شنت قوات جيش الاحتلال هجومًا عنيفًا على قطاع غزة المحتل، وأسفرت العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، الأكثر عنفًا منذ سنوات، عن استشهاد 10 فلسطينيين، ما ادعت سلطة الاحتلال أنه هجوم ضد مطلوبين في عمليات إرهابية.
في هذه الأثناء، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أن معظم الإصابات التي وصلت إلى المستشفيات اليوم من مخيم جنين كانت في الرأس والصدر، ما يعني أن إطلاق النار على الفلسطينيين كان هدفه القتل.
بدأت الأحداث بعدما أعلنت حركة فتح عن إضراب شامل في كافة المحافظات الفلسطينية، حدادًا على أرواح شهداء جنين، وقالت في بيان الخميس الماضي، إنه: «منذ فجر اليوم يخوض مخيم جنين معركة الشرف دفاعًا عن الأمة، فكان مداد الدم الذي يسطره شهداء المخيم، أول الرد على هذا التمادي الذي انكشف في جنين والصمت والخذلان إلى منح هذا التمادي أدوات القتل والاستباحة فكان هذا العدد الكبير من الشهداء، وهذا الحقد الأسود الذي يقتلنا دونما رادع».
وبعد هذا البيان أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة الماضية، بيانًا عاجلاً أعربت فيه عن قلقها بشأن العنف الذي تمارسه قوات الاحتلال في الضفة الغربية.
سرعان ما اشتعلت الأحداث مرة أخرى بعدما نفذ الشهيد الفلسطيني خيري علقم من سكان الطور في القدس المحتلة عملية القدس، والتي وقعت أمام كنيس يهودي في الحي الاستيطاني «نيفه يعقوب»، وهو فلسطيني يحمل هوية زرقاء، وليس لديه أي خلفية أمنية أو نشاط تنظيمي.
وأفادت شرطة الاحتلال أن خيري وصل مساء الجمعة، في تمام الساعة الثامنة والربع، إلى كنيس يهودي في مستوطنة النبي يعقوب، وقام بإطلاق النار على المستوطنين هناك، وحاول الانسحاب عبر سيارته، لكن الشرطة وصلت واشتبكت معه حتى أصابته ولفظ أنفاسه الأخيرة في مكان العملية.
يُذكر أن «خيري علقم» سمي تيمنًا بجده الشهيد علقم خيري، الذي طعنه أحد المستوطنين حتى الموت أثناء توجهه إلى عمله في البناء يوم 13 مايو 1998.
عملية الاستشهاد لاقت تضامنًا عربيًا واسعًا، وبات «علقم» وسيرته الذاتية من يوم ميلاده وحتى استشهاده، حديث مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي.
وتداول نشطاء السوشيال ميديا آخر منشورات خيري علقم عبر حسابه على فيسبوك، بينها: «مَن قال إننا نريد سلامًا نريد حربًا لا نهاية لها»، و«قناص مناسب في وقت مناسب، أفضل من ألف جندي في ساحة المعركة».
من جهته قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: «ما يحدث الآن تتحمل مسؤوليته إسرائيل، بسبب ممارساتها التي تقوض حل الدولتين وتخالف الاتفاقيات الموقعة»، فيما علقت حماس على حادث عملية القدس محذرة من أن «المنطقة في طريقها لحالة تصعيد خطيرة».
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، السبت الماضي، إن المنطقة ذاهبة إلى تصعيد غير مسبوق، مشيرًا إلى أن المواجهة لن تبقى داخل السجون في إثر قمع إدارات سجون الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين.
ودعا هنية قادة العالم إلى التدخل لوقف جرائم وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال «إيتمار بن جفير» وحكومة اليمين المتطرف برئاسة «بنيامين نتنياهو»، مضيفًا أن العالم أمام اختبار حقيقي.
بينما قال محمد حسين مفتي القدس بدولة فلسطين، إن الاحتلال لا يتوقف عن سرقة الأراضي الفلسطينية والاستيلاء على الثروات وخيرات الشعب الفلسطيني. ونوه بأن قوات الاحتلال تقتل الشعب الفلسطيني بدم بارد، مؤكدًا أنه لا يخلو يوم من دون وداع شهيد أو أكثر.
أوضح حسين أن الفترة الأخيرة شهدت تطورًا عنيفًا في اعتداءات الاحتلال، سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى المستعمرين باجتياح الأرض الفلسطينية.
وكان رئيس وزراء الاحتلال «بنيامين نتنياهو» تعهد بإضفاء الشرعية على عشرات البؤر الاستيطانية التي أقيمت من دون تصريح رسمي، قبل نهاية فبراير. وشيّد الاحتلال نحو 140 مستوطنة يسكنها حوالي 600 ألف يهودي منذ احتلالها الضفة الغربية والقدس الشرقية في حرب عام 1967 في الشرق الأوسط.