دراما رمضان 2023 تسييد لقضايا النساء.. ومغازلة ذكورية للرجال

انطلق موسم دراما رمضان للعام 2023 بمشاركة 33 مسلسلًا مصريًا، من إنتاج  الشركة القابضة «المتحدة للخدمات الإعلامية» موزعه بين  شركة  سينرجي (Synergy) لـ تامر مرسي  وشركة سعدي- جوهر أو ميديا هب (Media Hub) لمحمد سعدي.

يبرز الموسم الرمضاني 2023 في أكثر من مسلسل رئيسي عدد من القضايا المتصلة بالواقع الاجتماعي وتصالحه مع العنف ضد النساء، والتي أثارت جدلًا كبيرًا خلال عرضها، من بينها مسلسل «تحت الوصاية» بطولة منى زكي وكتابة شيرين دياب وخالد دياب وإخراج محمد شاكر خضير، و«عملة نادرة» من بطولة نيللي كريم وكتابة مدحت العدل وإخراج محمد جمال العدل، و«حضرة العمدة» للمؤلف إبراهيم عيسى والمخرج عادل أديب وبطولة روبي.

ركز مسلسل «عملة نادرة» على قضية النساء والميراث والتي تحكمها التقاليد المترسخة في قرى الصعيد، إذ تحرم العائلات النساء بعد وفاة الأب أو الأخ أو الزوج من حقهن في الميراث أملاكًا وأموالًا، وفي بعض الأوقات تمنع العائلات الإناث من ورث الأراضي والعقارات وتعطيهن عوضًا عنها بعض المال الذي عادةً ما يكون أقل كثيرًا من قيمة ميراثهن الأصلي، في حين يرصد المسلسل تبعات رفض نادرة التنازل عن حقها في الأرض ميراث زوجها وأبنها.

مسلسل “ستهم” بطولة روجينا وهو مستوحى من قصة حقيقة للحجة “صيصة” والتي تنكرت في زي رجل لتعمل في الفاعل للتكفل بمصاريف أطفالها، بعد فقدان زوجها، المسلسل ركز أيضًا على قضية المواريث ودوامة النساء بداخلها حيث أن القصة تدور أحداثها داخل قرى الصعيد، التي تعتمد كليًا في تقسيم قضية المواريث بالنسبة للنساء على مجموعة أعراف وتعصبات قبلية. يشير المسلسل لما يعرف بالرضوة وهو تسليم النساء قشور من حقوقهن في الميراث، أو إجبار النساء على التوقيع على تنازل لصالح ذكور العائلة خصيصًا فيما يتعلق بالأراضي الزراعية و إقناعهن أن ميراثهن هو الذهب فقط بينما الأرض من حق الرجال فقط

بينما يطرح مسلسل «تحت الوصاية» قضية النساء المعيلات وحرمان الأمهات من الولاية على أطفالهن بعد وفاة الآباء، ويناقش خلال حلقاته التمييز الواقع على النساء داخل الأعمال التي يهيمن عليها الرجال وكيف يتآمر الجميع ضدهن وتتعرقل خطواتهن، فضلًا عن العنف الجنسي الذي يتعرضن له في هذا السياق.

أما مسلسل «حضرة العمدة»، فرغم مناقشة عدد من القضايا كتشويه الأعضاء الجنسية الخارجية للإناث وتزويج القاصرات وقتل النساء على أيدي الرجال، كان خطه الرئيسي هو نضال النساء للحصول على حقهن في المناصب والحكم، استنادًا لآراء فقهية ذكورية تُقصِر مناصب الحكم أو تولي شؤون الناس على الرجال فحسب.

وبرغم ما خلقته المسلسلات المذكورة من جدال ونقاش سواء في وسائل الإعلام المختلفة أو عبر قنوات السوشيال ميديا، تعمدت أعمال درامية أخرى في الموسم الرمضاني 2023 في مضمونها على مبدأ الإهانة والاستخفاف بالنساء كنوع من الكوميديا، مرسخة للمفاهيم الذكورية السامة.

في مقدمة هذه الأعمال مسلسل «جعفر العمدة» الذي يبدو بأنه العمل الدرامي صاحب النصيب الأكبر من المشاهدة لهذا الموسم، معتمدًا على قوة عضلاته والجمل الكلاشيه التي لا تخلو من إهانة النساء والتحكم فيهن بل والسيطرة على أجسادهنّ  ليٌكمل المعادلة.

يلعب رمضان دور رجل متزوج بأربع سيدات، مفتخرًا بموقفه من التعدد، يتنافسن جميعهن على إرضائه وإغوائه في حرملك مشترك بجدول معاشرة جنسية وسط أجواء من الفخر والانسجام، مخاطبًا المفاهيم والخيالات الذكورية الشرقية عن الرجل. يتحكم في حياة زوجاته وحرية جسدهن فيجبرهن جميعًا على الإجهاض إذا حملن، أو يصبح مصيرهن الطلاق، وإن كان هذا في سياق الحبكة الدرامية إلا أن دس السم في العسل لا يعد من عوامل النجاح، في مجتمع تقتل نسائه كل يوم على أيادي الرجال في الشوارع والميادين والبيوت المغلقة.

لم يغفل المسلسل عن إهانة النساء في كل حلقاته سواء من الزوج الذي يجسد شخصيته محمد رمضان أو الحماة التي تجسد شخصيتها هالة صدقي، التي تتلذذ في إهانة زوجات ابنها ومعايرتهن وتصوير ذلك  كنوع من الكوميديا طوال الموسم، فضلًا عن الصفع على الوجه لنساء المسلسل، الأمر الذي تتضح خطورته وتأثيره في أذهان مجتمعات لا يزال ما يقرب من ثلثها أميًا، في الوقت ذاته لا تقوم مؤسساتها التربوية بدورها المأمول، فيصبح ما يعرض في التلفزيون هو المثل والقدوة. 

ويمكن اعتبار صورة النساء في مسلسل «جعفر العمدة» مغازلة ذكورية واهية واصفة طرح تعدد الزوجات بهذا الشكل بأنه تعزيز لفكرة سوق الحريم وسوق المتعة وأمور أخرى تتعلق بتدني النظرة للمرأة.

أما في مسلسل الهرشة السابعة يستكمل المخرج الصاعد بقوة كريم الشناوي لمساته الإنسانية للشخصيات وتركيباتها المتداخلة مع السيناريست المصرية مريم نعوم، والمعروفة بكتاباتها عن حيوات النساء وواقعهن في المجتمع المصري.

رأت العديد من النساء أن المسلسل يحكي رحلات الرجال لاكتشاف أنفسهم، بينما تلعب النساء أدوارًا ثانوية في هذه الرحلات، فالنساء لسن شريكات فهم المساحة التي  يعود لها الرجال دائمًا بعد مراجعة أنفسهم.

1 تعليق

  1. أنا لم اشاهد أى مسلسل قط والأفكار كلها في الوحل وهم يعتمدون على وضع السم في العسل ويحرفون الكلام عن مواضعه ويحثوا المشاهد على فعل الرذائل ويصدوك عن فعل الفضائل
    تابع صفحه الفخر الحقيقي للعرب على الفيس بوك

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة