فتاوى الشعراوي وآرائه… جدل حي رغم وفاته

أثيرت حالة من الجدل على مدار الأيام القيلة الماضية، على إثر الإعلان عن تقديم عرض مسرحي عن الشيخ محمد متولي الشعراوي، ضمن أمسيات سيتم تقديمها على خشبة المسرح القومي في رمضان، وذلك قبل أن تتراجع وزارة الثقافة عن هذا القرار.

رفض عدد من النقاد والشخصيات العامة، وكذلك نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تقديم هذا العمل عن الشيخ الراحل، الذي رغم امتلاكه بشعبية وقاعدة جماهيرية عريضة، لم يحمه ذلك من الانتقادات التي وجهت له على عدد من فتاويه ومواقفه السياسية، بينما استمر مؤيديه في الدفاع عنه ودعم مواقفه.

وعقب الإعلان عن المسرحية تقدمت النائبة فريدة الشوباشي بطلب إحاطة للبرلمان لسرعة وقف التحضير إلى العرض المسرحي. وقالت النائبة فى طلبها: «كيف يقوم المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة بإنتاج مسرحية عن الشيخ الشعراوي الذي سجد لله شكرًا على هزيمة ٦٧، وقال بثقة إنه فرح لهزيمة مصر.. الوطن؟

في المقابل، أوضحت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، حقيقة الإعلان. وقالت في تصريحات تلفزيونية إنه كان هناك بالفعل مقترحًا مقدمًا بعمل أمسيات عن بعض الشخصيات الدينية في رمضان، وليس عملًا مسرحيًا كاملًا، لكنها فقط أمسيات عن الشخصيات الدينية.

وأشارت الوزيرة إلى أن المقترح الذي قُدم من مدير المسرح القومي، لم يعرض على اللجنة حتى الآن، مؤكدة على أهمية أن يكون هناك اختيار للشخصيات التنويرية المؤثرة في المجتمع في كافة المستويات وعرضها على المسرح القومي، وأن يكون للشخصيات التي يتم اختيارها أثر إيجابي من الناحية التنويرية لمكافحة الفكر المتطرف.

وفي السياق ذاته، قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن قرار تجسيد شخصية الشعراوي على المسرح يكشف عن غياب الرؤية الثقافية الاجتماعية عند متخذ هذا القرار، إذ أن له الكثير من الآراء الرجعية التي لا تتناسب مع العصر الحديث، بينها آرائه عن ضرب المرأة والختان الذي تقوم الدولة في الوقت الراهن بتجريمه ومحاربته.

وأضاف الشناوي أن الشعراوي كان له الفضل في نشر مقولة أن الفن «حلاله حلال وحرامه حرام»، ولعل أول من قال تلك المقولة هو حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان. ولفت إلى أنه من الأولى أن تقدم أمسية عن الإمام محمد عبده صاحب الافكار التنويرية، أو الطبيب الشهير مجدي يعقوب الذي له الفضل في علاج قلوب المصريين.

فيما قررت أسرة الشيخ الشعراوي اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الناقد طارق الشناوي، والناقدة ماجدة خير الله، بسبب تصريحاتهما التي انتقدا فيها أفكار الشعراوي، ووصفهما له بالرجعية.

وانتقدت الناقدة ماجدة خير الله إقدام الأسرة على رفع قضية ضدها وضد الناقد طارق الشناوي، وقالت إنه بهذا الفكر والاعتقاد ستضطر أسرة الشيخ إلى رفع قضايا على مئات من الشخصيات العامة في جميع المجالات، الذين لهم نفس الرأي في فكرة تقديم مسرحية عن حياة الشعراوي على خشبة المسرح القومي.

وتابعت الناقدة، موجهة كلامها للأسرة، بأنه قبل رفع الدعاوي القضائية عليهم السعي لحذف فيديوهات الشعراوي التي تفاخر فيها بأنه سجد لله شكرًا على هزيمة الجيش المصري في حرب ١٩٦٧، تلك الحرب التي استشهد فيها الآلاف من أشرف رجال الجيش المصري، مسلمين وأقباط.

وأضافت: كما على الأسرة أيضًا حذف فيديوهات الشيخ التي أشاع فيها روح الكراهية ضد المسيحيين، والترويج لرأي يأخذ به البعض حتى الآن، وهو رفض الترحم على أي قبطي أو تهنئته بالعيد، إلى جانب فيديوهاته التي يهين فيها المرأة التي كرمها الإسلام، بتهكمه على الزوجة التي تشكو تعنيف زوجها قائلًا: «مش عاجبك أسلوبه وهو اضطلع علي عورتك !!!».

واختتمت خير الله حديثها: «أعتقد أن محاولة إضافة قداسة على أي شخصية عامة هو نوع من الإرهاب الفكري، لا يليق قبوله في مجتمع متنوع الثقافات، يطمح في التقدم واللحاق بركب الحضارة مثل المجتمع المصري».

وكان للشعراوي بعض الفتاوي والآراء السياسية التي أثارت الجدل على مدار السنوات الماضية، وبخاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي.

فعلى سبيل المثال، اعتبر الشعراوي أن غير المحجبة تعرض نفسها على الرجال، وهو ما دفع المثقفين والتنويرين لاعتبار كلامه تحريضًا على التحرش بغير المحجبة، ففي إحدى المناقشات قال:«لما يلبسوا الحاجات الطويلة، محدش بيقرب منهم، لكن لو عاملين في نفسهم كدة يتعرف إنهم زي اللي بيعرضوا نفسهم، ويسمعوا كلام يؤذي من الرجال».

وفي حديث تلفزيوني في رمضان 1984، قال الشعراوي: «المرأة يجب أن تكون مستورة حتى لا يشك الرجل في بنوّة أبنائه منها». كما أفتى بقتل تارك الصلاة، حينما صرح: «في البداية نسأل الشخص الذى لا يصلي لماذا لا تصلي؟ فإن كان منكرًا للحكم يُقتل حدًا، يكون كافرًا، وإن كان كسلًا يُستتاب ثلاثة أيام ثم يُقتل».

وحرم الشعراوي تهنئة أقباط مصر بأعيادهم، وقال إنه: «يلزم علينا أن نستعيذ بالله من أن نقوم بصنع تصرفًا يرضي عنا كلًا من اليهود أو النصارى».

وإلى جانب الفتاوى الدينية، هناك أيضًا مواقف سياسية أثارت الجدل والغضب من الشعراوي، أبرزها واقعة سجوده شكرًا لله على النكسة، وقال: «فرحت أننا لم ننتصر، ونحن في أحضان الشيوعية؛ لأننا لو ُنصِرنا ونحن في أحضان الشيوعية لأُصبنا بفتنة في ديننا».

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة