كرما أمهاتهما فكانت النتيجة شرعية أم لا شرعية

سيدتان قامتا بالشهادة على عقد زواج، هكذا نشر الخبر في الصحف ومواقع الأخبار والتواصل في البلاد العربية. من المتعارف عليه أن من يقوم بالشهادة على عقد الزواج رجلان، الفعل الذي أصبح مع الوقت من الأعراف والعادات المتوارثة، ونادرًا ما يطرح السؤال حول قانونية وشرعية شهادة النساء، وهل يجوز شهادة المرأة على عقد النكاح؟

لم يمر سوى قليل من الوقت بعد انتشار الخبر، و قامت الدكتورة والكاتبة ألفة يوسف بنشر صور زواج ابنتها معلقة: استطاع زوج ابنتي رامي أن يحقق مقاصد الشريعة، فجمع في عقد قرانه أربع نساء: زوجته (إيلاف)، وشاهدتين على عقد القران (أمّ العريس وأمّ العروس)، وضابطة الحالة المدنيّة الّتي عقدت القران.

ألفة يوسف هي كاتبة ومؤلفة وباحثة تونسية ولدت في سنة 1966 بمدينة سوسة، وهي أكاديمية مختصة في اللغة العربية واللسانيات، اشتهرت بالجرأة في كتاباتها وبطروحاتها الدينية ذات الصبغة الحداثية، كما تناولت في أبحاثها الموروث الديني بالتحليل والمقارنة. واشتهرت بمقاربتها النقدية للفكر الإسلامي وتحليل التصورات غير المدروسة عن الدين والنصوص المقدسة. وانطلاقًا من اختصاصها الأصلي في مجال اللغة واللسانيات والحضارة العربية، تدرس عدة مسائل حضارية ومن أبرزها الظاهرة الدينية، بداية من أطروحتها في دكتوراه الدولة «تعدد المعنى في القرآن» فالزاوية الأصلية لسانية، مع اهتمام بمعاني الآيات ودلالاتها عند المفسرين والفقهاء والأصوليين.

في شهر يوليو السابق كانت الأستاذة الجامعية ألفة يوسف ضيفة في برنامج «الحوار التونسي»،  وردًا على آراء قراء ومتابعين يتهمونها بالكفر والإلحاد عبرت ألفة في بضع نقاط تحليلية عن أفكار ومواقف لها،. قالت: سأُسأل عن نفسي أمام الله وحدي، وأنا لا يضايقني أبدًا مثل هذا الوصف، وكل إنسان حر في أراءه، ولي حجج ومؤلفات عن أن الإسلام لم يحرم المثلية الجنسية، وأن القرآن لم يحرم الخمر، ولكن حرم السُكر فقط.

كتبت ألفة أيضًا كتب مثل «وجه الله: ثلاثة سبل إلى الحق و«ليس الذكر كالأنثى في الهوية الجنسية»، وآخر بعنوان قراءة في أركان الإسلام». هذه هي ألفة يوسف اختصارًا، المرأة التي عبرت عن موقفها بشهادتها علي زواج ابنتها بأن ابنتها و زوجها قررا أن يكرما والدتيهما بالشهادة على زواجهما. وعندما قامت مذيعة بسؤالها عن رد فعل أهل الزوج أجابت ألفة: من المتعارف عليه أن يرد أهل الزوج بأشياء مثل الناس هيقولوا علينا إيه ولا يصح، لكن الحمدلله كان لنا أزواج متفاهمين عاقلين شجعانا على مثل هذه الخطوة.

تعرضت ألفة لمحاولات اغتيال، نجحت قوات الأمن في إحباطها، ومحاولة اقتحام لمنزلها من قبل تكفيري تمت السيطرة عليها، غير أنها تتلقى الكثير من التهديدات والتعليقات المهينة على فيسبوك، بينما تحارب هي بمنتهى البساطة والعقل والعلم والمنطق والحجج الدينية.

هذه القارئة والمفكرة لم تخف يومًا من إرسال رسالتها إلى العالم كله، محاربة الأعراف والتقاليد، و قالت إن: ما بعد الموت هي بداية النهاية، بداية الروح والنفس ونهاية الجسد. وأنا أصلي من وعمري ١٦ عامًا، وحجيت بيت الله ووضعت غطاء الرأس أثناء حجي، وزواج ابنتي وشهادتي عليه هو قانوني وشرعي ولا مجال لغير ذلك، فلا يوجد ما يمنع ما فعلناه قانونيًا ولا شرعيًا.

الإسلام لا يتنافى مع روح العصر، أي عصر، في كل ما هو إنساني سمح و عادل.. فرج فودة

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة