رمضان هذه السنة على غير العادة مليئ ببطلات يسلطن الضوء علي حقوق سيدات تكلمنا كثيرًا عنهن، لكن تناول أعمال درامية لهذه الحقوق بشكل جميل يثير التعاطف ويجذب مشاهدة ودعم لم يسبق له مثيل.
فاجئتنا الممثلة روجينا في أول أيام رمضان بمسلسل يحمل لها شخصيتان، عروسة ثم أم لأطفال، وبعد ذلك تتحول لشكل رجل أصلع له شارب يعمل بالفاعل، لتصرف على أطفالها وتربيهم. شاركت الفنانة روجينا في عمل تحت اسم "ستنا"، والذي يحكي قصة امرأة صعيدية يموت زوجها بطلق ناري، ويقتل يوم وصول جنينها إلى الدنيا.
يعطي أخو "ستنا" إليها المال، فتتعجب وتطلب منه ميراثها وترفض هذا المال وتعتبره و كأنها تشحت ميراث أطفالها، وتطلب منه ورث جد أطفالها، ويغضب عليها أخيها قائلًا: "هاتيلي مرا في بر الصعيد من أوله لأخره ورثت في راجل".
أزمة حرمان المرأة من الميراث منتشرة في بعض محافظات الصعيد، وهو للأسف تقليد لا يفرق بين مسلم ومسيحي، وكان هدفة هو عدم خروج الأراضي والأطيان إلى شخص من خارج العائلة، ويقولون للنساء ليس لكن حق في الميراث، فقط الذهب، باعتبار أن ذهب الأم الذي يذهب إلى النساء لا شيء بجانب الأراضي والميراث الكامل للعائلة، وتعتبر السيدة ملزمة من أخيها باسم أن هذا واجبه، وهو في الحقيقة يمن عليها لأنه في الأصل مستقطع منها ميراثها وحقها الشرعي الذي نص عليه الدين والقانون.
لا شك في أن هذه التقاليد تتجرد كل التجرد من الإنسانية أو العدل والمساواة، وما هي إلا تقليد أعمى سلطوي يفرض على المرأه السير في نهج معين يجردها من كامل حقوقها ويتركها تحت سلطة ذويها حتى بعد وفاتهم، فهناك في هناك في الصعيد تولد المرأة مسيرة وليست مخيرة، لتنجو فقط من تكافح وتقاوم حتى آخر نفس في حياتها من أجل حقوقها.