شروق محمد صلاح النقاشة.. كل التحية لسيدات المهام الصعبة

شروق محمد صلاح (النقاشة)، مطلقة منذ أربع سنوات وتعول 3 أطفال ووالدتها، اشتغلت قبل النقاشة في مصانع وحضانات و”حاجات تانية كتير”، لكن طبعًا دخل هذه الوظائف غير مجزي وغير مناسب لظروفها ومسئولياتها.

بدأ حب شروق لمهنة النقاشة عندما قامت بدهان شقتها، وأعجب الكثيرون بما قامت به من عمل متقن، فقررت منذ هذا الوقت أن تعمل بالنقاشة. فبدأت العمل كمساعدة لعدد من النقاشين حتى تستطيع أن تتعلم أصول المهنة بشكل صحيح، ثم تدرجت حتي استطاعت أن تعمل بمفردها دون مساعدة أحد، وهي الآن تعمل في مهنة النقاشة منذ 3 سنوات.

تعمل شروق من 6 إلى 8 ساعات يوميًا، وفي بعض الأوقات تضطر للعمل لمدة 48 ساعة متصلة، حيث يبدأ يومها منذ الساعة السادسة أو السابعة صباحًا وذلك علي حسب مكان الشغل، فإذا كان المكان بعيد مثل العمل في محافظات خارج القاهرة مثل الإسكندرية أو المنوفية أو الفيوم، تبدأ يومها من الساعة الرابعة أو الخامسة فجرًا.

تقول شروق إنها تتعرض للكثير من الانتقادات والمضايقات من جانب بعض الناس، وكذلك زملائها في مهنة النقاشة، فمن الناس من يقول “إزاي أهلك سايبينك كده؟”، ومن الزبائن من يدعوني في البداية لعمل نقاشة لشقته، ولكن يكون غرضه غير شريف ومؤذي لشعوري. “أنا أعمل في مهنة صعبة عليا كإمرأة ولكني أبحث فقط عن العيش بالحلال لتربية أولادي”.

وتقول شروق بالرغم من أن البعض ينتقدني لكن الكثير يدعمني ويشجعني، فأنا أسعد كثيرًا برد فعل الناس في الشارع علي عملي في النقاشة ودعائهم لي بالرزق والصحة، وتقول إن الكثير منهم “بيتصورا معايا وكأني شخصية مهمة”، وآخرين يصوروني وأنا بشتغل ويقوموا بوضع صوري على “الجروبات على الفيس بوك”،وتستطرد شروق “كمان مرة واحدة وقفتني في المترو، وقالتلي إنها عارفاني وإن شغلي جميل جدًا وبتدخل على صفحتي تعلقلي بكلام حلو يشجعني”.

وتقول إنها “بتكون مبسوطة قوي لما الناس بيتقبلوا أنها واحدة ست ونقاشة، وبيخلوني أروح أعملهم شققهم، وأنا الحمد لله بكون أد الشغل، وعمري ما زعلت من كلمة نقاشة بالعكس بكون مبسوطة بيها جدًا”.تستكمل شروق “في النهاية هي شغلانة شريفة بتساعدني أصرف علي ولادي وأجبيلهم كل اللي عايزينه، أحسن ما أقعد من غير شغل وأمد إيدي”.

ومن الأمور التي تسعد شروق بشكل كبير وتشجعها أكثر وتجعلها فخورة بعملها كنقاشة، أنها أثناء عملها في بعض الشقق تجد الأمهات تشجع بناتها على مساعدتها ومحاولة معرفة كيف تعمل هذا أو ذاك، وتؤكد الأم على شروق أن تأخذ معها ابنتها في إجازة الدراسة حتي تتعلم منها النقاشة بالرغم من أن هذه الأسر علي مستوى عالي من التعليم، والرقي ولكنها أعجبت بما تقوم به شروق وتتمني خوض أبنتها هذه التجربة الجديدة على النساء.

كل هذا الدعم يجعل شروق تفخر بما تقوم به، وتؤكد علي فخر أهلها بها وثقتهم فيها، وأن أولادها في ظل هذا يتعلمون منها الإحساس بالمسئولية، وأن “مفيش حاجة اسمها ديه شغلانة رجالة وديه شغلانة ستات، الشغل شغل ممكن أي حد يقوم بيه وأنا ماليش دعوة بكلام الناس، لأن اللي هيمسك إيدي ويسندني هو نفسي”.        

تحلم شروق بإلحاق أبنائها بالمدرسة (لأن لديها مشكلة في الأوراق الخاصة بهم)، وأيضًا لديها ابنة عمرها 7 سنوات غير مسجلة لأن والدها لم يقم بتسجيلها. وأخيرًا تدعو شروق كل فتاة ترغب في العمل معها في النقاشة أن لا تتردد وأنها ستقوم بتعليمها وإعطائها راتب علي ذلك. وتقول لكل من ينتقدها أن يقلدها ويدعو لها لأنها مسئولة عن بيتها وأولادها ووالدتها.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة