"ريحوا نفسكم واهدوا شوية، إيه الغلط اللي هي عملته يعني؟ المهم إنها مأذتش حد، واوعوا تفتكروا إني ممكن آجي على بنتي علشان أكسب رضاكم، أنا أب ومسؤول إني أحميها.. أسما حبيبتي.. شكلك كان حلو وقمر، ماتسمعيش كلام حد وماتهتميش بكلام حد وأنا مش مهتم بأي كلام وحش عليكي أو عليا".
هذه العبارات القوية الحاسمة صرح بها الفنان شريف منير إلى متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي في رسالة موجهة إلى منتقدي ابنته "أسما"، وذلك بعد ظهورها في مهرجان القاهرة للدراما 2023 وقد حلقت شعرها بالكامل.
القصة لمن لا يعرفها ليست بقصة من الأساس، ما حدث أن "أسما" أثناء تواجدها في صالون التجميل قبل المهرجان اقترح عليها مصفف الشعر الخاص بها أن تحلق شعرها كاملًا، كنوع من أنواع العلاج بسبب تقصفه الشديد وتضرره من الحرارة والصبغات، مؤكدًا أن أغلب المشاهير يقومون بذلك لأسباب مختلفة. أعجبت أسما بالفكرة، خاصةً لما تحويه من أبعاد نفسية وما يتطلبه التغيير الجذري من شجاعة وجرأة، وأقدمت على حلاقة شعرها بلا تردد أو تفكير.
عندما ظهرت بهذه الإطلالة في المهرجان حاصرتها الشائعات، وهاجمها الجميع كما يفعلون دائمًا إذا رؤوا شيئًا مختلفًا أو لا يرضي ذوقهم، ولأنهم لا يستطيعون التفرقة بين حرية الشخص البالغ وحدود السلطة الأبوية، قاموا بإقحام والدها الفنان "شريف منير" في موجة هجومهم، علّهم يستدرجونه إلى صراع علني مع ابنته يمتعهم وهم يتناولون الفشار، لكنه وعلى عكس المتوقع دحض كل مساعيهم ودعم ابنته ودافع عنها أمام الجميع.
عندما شاهدت فيديو رد فعل شريف منير، تذكرت فورًا ما فعله من قبله النجم الفنان "هشام سليم" رحمة الله عليه، عندما وقف كالجبل في ظهر ابنه "نور" مواجهًا المجتمع بكل أعرافه وتقاليده في عملية تصحيح جنسه من أنثى إلى ذكر، ودافع عنه وعن حقه في اختيار ما يريد أن يكونه رغم أنف العالم أجمع، دون أن يخجل منه يومًا أو يوصمه.
سواء هذا الفنان أو ذاك، وغيرهم من الفنانين الذين أراهم حقًا "مؤثرين" لم يهتموا بشهرتهم، ولا تكاثر الأقاويل والشائعات، لم يخشوا من إلقاء الأحكام وتعليقات الناس على شكلهم أو شخصهم أو فكرهم، لم يخافوا من توقف مسيرتهم الفنية أو "قطع عيشهم"، فكروا فقط في أبنائهم، كيف يدعمونهم، كيف يحمونهم من ألسنة الناس، كيف يساعدونهم في أن تمر تجاربهم بسلام، كيف يجعلون منهم أقوياء صلباء معتدّين بأنفسهم لا يخشون أحدًا.. هم فقط تذكروا أنهم آباء.
الأب مثل الأم يلعب دورًا أساسيًا ومحوريًا في تشكيل شخصية أبنائه في جميع مراحلهم العمرية، وعبثًا من يقول أن الأم تقع على عاتقها وحدها تربية الأطفال، وأن الأب عليه العمل والسعي وجلب المال فقط، فالطفل يتعلق بالأب مثل الأم، يقلده ويحبه ويعتمد عليه ويفخر به، ويشتد به أزره ويقوى عوده ويتذكر كل شيء يقوله أو يفعله.
غالبًا ينظر الصغير إلى والده كقائد وقدوة وصديق، وتنظر الفتاة إلى والدها كرجلها الأول وحبيبها وحاميها، هل يعي الآباء ذلك في مجتمعنا الشرقي الحبيب؟
إن الازدهار والتقدم هما نتاج وجود أشخاص فاعلين، ويصبح الإنسان فاعلًا في مجتمعه عندما يكون سويًا، والسواء النفسي والعقلي يقوم على أساس التربية والنشأة السوية الصحيحة، وهي مسؤولية تقع على عاتق والدي الطفل، أي الأب والأم.
وكلما زاد التفاعل الوجداني بين الأب وأبنائه ازداد نموهم العقلي والنفسي بشكل سليم، وبالتالي يقلل ذلك من مشاكلهم السلوكية مع تقدمهم في العمر، كما يؤثر ذلك في قوة شخصيتهم وصمودهم ورغبتهم في خوض التحديات واكتشاف الذات وتحقيق النجاحات، لِمَ الخوف ومعهم أكبر وأهم داعم في حياتهم؟، من يتقبلهم خاسرين أو رابحين، حينها لن يبالوا بتعثرهم أو سقوطهم، فهناك دائمًا يد الأب التي تدفعهم للنهوض.
إذا اهتم الآباء بقوة أبنائهم وصحتهم النفسية ولم يتملصوا من مسؤولياتهم غير المادية تجاههم، أعتقد بأن ذلك كفيل بتغيير الموازين كافة، على مستوى المجتمع.. والوطن بأكمله.
الأب هو السند الحقيقي لأى بنت ولكن عندما تخطئ يقول لها لا وألف لا ولا يسير في طريق الظلمات وعندما يكون الشخص بلا مبادئ أو رؤية واضحة فسيشجع على باطل
وإن لم تستح فافعل ما شئت
استقيموا يرحمكم الله ولا تشجعوا على الفتن