حبيبتي أنا ؟

   من مثلي أنا؟  محظوظ كل هذا الحظ كي ينعم بهذا الحب العذري الصافي ، حبيبتي أنا لاتشبه أحدا ولا يشبهها أحد في عطفها وحنانها الفياض ، دافئة كنسمة ربيع ليلية، حسناء وكل الحُسن لا يُضاهيها، جميلة وليت الجمال يوفِّيها، رقيقة وناعمة كملاك طاهر نزل للتَّو من أحشاء أُمه، لم أكن أنوي الكتابة عنها يوما ذلك أنَّني مهما كتبتُ ومهما خطَّت أسطري فلن أُجزيها حقَّها، لأن حبَّها شيء في القلب لا تقوى الكلمات على قوتها وصفه، حبها عالَمِي الأول الذي تعلمت فيه أُولَى دروس الحُبِّ والعطاء، مدرسة للحب هي مهما أحببتُ وعشت الحُبَّ فلن أجد بديلا عن حبها لن يغنيك ألف حضن وحضن عن حضنها،  ولن تنعم  بالراحة إلا معها وبجانبها، حبيبتي أنا زهرة ربيعي وربيع عمري الذي لا تكتمل فصوله إلا بنسائمه العطرة الزكية. 

   يا كُلَّ الحب أنت ملهمتي الأولى والأخيرة، لعينيك كل شيء يهون ولقلبك العطوف كل السلامة والعافية، أحبك وكلمة أحبك لا تكفي، أحبك ومتيقن أن حبك لي أضعاف مضاعفة لأنك ببساطة رمز الحنان والأمان، أحبك أمي وفخامة اسمك تكفيني، أحبك أمي ومن غيرك بالحب يسقيني، أحبك أمي ومن غيرك بالعطف يغمرني، أحبك لأنك أمي ثم أمي ثم أمي.

   أمي يا ناس هدية الرحمان المنَّان لي، رزق من السماء لا يعرف الكثيرون قيمته إلا بعد فوات الأوان، أمي رمز العطاء والتَّضحية؛ أمَّا التضحية فلا مرحلة عمرية تحبها ونتمنى العودة إليها مثل مرحلة الشباب غير أن الأم تفضل التضحية به وبأحلى سنوات عمرها دون ندم أو تذمر في سبيل رؤية  فلذات أكبادها يحيون أحسن حياة وينعمون بأفضل مستقبل، وأمَّا العطاء هنا فهو لا محدود ولا مشروط عطاء في الحب  وفي الاهتمام وفي كل شيء  يرافقك منذ نعومة أظافرك وإلى آخر لحظة في حياتها. 

   لا سبيل يجزيها ولو جزءا من حقها إلا برَّها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، ولنردَّ جَميلَها بحسن طاعتها ومبادلتها العطف والحنان والرحمة إذا ما بلغت من العمر عِتيًّا، ولنكن منصفين في حق من تعبت وشقت وربَّت مصداقا لقوله تعالى: ” فإما يبلغن عندك الكِبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريمًا”.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة