ربما تبقى أجمل فرحة لدى شبابنا وشاباتنا فرحة الزواج، إذ يتوسم الشريكان خيرًا في هذه الزيجة ويعلقان عليها كل آمالهما، سعادتهما، مستقبلهما، فيتم التحضير لهذه المناسبة التاريخية بالاستعداد النفسي والاجتماعي والمادي؛ وهذا الأمر يُعد منطقيًا إلى أبعد الحدود فهو كما دُرج على تسميته بليلة العمر. لكن هل أعددنا العُدة اللازمة لهذا المشروع من حب وتفاهم ومودة وقبل ذلك سِتر واحترام لهذه العلاقة بعدم افشاء أسرارها إلى الآخرين ولو كانوا من أقرب الأقربين؟
لا يكاد يمضي يوم إلا ونسمع عن أخبار وحالات زواج لنتفاجأ بعد مدة بفشل العديد من الزيجات وطلاقهما؛ وأي طلاق؟ طلاق يتجرد فيه الزوجان من كل معاني الأخلاق والشرف كما يحذو حذوهما عائلتا الزوجين، لتبدأ مرحلة إفشاء الأسرار الزوجية وفضح المستور على مرأى ومسمع الناس البعيد منهم قبل القريب، لتنتهي القضية في محكمة الأسرة، قد يكون الأمر عاديًا بالنسبة لطبقة معينة من الناس كحال بعض الفنانين والفنانات الَّذين يطلون علينا هذه الأيام بحفلات زفاف أسطورية ويُتبعونها بعد شهر أو أقل أو أكثر قليلًا بطلاق أو فضيحة مدوية تضج بها وسائل الاعلام وتتداولها مواقع التواصل الاجتماعي لتحصد في الأخير على الترند ويتداولها الجمهور بشكل من السخرية أو الاستنكار أو حتى المزاح ثم تنتهي صلاحية هذه القضية بانتهاء قيمته التشهيرية والصراعية.
أن تكون فنانًا يعني أنك تحمل رسالة، وأن تكون فنانًا أيضًا يعني أنك قدوة للعديد من الشباب والشابات المعجبين بك والمتأثرين بك، لذلك لماذا يُبقي فنانونا ومؤثروا السوشيل ميديا حياتهم الخاصة بعيدة عن الأضواء، أو أن يتجنبوا الخوض في أعراض بعضهم البعض بعد الانفصال، أليست النهايات أخلاق؟ فلماذا لا يتخلق الفنانون ويحاولوا أن ترك صورة طيبة لدى معجبيهم تحفظ لهم كرامتهم بدل اللَّهث وراء كسب الترندات وتحقيق نسبة مشاهدة عالية ولما لا بعض العائد المادي.
تتزايد ظاهرة الطلاق في مجتمعنا يومًا بعد يوم ولا حل له سوى البحث في المسببات الرئيسية لها والعمل على تفاديها، ولما لا يكون الإعلام وأهل الفن أحد الأطراف الفاعلة في التقليل من هذه الظاهرة قدر الإمكان برسمهم نماذج زيجات سعيدة خالية من المشاكل والفضائح التي قرفونا بها بين الحين والآخر.