مقتل والي غرب دارفور.. تصاعد الصراع القبلي في السودان

أعلنت القوات المسلحة السودانية، الخميس ١٥ يونيو اختطاف وقتل والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر، واتهمت قوات الدعم السريع باغتياله ووصفت العملية ب "التصرف الغادر".

وجاء اختطاف خميس أبكر بعد ساعات من إجراءه مداخلة هاتفية مع قناة "الحدث" السعودية، والتي سمع أثناء إجرائها في الخلفية أصوات إطلاق النار.

واتهم أبكر في المحادثة نفسها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب "مجزرة" في المنطقة، واصفا ما حدث بأنه "دفن عشوائي جدا وبأعداد كبيرة" للمواطنين.

وقد أدان البرهان العملية ووصفها ب "الهجوم الغادر"، واعتبر في بيان أن ما تنفذه قوات الدعم "من قتل وسلب ونهب وترويع المواطنين واستهداف المنشآت الخدمية والتنموية بمدينة الجنينة يعكس مدى الفظائع التي تقوم بها القوات المتمردة ضد الأبرياء العزل".

وقال الجيش في بيان له "إن قوات الدعم السريع أضافت بهذا التصرف الوحشي فصلا جديدا لسجل جرائمها البربرية التي ظلت ترتكبها بحق كل الشعب السوداني، الذي أصبح بأكمله شاهداً على جرائمها النكراء التي لم يشهد لها تاريخ هذا البلد مثيلاً".

فيما ردت  قوات الدعم السريع ببيان أدانت فيه بشدة مقتل والي غرب دارفور علي أيدي "متفلتين"  على خلفية الصراع القبلي المحتدم بالولاية، وقالت نوجه أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى قوات الاستخبارات الانقلابية بالتورط بإشعال الحرب القبلية وتغذية القتال بتسليح القبائل. وقالت إن مجموعة من "أحد المكونات القبلية" دهمت مقر أبكر، ما دفع الأخير إلى طلب "الحماية من قوات الدعم السريع" التي قامت "بتخليصه وإحضاره لمقر حكومي". إلا أن "المتفلتين داهموا المكان بأعداد كبيرة" واشتبكوا مع عناصر قوات الدعم "مما أدى لخروج الأوضاع عن السيطرة".

ودعت قوات الدعم إلى "تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتقصي حول الأحداث التي وقعت بالولاية وأدت لمقتل الوالي ومئات المواطنين".

إلا أن الأمم المتحدة قد وجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى قوات الدعم.

اقرأ أيضاً: السودان الجريح إلى أين؟

الصراع القبلي

زاد التوتر في "الجنينة" عاصمة ولاية غرب دارفور بعد اغتيال الوالي، الذي يعتبر أحد قادة ورموز قبيلة المساليت، خاصة بعد أن سبقه بأيام مقتل "طارق عبد الرحمن بدر الدين" شقيق سلطان دار مساليت. هذا ما جعل الكثيرين من المحللين والمراقبين يرون أن الوضع ينذر بتفجير صراع قبلي في المنطقة.

وقد توعد "التحالف السوداني" الذي كان يرأسه والي غرب دارفور بعدم التهاون في الاقتصاص من القتلة، وأعلن على لسان نائب رئيس التحالف حافظ إبراهيم عبدالنبي وزير الثروة الحيوانية الحالي احتفاظه بحق الرد على مقتل زعيمهم، قائلاً "إن غدًا   لناظره قريب"، مضيفًا  في بيان "نحن إذ نحمل مسؤولية هذه الجريمة النكراء إلى المجموعات العربية المتقاتلة، التي تقف خلفها مجموعات فلول النظام البائد".

من جانبه قال  المحلل السياسي عبدالله أحمد يوسف نقلا عن تصريحات لجريدة الإندبندنت "ما لا تحمد عقباه قد حدث بالفعل، مشيرًا  إلى أن تلويح "التحالف" بالاقتصاص، في وقت قريب، ينذر بردود انتقامية مضادة قد تستهدف الميليشيات القبلية العربية المسلحة المتهمة باختطاف واغتيال الوالي.

كما أكد  جيريمي لورانس المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن الصراع في غرب دارفور يتخذ بعدا عرقيا حيث "تستهدف ميليشيا الرزيقات (العربية) وغيرها من الميليشيات المتحالفة معها، مدعومة بقوات الدعم السريع، مجتمع المساليت".

مشيرًا إلى أن  الجنينة تتعرض لهجمات واسعة النطاق ومتكررة من قوات الدعم السريع والمقاتلين المتحالفين معها منذ الرابع والعشرين من أبريل. وإنهم يستهدفون المناطق التي يقطنها المساليت، ويمنعون حركة الناس والبضائع والمساعدات الإنسانية ويدمرون البنية الأساسية، لافتًا  إلى أن كل ذلك يحدث في ظل قطع الاتصالات منذ التاسع عشر من مايو الماضي.

اقرأ أيضاً: السودان.. صداقة دامت أكثر من 20عاماً تنتهي بالمواجهة المسلحة

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة