ما معنى “الإنترنت النسوي”؟

في أبريل 2014، عقدت جمعية الاتصالات التقدمية Association for Progressive Communications (APC)  اجتماعًا في ماليزيا حول الإنترنت النسوي، جمع 50 ناشطة ومدافعة عن الحقوق الجنسية وحقوق المرأة والحقوق الرقمية، حيث صغن مجموعة من المبادئ التي تقدم منظورًا جنسانيًا للحقوق الرقمية.

خلال الاجتماع قامت المتطوعات بصياغة النسخة 1.0 من المبادئ، ثم تلى ذلك الوصول لنسخة تالية ناقشتها وراجعتها، وأقرتها ونُشِّرت النسخة الجديدة على الإنترنت على موقع feministinternet.org في أغسطس 2016، ويمكن لأي شخص مشاركة الموارد أو ترجمتها.

يوجد حاليًا إجمالي 17 مبدأ منشور، يندرجوا تحت 5 مجموعات: الوصول للإنترنت، الحركات النسوية، الاقتصاد، التعبير، والسيطرة. تهدف مجموع المبادئ معًا إلى توفير إطار عمل للحركات النسائية لتوضيح واستكشاف القضايا المتعلقة بالتقنية.

فمن واقع إحصائيات ونتائج أبحاث دولية ممتدة منذ 2014 يتضح أن فرص النساء في الوصول إلى خدمات الإنترنت والمساحات الافتراضية أقل من الرجال، وهو ما يترتب عليه ضياع فرصهن في الحصول على الوظائف، وضعف أدواتهن في عرض وإظهار قضاياهن تحت دائرة الاهتمام والضوء، إلى جانب الافتقار إلى مهارات استخدام الفضاء السيبراني بشكل يجنبهن التعرض للتشهير والكراهية والعنف، كما يعرضهن لحجب المحتوى وبالتالي لضعف فرص النشر والدعم.

هناك احتياج حقيقي إلى وجود إنترنت نسوي في ظل الظروف التي يكون فيها التنظيم على الأرض خطرًا أو غير ممكن، ونحن هنا نحاول أن نرفع صوت النسويات في وجه القهر والعنف الممارس ضدهن سواء على يد شركات أو مستخدمين آخرين، سواء كان هذا العنف بهدف اختراق خصوصيتهن أو تهميش هوياتهن ووجودهن وجنسياتهن وكتم تعبيرهن.

المفهوم..

يعمل الإنترنت النسوي على تمكين عدد أكبر من النساء والأفراد الكويريين، على التمتع الكامل بحقوقهن، والمشاركة في المتعة واللعب، وتفكيك النظام الأبوي، وذلك بدمج اختلافات الواقع والسياق وخصوصية النسويات في الأعمار والإعاقات والجنسانيات والهوية وتعبيراتنا الجنسية، والمواقع الاقتصادية والاجتماعية، والقناعات الدينية والسياسية، والأصول العرقية، لتحقيق مساحة واسعة نتمتع فيها بالقدرة على استخدام الإنترنت النسوي.

بعض المبادئ الأساسية للإنترنت النسوي

  1.    الاتصال بالإنترنت: تمكين عدد أكبر من النساء والأفراد الكويريين من التمتع باتصال للإنترنت شامل ومقبول ومفتوح ومتساوي وغير مشروط وفي متناول قدراتهم المادية.
  2. الوصول للمعلومات: حماية ودعم الوصول غير المقيد للمعلومات المتعلقة بالنساء والأفراد الكويريين، وخاصة المعلومات المتعلقة؛ بالحقوق والصحة الجنسية والإنجابية، والمتعة، والإجهاض الآمن، والمعلومات القانونية وقضايا مجتمع الميم. مما يتضمن استيعاب تعدد القدرات واللغات والاهتمامات والسياقات.
  • استخدام التقنية: حق النساء والأفراد الكويريين في تصميم وتعديل واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات بشكل نقدي لاستعادة التقنية كمنبر للإبداع والتعبير ومواجهة ثقافة التمييز بأشكالها المتعددة في كل المجالات.
  • المقاومة: الإنترنت مساحة يتم فيها ممارسة الأعراف الاجتماعية وفرضها وإعادة التفاوض عليها. وعادة ما تكون امتدادًا لمساحات تشكلت على يد الأبوية والغيرية الجنسية كإطار قياسي. وبالمثل، فمقاومات النسويات على الإنترنت هي امتداد لمقاومة في مساحات أخرى.
  • بناء الحركات: الإنترنت مساحة سياسية للتغيير. تُسهل أشكال جديدة من المواطنة، التي تتيح للأفراد تشكيل وإعلان ذواتهم وأنواعهم الاجتماعية وجنسانياتهم، والتعبير عنها. بما يتضمنه ذلك من تربيط عابر للحدود للمطالبة بالمساءلة والشفافية وخلق فرص لبناء حركة نسوية مستدامة.
  • تعظيم الخطاب النسوي: نستخدم قوة الإنترنت في تعظيم وإيصال صوت تجارب النساء وواقعهن المُعاش. تحتاج النسويات لمقاومة الدولة والمجموعات الدينية اليمينية وأي قوى متطرفة أخرى تحتكر الخطاب الأخلاقي فيما تُسكت الأصوات النسوية وتلاحق المدافعات عن حقوق الإنسان.
  • حرية التعبير: الدفاع عن الحق في التعبير الجنسي كحق للتعبير لا يقل أهمية عن الحق في حرية التعبير السياسي أو الديني. والمعارضة بشدة لأي جهود من الأفراد والجهات الحكومية وغير الحكومية في استخدام التقنية والتشريعات أو العنف لتقييد وتنظيم ومراقبة أشكال التعبير النسوية والكويرية على الإنترنت والسيطرة عليها.
  • الحق في الخصوصية: دعم الحق في الخصوصية والسيطرة التامة على الداتا والمعلومات الشخصية على كل الأصعدة على الإنترنت. ومعارضة استخدام الداتا من قبل الدول أو الشركات من أجل الربح أو التلاعب بالمستخدمين. كانت دائمًا المراقبة هي أداة الأبوية التاريخية والتي أاستخدمت، ومازالت تستخدم، لتقييد أجساد وخطاب النساء ونشاطهن السياسي والسيطرة عليهن. ويتساوى قلق النسويات من المراقبة بغض النظر عن فاعلها، كانت مؤسسات حكومية أو غير حكومية، أو قطاع خاص، أو أفراد.
  • الحق في المجهولية: يدافع الانترنت النسوي عن الحق في المجهولية على الإنترنت ورفض الادعاءات التي تحد من الحق في استخدامها. تسمح المجهولية بحرية التعبير على الإنترنت خاصة عندما يخص الأمر كسر مسلمات وتابوهات مثل؛ الجنسانية، الغيرية كإطار اجتماعي حاكم، والتجريب فيما يخص النوع الاجتماعي، وتحقيق الأمان للنساء والكوريين الذين يتعرضون للاضطهاد.
  1. العنف علي الإنترنت: يدعو الانترنت النسوي كل المعنيين بالإنترنت من مستخدمين، وصانعي السياسات والقطاع الخاص بالتعامل مع مشكلة التحرش على الإنترنت والعنف المرتبط بالتقنية. يتعرض النساء والأفراد الكويريين لحملات هجوم وتهديد وتخويف ومحاولات للسيطرة حقيقية ومؤذية ومقلقة، وهي جزء من المشكلة الأكبر للعنف بناءً على النوع الاجتماعي. التعامل مع هذا العنف ووضع نهاية له هو مسؤوليتنا الجمعية.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة