عدوك الأسود الخفي

كثيرًا ما يراودك عزيزى القارئ اليأس وتصورات عن مستقبلك الأسود في عينيك، والكثير من أصدقائي قد كتبوا عبارات ومنشورات عن ذلك، مثلاً أهلي رافضين يخلوني أكمل تعليمي بعد ما أخلص الثانوية العامة، خايفة من الامتحانات، الناس مؤذية، إلى آخره من التصورات المخيفة عن مستقبلك بداخلك، قد يكون لها دلائل أمام عينك أو مجرد إحساس في نفسك لتجارب سابقة مررت بها أو أحد أصدقائك مر بها أو تمر بها أنت الآن.

وفي الحقيقة عزيزي القارئ كل تلك التصورات التي يراها عقلك وتجعلك تتشبث بمكانك وكل هذا الذعر بسبب معتقداتك وأفكارك آلتي هي المحرك الرئيسي لك في الحياة، فهي التي توجة أنظارك لترى الجنة أو لترى أبواب الجحيم، فلو آمنت أن كل شيء بيدي الله، وأنه لا يستطيع أحد أن يصيبك بشيء إلا بإذن الله، وأنه كله خير، لكان الأمر هينًا عليك حين تهاجمك الوساوس، وربما لا تستطيع أن تقترب منك وكنت في مأمن منها.

ومن الجيد أنها حين تخطر في ذهنك أسرع إلى قراءة سورة من القرآن تحبها أو ذكر تحبه، وكلما خطرت على بالك أفعل ذلك كأنك طفل يخرج لسانه ليغيظ أحد المارة السيئين من شرفته، ولكن حتى يكون الأمر أكثر قوة عليك أن تعرف لماذا تزورك تلك المخاوف؟ هل يتطلب الأمر منك شيئًا كالمذاكرة بجد مثلًا لتجنب مخاوف الآمتحان؟عليك فقط أن تفعل ما بوسعك فعله وما هو مطلوب منك واترك الباقي على الله واستريح.

عزيزي القارئ، من الطبيعي أن تراودك تلك المخاوف، ولكن احزر منها وتصدى لها بجهازك المناعي، فأفكارك وقوة إيمانك ومعتقداتك هي سلاحك تجاه كل تلك الوساوس، عليك أن تغذيها وذلك بالتقرب لله عز وجل، فركعتين عزيزي القارئ في جوف الليل بالدنيا وما فيها، قل فيهما كل ما يتعبك من دون عناء في التفكير أو ترتيب في الكلمات، ورؤيتك لأحداث حياتك الصعبة التي مررت بها وكيف أخرجك الله منها وكيف كانت خير لك في المستقبل ستساعد في تقويتك وزيادة قوة إيمانك، فلا بد وأن كل منا مر عليه موقف صعب أو ألم بداخله استطاع أن يجتازه بفضل الله أولاً و بصبره وعزيمته.

حين تهاجمك تلك الأفكار والمخاوف الشريرة تصدى لها بما في داخلك الموجهة لأفعالك كما ذكرنا في السابق. واعلم عزيزي القارئ أنه إذا تولى الله أمرك فما استطاع مخلوق أن يطير خصلات شعرك بهواء أنفاسه.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة