عودة «ترامب» ومئات الاستقالات وحسابات مزيفة.. ماذا يحدث في تويتر؟

أعلن الملياردير الأمريكي «إيلون ماسك»، مالك شركة تويتر، أمس السبت، أنه سيعيد تفعيل حساب الرئيس الأميركي السابق «دونالد ترامب» على المنصة.

وكان ماسك نشر استطلاعًا مساء الجمعة يسأل مستخدمي المنصة عما إذا كان ينبغي إعادة حساب «ترامب»، الذي حظرته إدارة تويتر إلى جانب منصات إلكترونية أخرى بشكل دائم في يناير 2021، بسبب «خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف»، بعد اقتحام أنصاره لمبنى الكابيتول في واشنطن.

وكتب ماسك على حسابه في تويتر: «لقد قال الناس كلمتهم. ترامب سيعود»، بعدما أظهرت النتائج النهائية للاستطلاع الذي شمل 15 مليون صوت موافقة 51.8٪ منهم على عودة حساب الرئيس السابق.

تأتي عودة «ترامب» بالتزامن مع إعلان «ماسك» عن مخططات لاستعادة العديد من الحسابات التي حُظرت أو عُلقت في وقت سابق. وفي الوقت نفسه حظي هاشتاجا «وداعًا تويتر» و«ارقد في سلام تويتر» على اهتمام واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، بعد قرارات الملياردير الأمريكي التي أدت لاستقالة المئات خلال الأيام الأخيرة.

«ماسك» في مواجهة موظفيه

وكان عدد من موظفي تويتر قد وثقوا استقالاتهم عبر حساباتهم الشخصية على المنصة، الخميس، فيما نشر آخرون مقاطعًا للعد التنازلي لطردهم من الشركة، التي عمل بعضهم لديها لأكثر من 10 سنوات، بعد انتهاء الموعد الذي منحه لهم «ماسك» للتوقيع على تعهد يلزمهم بالعمل لساعات طويلة أو طلب إنهاء خدمتهم.

ومنذ إتمامه صفقة الاستحواذ على تويتر مقابل 44 مليار دولار في نهاية أكتوبر الماضي، يواجه «ماسك» هجومًا من الموظفين، خاصة وأن خطوته الأولى كانت تسريح رئيس المنصة «باراغ أغراوال» والمدير المالي «نيد سيغال» والمسؤولة القانونية «فيجايا غادي»، وما تبعها من قرارات أهمها الاستغناء عن 50% من الموظفين، وإلغاء سياسة العمل من المنزل، إلى جانب فرض ساعات عمل طويلة. وقال في رسالة إلكترونية داخلية أن عملية تخفيض الوظائف تهدف إلى وضع تويتر على طريق صحي.

تسببت تصرفات «ماسك» في مغادرة مجموعة من كبار المديرين التنفيذيين البارزين، من بينهم مهندسين  ومسؤولين عن حماية بيانات المستخدمين وأنظمة حساسة بالشركة. ودخل في مشادات كلامية مع بعضهم عبر تويتر، بينهم مهندس البرمجيات «إريك فرونهوفر» الذي طرده «ماسك» في تغريدة. وأكد المهندس لـ«سي إن إن» أنه علم بطرده من العمل من التغريدة، وقال: «لم يتصل بى أحد من تويتر». ووفقًا لما نشرته وسائل إعلام أمريكية تم فصل موظف واحد آخر على الأقل بسبب تغريدة كتبها، وقال آخرين إنهم طُردوا عبر رسالة بريد إلكترونى قالت إن «سلوكهم انتهك سياسة الشركة».

وفي رسالة بريد إلكتروني  داخلية نشرتها الصحف، قال المالك الجديد لموظفيه إن عليهم الالتزام بالعمل الشاق أو مغادرة الشركة، وأنهم سيخسرون وظائفهم تلقائيًا في حالة عدم الدخول على رابط مرفق قبل تاريخ معين. ترتب على ذلك مئات الاستقالات خلال الأيام الماضية، بعد رفض الموظفين التوقيع على التعهد الذي يلزمهم بالعمل ساعات إضافية أو الاستقالة مع الحصول على مكافئة نهاية خدمة، ما أثار الكثير من المخاوف والتساؤلات عن قدرة المنصة على الاستمرار في ظل نقص الموظفين وإصرار «ماسك» على الاستمرار في قراراته القاسية.

وفي سياق متصل، أبلغت إدارة تويتر موظفيها الخميس أن المكاتب ستغلق بأثر فوري وبشكل مؤقت حتى الاثنين القادم. وأفاد موقع «بيزنس إنسايدر»، الجمعة، أن الموظفين منعوا من الدخول، وأن سبب الإغلاق كان مخاوف المالك الجديد من احتمال حدوث تخريب داخلي واضطرابات، فيما ظهرت الجمعة هاشتاجات تعبر عن سقوط تويتر منها  «ارقد في سلام تويتر» و«تويتر داون»، بعد مرور الموعد النهائى لإنذار «ماسك».

أزمة توثيق الحسابات

من ناحية أخرى، أعلن«ماسك» في تغريدة 16 نوفمبرالماضي عن عودة خدمة توثيق الحسابات «تويتر بلو» في نهاية الأسبوع المقبل، والتي تتيح لأي شخص توثيق حسابه لقاء 8 دولارات شهريًا، ما أثار موجة غضب جديدة لعدم توضيح الإجراءات التي اتخذتها الشركة لتفعيل شرط التحقق من الهوية، خاصة بعد الأزمة التي شهدتها المنصة بعد إطلاق المالك للخدمة متجاهلًا تحذيرات الخبراء والمتخصيين من إمكانية استغلالها من قبل الجهات الفاعلة السيئة والقراصنة، مما يؤدي إلى تآكل الثقة في المنصة. وبالفعل انتشرت عشرات الحسابات المزيفة المدفوعة التي تنتحل شخصيات مشاهير ورياضيين وسياسيين وعلامات تجارية وشركات، ما أدى إلى حدوث فوضى وارتباك عبر المنصة على مستوى العالم، اضطرت الشركة على اثره لتعليق الخدمة بشكل مؤقت.

بين الحسابات المزيفة حساب للرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الأمريكي الحالي «جو بايدن» والسابقين «دونالد ترامب» و«جورج دبليو بوش»، ورئيس الوزراء البريطاني السابق «توني بلير»، إلى جانب حسابات لشخصيات عامة مثل «مارك زوكربيرج» رئيس شركة «ميتا» ونجم الدوري الأميركي للمحترفين «ليبرون جيمس»، ونجم عن الخاصية العديد من التجاوزات، بينها استخدام الحسابات المزيفة الموثقة في الرد على التعليقات في حسابات أصحاب الحسابات الأصلية، فيبدو الأمر كأن صاحب الحساب الأصلي هو الذي يرد. وقام حساب باسم المرشحة الجمهورية لحاكمة ولاية أريزونا «كاري ليك» بالتغريد ليعلن أنها تتنازل لخصمها الديمقراطي في الانتخابات، واستغرق الأمر ساعات حتى تتمكن المنصة من إزالة التغريدة والحساب المزيف.

كما أوقعت «تويتر بلو» شركات وعلامات تجارية عالمية ضحية للانتحال، بينها «نينتندو» و«فالف»، وشركة «تسلا» التي يملكها «إيلون ماسك» نفسه، فيما تكبدت شركة الأدوية الأمريكية «إيلي ليلي» خسائر فادحة، وهبطت أسهمها وانخفضت قيمتها السوقية بأكثر من 15 مليار دولار خلال ساعات قليلة، بسبب حساب موثق مزيف باسمها زعم أنها توزع الأنسولين مجانًا، وهو ما نفته الشركة لاحقًا.

وأضافت الحادثة المزيد من المخاوف حول طريقة تعامل إدارة «ماسك» الجديدة مع المعلومات المضللة عبر تويتر، في إطار سعيه لمزيد من الإيرادات بنما يكافح للاحتفاظ بالمعلنين على المنصة التي لم تحقق أرباحًا منذ سنوات، وتفاقمت مشاكلها مع دخول سوق الإعلانات الرقمية في حالة ركود، وتوقف العلامات التجارية الكبرى وشركات التسويق عن الإنفاق عليها.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة