فورين بوليسي: السيسي يلجأ للصين لدعم الاقتصاد المصري المتعثر

نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة «فورين بوليسي» تغطية صحفية حول الجولة الأفريقية التي قام بها وزير الخارجية الصيني واختتمها في القاهرة. واحتلت العلاقات المصرية الصينية الجانب الأكبر من تغطية الصحيفة.

بدأت التغطية بخبر اختتام وزير الخارجية الصيني الجديد «تشين جانج »، يوم الأحد الماضي، جولته الأفريقية التي شملت خمس دول بينها مصر، حيث عقد اجتماعات منفصلة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وذكرت الصحيفة أن الزيارة قد جاءت في لحظة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للاقتصاد والعملة المصرية، حيث سمحت الحكومة بانخفاضهما بشكل حاد – 17 %  منذ 1 يناير و 50%  في الأشهر العشرة الماضية، في تبني جديد واضح لسياسة سعر الصرف المرنة. بحسب ما أوضحت الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الصيني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري، قوله إن المباحثات تناولت القضايا الإقليمية، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن الإقليمي.

وردًا على سؤال صحفي حول فلسطين، حث تشين دولة الاحتلال على «وقف كل التحريض والاستفزاز، وتجنب أي إجراءات أحادية الجانب قد تؤدي إلى تفاقم الوضع».  كما ذكرت الصحيفة أن مصر قد لعبت دور الوسيط بين حماس والاحتلال، بعد أن ساعدت في التوسط لوقف إطلاق النار في مايو 2021 ، مضيفة «لكن الحكومة المصرية غارقة الآن في صعوبات اقتصادية».

وانتقلت الصحيفة إلى الحديث عن الوضع الاقتصادي المصري، حيث وافقت القاهرة الشهر الماضي على حزمة إنقاذ بقيمة 3 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي، وأرجعت الصحيفة الاهتمام الصيني بمصر خلال هذه الفترة إلى الخسارة التي ستلحق بالصين إذا انهار الاقتصاد المصري، بالنظر إلى مستوى التجارة بين البلدين، ولأن الصين هي أكبر مستخدم لقناة السويس – وهي حلقة وصل مهمة لشحن بضائعها إلى أوروبا.

ونقلت الصحيفة تأكيد «تشين» على التزام بكين بالمساعدة في تعزيز الاقتصاد المصري، من خلال استيراد المنتجات المصرية وزيادة السياح الصينيين إلى مصر، وهي مصدر رئيسي للإيرادات للبلاد، والتي عانت بشكل كبير خلال الوباء لكنها تعافت تدريجيًا على الرغم من انخفاض عدد السياح الصينيين.

ثم تساءلت الصحيفة «كيف يمكن للصين أن تعيد السياحة الصينية إلى مصر؟!»، وتحديدًا بسبب تداول أخبار مصدرها لجنة الصحة الوطنية الصينية عن ما يقرب من 60 ألف حالة وفاة مرتبطة بـ COVID في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد، منذ نهاية القيود الصارمة على الوباء في ديسمبر.

وأوضحت الصحيفة أن مصر تحتاج أيضًا إلى استثمارات الصين المستمرة في المشاريع العملاقة التي تقودها الدولة لإنعاش اقتصادها المتعثر، حيث تساعد بكين جزئيًا في تمويل وبناء الحي التجاري بالعاصمة الإدارية الجديدة بقيمة 59 مليار دولار، كجزء من صفقة مع شركة «تشاينا ستيت كونستركشن إنجنيرينغ كوربوريشن» المملوكة للدولة الصينية.

وذكرت الصحيفة أن العاصمة الجديدة التي تم الإعلان عنها لأول مرة في عام 2015، ومن المقرر افتتاحها في منتصف عام 2023 ، يتم تمويلها جزئيًا أيضًا من خلال السندات عالية الفائدة، وينظر إليها منتقدو الرئيس المصري على أنها مشروع  سيؤدي في النهاية إلى تفاقم ديون البلاد. واستشهدت الصحيفة بانتقادات لعدد من الأكاديميبن المصريين لخطط الدولة في عام 2021، حيث صرح مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة لوكالة «فرانس برس» أن: «الحداثة في الواقع تعني مسؤولية الحكومة أمام شعبها مثل توفير تعليم جيد».

ثم انتقلت الصحيفة إلى الحديث عن مشروع أخر تتشاركه الصين مع مصر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث استثمرت الصين مليارات الدولارات كجزء من مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس «شي جين بينغ» داخل المنطقة، التي تتكون من موانئ ومدن صناعية. وقامت بكين ببناء عقار يعرف باسم منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر «تيدا السويس»، حيث تقوم الشركات المملوكة للصين بتصنيع منتجات للتصدير إلى أوروبا والشرق الأوسط والصين. وتقدر بكين أنها أوجدت أكثر من 30 ألف وظيفة، وفقًا للصحيفة.

Translation is too long to be saved

وفي حديثها عن الصين، ذكرت الصحيفة أنه لأكثر من 30 عامًا حافظت الصين على تقليد مفاده أن أول رحلة خارجية يقوم بها وزير خارجية معين ستكون إلى أفريقيا، وتضمنت رحلة «تشين» التي استمرت أسبوعًا توقفات في إثيوبيا والجابون وأنغولا وبنين.

وفي السياق نفسه أكدت الصحيفة أن مصر هي واحدة من أكبر ستة مساهمين أفارقة في ميزانية الاتحاد الأفريقي. (البلدان الأخرى هي الجزائر وأنغولا والمغرب ونيجيريا وجنوب إفريقيا).

وانتقلت الصحيفة إلى زيارة الوزير الصيني إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث زار «تشين» المقر الذي تم تشييده حديثًا للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتي بنتها الصين ومولتها. وصرح «تشين» إن المبنى: «يقف كدليل قاطع للعالم على أن الصين تدعم أفريقيا دائمًا».

فيما ذكرت الصحيفة أن أهمية الزيارة تكمن في التنافس بين الولايات المتحدة التي تسعى لاستعادة نفوذها في أفريقيا، والصين التي تعمل على تأكيد علاقاتها مع القارة، بالإضافة إلى التطلع إلى الخارج نحو الشرق الأوسط.

واختتمت «فورين بوليسي» تغطيتها عن الزيارة الصينية إلى القاهرة بالحديث عن الترحيب المصري بعودة السياحة الصينية، حيث نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «وانغ وين بين» قوله في مؤتمر صحفي في بكين يوم الاثنين: «نعتقد أنه في المستقبل القريب سيعود عدد السياح الصينيين والرحلات الجوية إلى مصر إلى مستوى ما قبل الوباء، أو ربما يتجاوزه».

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة