تكريم المرأة في الإسلام

جيهان عثمان

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد

هناك مقولة مؤداها “إذا أردت أن تُهدم حضارة فعليك بثلاث وسائل: هدم الأسرة، هدم التعليم وإسقاط القدوة، وكي تهدم الأسرة عليك أن تُغيب دور الأم، أو اجعلها تتمرد على دورها كأم وكأنثى، اجعلها تخجل من دينها وتردد أن الإسلام ظلمها، ونجعلها تشعر بالدونية من كونها إمرأة، بل لكونها إمرأة مسلمة، وبذلك تتمرد على كل القيم والأخلاق وعندما تسقط المرأة يسقط المجتمع بأكمله”. 

وفي كلمتي هذه وهي في محور ( تكريم المرأة فى الإسلام )، لن أكرر ماذا قدم الإسلام للمرأة من صيانة حقوقها من ميراث ومهر والتربية الحسنة، بل سببًا من أسباب دخول الجنة إذا أحسن أباها تربيتها، وأيضًا ضمن حقوقها، وبخاصة كزوجة وأم ، يقول الله تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”. ( النحل – 97 )، ولنا فى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبرزها وصيته بالنساء في خطبة الوداع.

لن أُطيل ولكن سأتكلم هنا عن نماذج من النساء الصالحات التي تدل على مكانة المرأة وتكريمها فى الإسلام، وبهذا ننسف ادعاء أن الإسلام ظلم المرأة. 

1- أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها (ذات النطاقين)، وهي بنت الصديق أبو بكر رضي الله عنه، وأخت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وزوجة حواري رسول الله الزبير بن العوام، وأم الصحابي الشهيد رضي الله عنهم جميعا.

كانت أسماء بنت أبي بكر أول فدائية فى الإسلام، فقد كانت تخرج تحمل الطعام والماء لأبيها وللرسول صلى الله عليه وهم فى الغار وقت الهجرة المباركة، وبذلك سُميت ذات النطاقين. 

لم تخشى الطريق، ولا أعداء الله، ولها مواقف فيها شجاعة أمام الطغاة، ومنها موقفها أمام أبا جهل عندما صفعها حتى تدلهم عن مكان الرسول وأبيها، وأيضًا موقفها الشجاع أمام الحاكم الحجاج الذي قتل ابنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وعلقه على جدار الكعبة، وظلت بجوار ابنها حتى أتاها الحجاج وقال لها أمي فقالت له: “لست لك بأم”. 

2- أسماء بنت يزيد بن سكن رضي الله عنها، والتي كانت تحب أن تتعلم دينها، وكانت تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحلال والحرام، وكان يُطلق عليها خطيبة النساء، وقَتلت بعمود خبائها (الخيمة) يوم اليرموك تسعة من الروم، أي أنها حاربت وقتلت أعداء الله ورسوله ودافعت عن دينها. 

3- أسماء بنت عمرو الأنصارية رضي الله عنها. كانت فى بيعة العقبة الثانية، وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم وهي حامل في شهرها التاسع، فها هي أم تُبايع وتشارك في مشاكل مجتمعها ونصرة دينها. 

4- الشفاء بنت عبد الله العدوية رضي الله عنها، والتي اشتهرت بالعلم ورجاحة العقل، وكانت تُعلم نساء المسلمين القراءة والكتابة، ومنهن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، كما وكل لها الفاروق عمر بن الخطاب مراقبة الأسواق أو الحسبة، وهو منصب يشبه الوزارة أو القضاء فى عصرنا الحديث، فكانت تقضي فى منازعات التجار.

وكانت الشفاء طبيبة، تُرقي وتعالج مرض النملة، وهو مرض جلدي، وهذه امرأة مسلمة تولت منصب في السلطة التنفيذية والتشريعية.

هذه هي المرأة المسلمة في عهد الإسلام الأول، وهذه النماذج بعض من كل، ولو كان الإسلام ظلم المرأة ماكانت هذه الصحابيات ظهرن، فما من دين أكرم المرأة ورفع شأنها سوى الإسلام، رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة