء بينهم اثنان توفيا خلال فترة الحكم والثالث تم الانقلاب عليه اليوم الذي ورث الحكم عن والده المتوفى ٢٠٠٩.
ببيان متلفز بثته قناة “جابون 24″، مساء الأربعاء الماضي، تم تعيين قائد الحرس الجمهوري الجنرال “بريس أوليجي نجيما “رئيسًا للمرحلة الانتقالية”، التي لم يحدّد الانقلابيون مدتها.
بحسب تصريحاته لصحيفة لوموند الفرنسية قال: “إن الرئيس بونجو، أحيل إلى التقاعد ولديه كل حقوقه فهو مواطن جابوني عادي مثل أي شخص آخر”، وأضاف “لم يكن لديه الحق في تولي فترة ولاية ثالثة، وانتهك الدستور، لذلك قرر الجيش تولي مسؤولياته” متابعًا، “لم أعلن نفسي بعد (قائدًا للمرحلة الانتقالية)، ولا أفكر في أي شيء في الوقت الحالي، إنها مسألة سنناقشها مع جميع الجنرالات”.
بينما أعلن عسكريون في بيان تم بثه عبر التليفزيون بأن الرئيس بونجو قيد الإقامة الجبرية، وهو محاط بعائلته وأطبائه.
كذلك تم توقيف نور الدين بونجو فالنتان ابن الرئيس ومستشاره المقرب، وإيان جيزلان نجولو رئيس مكتب بونجو، ومحمد علي ساليو نائب رئيس مكتبه، وعبدالحسيني وهو مستشار آخر للرئاسة، وجيسيي إيلا إيكوجا وهو مستشار خاص وناطق رسمي باسم الرئاسة.
ومن ناحية أخري بثت وكالة فرانس برس مقطع فيديو للرئيس الجابوني علي بونجو أونديمبا وهو جالس في شبه مكتبه وقال: انا هنا في محل الإقامة ولم يحدث شئ ولم أعرف ما الذي يحدث، وأضاف ابني في مكان ما وزوجتي في مكان آخر.
وأضاف في رسالته “أوجه رسالة إلى جميع أصدقائنا في كل أنحاء العالم لأطلب منهم أن يرفعوا أصواتهم بشأن الأشخاص الذين اعتقلوني وعائلتي”.
الجابون
تقع الجابون في الساحل الغربي لأفريقيا واستمدت الجابون اسمها من كلمة برتغالية تعني العباءة، في إشارة إلى شكل مصب النهر الذي يشق عاصمتها ليبرفيل. وتعد الغابون إحدى أهم الدول النفطية في إفريقيا.
ولا تتعدى مساحتها ربع مليون كيلومتر مربع، ولا يزيد عدد سكانها على مليونان ونصف مليون مواطن، ويعد مؤشر التنمية البشرية لديهم الأعلى في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
حيث تشكل الغابات ٩٠ في المائة من مساحة الغابون ولغة الشعب الرئيسية هي الفرنسية.
تم استقلال البلاد في ١٩٦٠ وتولي رئاستها ليون مبا حتى عام ١٩٦٧ حين تولى عمر بونجو الرئاسة بعد وفاة مبا وظل مهيمنا علي السلطة لمدة أربعين عاما كأطول رئيس في إفريقيا.
وفي عام ٢٠٠٩ وبعد وفاة عمر بونجو تولي ابنه علي بونجو الرئاسة حتى أطاحت به مجموعة من الجنود بعد ساعات من إعلان فوزه بفترة ثالثة.
بريس أوليجي نغيما
هو قائد الحرس الجمهوري وأحد أهم الشخصيات في الجيش الجابوني تولي منصب قائد الحرس الجمهوري في مارس عام ٢٠٢٠م.
يعتبر الحرس الجمهوري هو التشكيلة الأمنية الاقوى في الغابون.
تلقى تعليمه وتدريبه العسكري في الأكاديمية الملكية العسكرية بمدينة مكناس بالمغرب بعد وصول علي بونجو إلى الحكم أصبح نغيما ملحقا عسكريا بسفارة الجابون في المغرب وبعدها في السنغال.
تم استدعاء نغيما إلى الجابون بعد تدهور حالة علي بونجو الصحية في ٢٠١٨ وقد تم ترقية نغيما في نفس العام برتبة رئيس مكافحة التجسس في الحرس الجمهوري، ثم تمت ترقيته بعد 6 أشهر كرئيس للحرس الجمهوري. ويمتلك العديد من العقارات في الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفق العديد من التقارير، فإن نغيما منذ تلك الفترة بذل جهودا كبيرة لتعزيز قدرات الأمن الرئاسي، بزيادة عدد الأفراد المتدربين، وظل غائبا عن الأضواء قبل أن يظهر من جديد على رأس قادة الانقلاب الذين أطاحوا بعلي بونجو.