نوبل للسلام تنتصر للمجتمع المدني.. منظمتان روسية وأوكرانية وناشط بيلاروسي محتجز يفوزون بالجائزة

أعلنت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل منذ أيام عن منح جائزة نوبل للسلام لهذا العام لثلاثة ممثلين عن المجتمع المدني في أوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا، وهم المدافع عن حقوق الإنسان البيلاروسي المحبوس «أليس بيالباتسكي»، ومنظمتي «ميموريال» لحقوق الإنسان الروسية، ومنظمة حقوق الإنسان الأوكرانية «مركز الحريات المدنية».

وقالت لجنة الجائزة: «لقد روّجوا على مدى سنوات، للحق بانتقاد السلطة وحماية الحقوق الأساسية للمواطنين. لقد بذلوا جهدًا رائعًا لتوثيق جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان وإساءة استخدام السلطة. ويظهرون معًا أهمية المجتمع المدني ودوره من أجل السلام والديمقراطية».

لم يبتعد قرار الجائزة هذا العام عن إيقاع الاعتداء الروسي المستمر على أوكرانيا، حيث كانت الحرب محور القرارات التي اتخذتها لجنة نوبل، وهو ما توافق مع توقعات الكثيرين ممن اعتبروا أنه سيكون من الصعب على لجنة الجائزة التغاضي عن الحرب الجارية في أوكرانيا وعواقبها الكارثية على الأحداث الدولية منذ بدء العملية الروسية في 24 فبراير، بينهم «هنريك أودال» مدير معهد «أوسلو لأبحاث السلام» الذي أشار في تصريحات إذاعية سبقت إعلان الجائزة إلى أنه: «من المحتمل أن نكون أمام جائزة تشير بطريقة ما باتجاه أوكرانيا»، فيما صرحت «بيريت رايس أندرسن» رئيسة اللجنة للإذاعة: «ربما كان القرار أكثر صعوبة»، مضيفة: «إننا نواجه وضعًا أمنيًا صعبًا، ونعيش في عالم يسوده التوتر».

جائزة نوبل للسلام

ردود الفعل حيال الفائزين بالجائزة

أثارت اختيارات الفائزين بالجائزة هذا العام ردود فعل متضاربة بين الأوكرانيين، ففي الوقت الذي أعرب فيه البعض عن سعادتهم لمساعدتها في زيادة الوعي حيال الوضع في أوكرانيا، استنكر آخرون، بينهم المستشار الرئاسي «ميخائيلو بودولياك» اختيار فائز روسي، وغرد عبر تويتر: «إن لجنة نوبل أظهرت فهمًا مثيرًا للاهتمام لكلمة “سلام” من خلال منح الجائزة لممثلين من دولتين هاجمتا أوكرانيا». وفي بيلاروسيا وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الفائزين في السنوات الأخيرة بأنهم «مسيسون جدًا» لدرجة أن «ألفرد نوبل تعب من التقلب في قبره»، بحسب تصريحاته، وبينما لم يدلِ المكتب الرئاسي الروسي بأي تعليق، أمرت محكمة في «موسكو» بعد ساعات من إعلان الجائزة  بمصادرة مكاتب منظمة «ميموريال» – المحظورة في روسيا منذ ديسمبر 2021- في العاصمة الروسية وتحولها إلى ممتلكات عامة، وقال ممثل للمحكمة إن المنظمة «ضالعة في إعادة تأهيل المجرمين النازيين، وشوهت سمعة السلطات، ورسمت صورة مغلوطة عن الاتحاد السوفييتي»، وفق ما نقلت وكالة «ريا نوفوستي».

من جانبه، هنأ الرئيس الأمريكي «جو بايدن» الفائزين بالجائزة، وحيا شجاعتهم لوقوفهم بوجه القمع والترهيب. وقال «بايدن» في بيان: «يذكرنا الفائزون بجائزة نوبل للسلام هذا العام بأنه حتى في أيام الحرب المظلمة وفي مواجهة الترهيب والقمع، لا يمكن القضاء على الرغبة الإنسانية المشتركة في الحقوق والكرامة»، وأضاف: «هذه الأرواح الشجاعة بحثت عن الحقيقة وأخبرت العالم عن القمع السياسي الذي يمارس ضد مواطنيها – عبر الحديث علنًا والمقاومة والمثابرة رغم تهديدات من أرادوا إسكاتها». أما وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكن» فغرد عبر تويتر: «عملكم الدؤوب لتعزيز حقوق الإنسان وشجاعتكم في قول الحقيقة هما مصدر إلهام للعالم»، كما أشاد الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» في تغريدة بـ«صناع السلام» الذين «يعرفون أن بإمكانهم الاعتماد على دعم فرنسا».

وأشادت عواصم غربية ومنظمات بالفائزين بالجائزة، حيث رحب الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش» بقرار الاختيار بوصفه «يركز الضوء على سلطة المجتمع المدني من أجل المضي بالسلام قدمًا»، مؤكدًا أن المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين البيئيين والصحفيين هم ضحايا «اعتقالات تعسفية وعقوبات مشددة بالسجن وحملات تشويه وغرامات تشل عملهم وهجمات عنيفة».

واحتفت رئيسة المفوضية الأوروبية – الفرع التنفيذي للاتحاد الأوروبي- «أورسولا فون دير لايين» على تويتر بالجائزة مغردة: «اعترفت بالشجاعة الاستثنائية للنساء والرجال الذين يرفضون الاستبداد ويظهرون القوة الحقيقية للمجتمع المدني في النضال من أجل الديمقراطية»، فيما هنأ وزير الخارجية البريطاني «جيمس كليفرلي» الفائزين مؤكدًا أن «المملكة المتحدة تقف إلى جانب كل من يثور على الاستبداد والطغيان»، ومن جهته أشاد «فولفغانغ بوشنر»، أحد المتحدثين باسم الحكومة الألمانية، بالالتزام «الاستثنائي» للفائزين الثلاثة خلال السنوات والعقود الماضية، لافتًا: «أنهم يعارضون القمع والعمل ضد القوى السلمية للمجتمع المدني كما نشهد خصوصًا في روسيا وبيلاروسيا».

أين ذهبت جائزة نوبل للسلام 2021 ؟

مُنحت جائزة نوبل للسلام العام الماضي لاثنين من المدافعين عن حرية الصحافة، وهما الفلبينية «ماريا ريسا» والروسي «دميتري موراتوف»، عن جهودهما في حماية حرية التعبير. وقد باع الصحفي الروسي الفائز «موراتوف»، رئيس تحرير صحيفة «نوفايا غازيتا» المستقلّة الجائزة بمبلغ 103.5 مليون دولار، خلال مزاد علني جرى في نيويورك يونيو الماضي. وأعلنت دار «هيريتدج أوكشن» المنظمة للمزاد أن عائدات المزاد ستذهب إلى مهمة منظمة اليونيسف الخاصة بالاستجابة الإنسانية للأطفال الأوكرانيين النازحين بسبب الحرب.

ومن بين الفائزين السابقين بجائزة نوبل للسلام، نيلسون مانديلا، والدالاي لاما، وملالا يوسفزاي، وباراك أوباما ، ومحمد أنور السادات و الدكتور محمد البرادعي.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة