العلاقة المشتركة بين نجاح عمرو دياب و”غباء” منافسيه

في كل عام يطل علينا عمرو دياب بعمل جديد يثير الجدل ويقلب الأوساط الاعلامية رأسا على عقب وتبدأ قطاعات ليست بالقليلة في انتقاده، ثم ينتهي العام لنجد في النهاية عمرو يحصد ثمار النجاح ليعود في العام الذي يليه بجدل جديد وعمل فني آخر ويتكرر الأمر وكأننا نعيش داخل دائرة مغلقة.

أحد المقربين من عمرو دياب وهو شريك أساسي في نجاحاته الفنية لفترة ليست بالقصيرة قال لي: “في أوقات كتير عمرو دياب بينجح بسبب غباء منافسيه”، وبالرجوع لمشوار الهضبة وتاريخه سنجد ان هذه المقولة صحيحة بنسبة 100%، فهو فنان مجتهد لأبعد حد، وهذا الاجتهاد نستطيع ان نستدل عليه باصراره على التواجد كل عام بألبوم جديد، وهو الفنان العربي الوحيد على الساحة الفنية الذي يفعل هذا الأمر، رغم كل الظروف السيئة التي تمر بها صناعة الموسيقى.

عمرو دياب رغم اقترابه من الستين من عمره ولكنه لا يزال شابا، يقدم نفسه في كل عام بشكل غنائي مختلف، وما يقوله البعض بانه يكرر نفسه هو محض “جهل” ودليل على عدم الادراك والفهم الموسيقي، فهم لا يعلمون ان لكل فنان في العالم شكل غنائي ثابت يقوم بتطويره كل عام، فعلى سبيل المثال “بوب مارلي” عاش حياته الفنية كلها يغني على ايقاعات موسيقي “الريجي” بنفس الالات ونفس الفرقة الموسيقية ولم يتهمه احد بالتكرار! وامينيم اسطورة الراب العالمية والأنجح عبر التاريخ الغنائي، لم يقدم سوى موسيقى “الراب”، ولذلك من الطبيعي والمنطقي ان يظل عمرو دياب متمسكا بتقديم الاغاني العاطفية لأن هذا من أساسيات مشروعة الغنائي الممتد على مدار أكثر من 30 عاما من النجاح.

عمرو دياب أختار الطريق الأصعب وهو منافسة كل ما هو جديد، فلم يحاول في أي وقت من الأوقات أن يلعب شخصية الأب الروحي وان يحتضن مثلا المغنين الجدد، بل هو صاحب قرار من اللحظة الاولى بمنافسة الجميع، ودائما ما يحول ان يكتسب جمهورا جديدا من الاخرين، فمن سمع منكم “ريميكس” اغنية “انا غير” سيجد ان اعتماده على موسيقى “الالكترو” يدل على مغازلته للشرائح الجماهيرية التي اتجهت لسماع اغاني “المهرجانات”، وهذا أمر يؤكد بما لايدع أي مجال للشك أنه فنان متطور ويفهم ما يحبه الجمهور ويعمل على تلبية احتياجاته.

على مدار مشوار عمرو الغنائي سنجده أن الفنان الأكثر تطورا في تاريخنا الغنائي، فنستطيع بكل أريحية ان نؤرخ للتغيرات التي حدثت في مجال الموسيق “العالمي” في الفترة من 89 حتى 2019 بسماع اغانيه، ولذلك من الطبيعي ان نجد في كل عام اغانيه تحقق الانتشار في بلاد لا تجيد فهم اللغة العربية ويتم ترجمة اغانيه بكل لغات العالم تقريبا بأكثر من 260 أغنية مترجمة من أغانيه هو فقط وكان اخرهم “يتعلموا” الصادرة في العام الماضي وتمت ترجمتها باللغة الإسبانية!

عمرو دياب هو مغني “بوب” من الطراز الاول وهذا المصطلح مأخوذ من Popular music”” الذي يعني الموسيقى الأكثر رواجا وانتشارا، ولذلك فهو مطالب بأن يخاطب الشرائح الأوسع في المجتمع العربي، ولكي يصل الى هذه الشرائح فهو ملزم بمخاطبتهم بالكلمات الدارجة سهلة النطق والفهم، وهذا ليس أمرا سطحيا كما يردد البعض دائما، بل هو الأمر الأصعب على الاطلاق.

وفي النهاية ما أردت أقوله ان عمرو دياب يتغير كل عام، ولكن هذا التغير يكون في اطار “مشروعه” الفني، واذا اردنا تقييمه فيجب أن نقيمه على حسب أساسيات منهجه هو، اما ما يحدث من البعض في محاولات منهم لصنع فنان “تفصيل” على حسب أذواقهم الفنية ما هو الا مصادرة على اختيارات الفنان الأنجح والأهم بلغة الأرقام والجوائز في تاريخنا الموسيقى بأكمله

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة