مرحبًا بالسيد سوبرمان!

هل جربت أن تفكر في شيء ما فيتحقق فورًا؟

هكذا كان شعور هذا القرد في تجربة شركة «نيورالينك»، ينظر للشاشة فيتحرك مضرب البنج بونج التخيلي وفقًا لإرادته، وفقًا لإرادته فقط دون أن تتحرك عضلة واحدة في جسده! لا أظن الكثيرين قد مروا بمثل هذه التجربة من قبل، ولكن يبدو أن المستقبل يحمل الكثير مما ظنناه من أوهام الخيال العلمي.

شركة «نيورالينك» هي شركة تهدف إلى إنشاء اتصال مباشر بين الدماغ البشري وأجهزة الكمبيوتر. أسسها إيلون ماسك وفريق من الخبراء في علم الأعصاب والكيمياء الحيوية والروبوتات. تعمل الشركة على تطوير وصلات قابلة للزرع ما بين الدماغ والكمبيوتر يمكنها قراءة وكتابة الإشارات العصبية، لكي تستخدم في علاج اضطرابات الدماغ المختلفة، وتعزيز القدرات البشرية وتحقيق التعايش مع الذكاء الاصطناعي.

الابتكار الرئيسي لها هو جهاز يسمى «الرابط» أو«الوصلة»، والذي يتكون من شريحة صغيرة بها آلاف من الأقطاب الكهربائية الرقيقة التي يمكن إدخالها في الدماغ من خلال جراحة سطحية. يمكن للرابط تسجيل وتحفيز النشاط العصبي بدقة عالية، والتواصل لاسلكيًا مع الأجهزة الخارجية.

تدعي «نيورالينك» أن الرابط يمكن أن يعالج مجموعة واسعة من الحالات العصبية، مثل الشلل والعمى والصمم وفقدان الذاكرة والاكتئاب والألم المزمن، ونحن نتمنى ذلك بالطبع وندعمه، لكن الجانب الآخر – الذي هو ليس بالضرورة سلبي – هو تلك القدرة الفائقة للتحكم في الأشياء عن بعد وبمجرد التفكير!

إذا كان القرد قد استطاع التحكم في الكمبيوتر بدماغه فقط، فماذا يستطيع الإنسان العاقل المتعلم والمدرب جيدًا أن يفعل؟ هل يمكن وقتها ربط عقول البشر ببعض لحظيًا بهذه الشريحة؟ ألن يعني ذلك أن المعلومات والأفكار سوف تنتقل بين الناس آنيًا دون أجهزة اتصال ودون الحاجة للكتابة أو التسجيل بل ولا حتى لغة؟ تخيل جيش من الجنود يستطيع أفراده جميعًا أن يتبادلوا المعلومات واتخاذ القرارات لحظيًا! تخيل أستاذ جامعي يمكنه أن يتواصل مع طلابه دون الحاجة إلى محاضرات وامتحانات أو مدير شركة يمكنه أن يتواصل مع موظفي شركته دون اجتماعات أو مذكرات داخلية!

عندما نربط ذلك بالقدرات الفائقة التي يصل إليها الذكاء الاصطناعي كل يوم فيمكننا أن نتخيل قدرات رهيبة للبشر لم نتخيلها يومًا ما، وعندما نضيف إلى ذلك قدرات الطابعات ثلاثية الأبعاد وقدرات صناعة الروبوت فيمكننا أن نتوقع عالم لا يؤدي فيه البشر مجهودًا يذكر في الصناعة.

وإذا أضفنا إلى ذلك السعة الرهيبة في كمية المعلومات التي يمكن معالجتها وسرعة تلك المعالجة عن طريق أجهزة الكوانتم كمبيوتر، والكمية الرهيبة للطاقة التي يمكن الحصول عليها من المفاعلات الاندماجية فيمكننا – أو لا يمكننا على الأرجح – تخيل إلى أين يمكن أن تصل آفاق القدرات البشرية.

يمكن عند إيجاد مصدر طاقة غير محدود مثل الطاقة الاندماجية تخيل ببساطة حل مشكلة ندرة المياه باستخدام تقنيات تحلية مياه البحار، وحل مشكلة نقص الأراضي الزراعية، ويمكن الوصول للمعادن المهمة في الكواكب المختلفة، بل وإعادة تدوير المعادن النفيسة التي تم استخدامها صناعيًا من قبل لتتجدد باستمرار.

ولكن كل ماسبق يكاد يكون حكرًا على المجتمعات الحديثة القائمة على البحث العلمي والمنافسة الاقتصادية والانفتاح والتعاون بين الشعوب الحرة. فأين يمكن – في رأيك – أن نكون نحن؟ أنتظر رأيك في التعليقات.

1 تعليق

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة