شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث الهامة، تستعرضها فَكّر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: الموالاة تحكم قبضتهما على “لجان الشيوخ”.. أحداث المنيا بين بيان الداخلية والتنديد الحزبي.. الاحتلال يُصعد بالضفة ويقصف غزة.. واشنطن تعتقل معلق بريطاني انتقد إسرائيل.. فنزويلا تتهم أمريكا بـ”إشعال حرب” بالكاريبي.
الموالاة تحكم قبضتهما على “لجان الشيوخ”
كشف الإعلان عن تشكيل هيئات مكاتب لجان مجلس الشيوخ النوعية الـ14 عن سيطرة شبه كاملة لحزبي الموالاة، “مستقبل وطن” و”حماة الوطن”، على المناصب القيادية، مما يؤكد هيمنتهما المطلقة على مفاصل العمل التشريعي والرقابي داخل الغرفة الثانية للبرلمان.

تُظهر الأرقام بوضوح هذه الهيمنة، حيث حصد الحزبان معًا 9 من أصل 14 رئاسة لجنة (بنسبة تقارب 65%)، بالإضافة إلى 23 منصب وكيل وأمين سر. وبذلك، يستحوذ الحليفان على 32 مقعدًا قياديًا من إجمالي 56 مقعدًا، تاركين فتات المناصب لبقية الأحزاب والمستقلين.
ولم تكن السيطرة كمية فقط، بل نوعية أيضًا. فقد أحكم حزب الأغلبية “مستقبل وطن” قبضته على اللجان ذات الثقل الاستراتيجي والسياسي، مترأسًا لجانًا محورية مثل “الشؤون الدستورية والتشريعية”، و”الصناعة والتجارة”، و”الطاقة والبيئة”، و”حقوق الإنسان”، ما يمنحه قدرة فائقة على توجيه مسار التشريعات الرئيسية.
في المقابل، عزز “حماة الوطن”، الحليف الأبرز، من نفوذه بحصوله على رئاسة 3 لجان خدمية ذات تماس مباشر مع المواطنين، وهي “الإسكان والإدارة المحلية”، و”الصحة والسكان”، و”الزراعة والري”، بما يكرس حضوره في القطاعات الحيوية.
وفي ظل هذه الهيمنة، بدا حضور بقية الأحزاب هامشيًا ومحدود التأثير. فرغم حصول “الجبهة الوطنية” على 3 رئاسات لجان، و”الشعب الجمهوري” على رئاسة لجنة واحدة هامة هي “الشؤون المالية والاقتصادية”، فإن وجودهما يظل محصورًا في إطار تحالف أوسع تقوده الأغلبية.
أما أحزاب المعارضة المدنية مثل “المصري الديمقراطي الاجتماعي” و”العدل” و”الإصلاح والتنمية”، فقد اقتصر تمثيلها على مقاعد وكالة أو أمانة سر، وهو ما يضعف قدرتها على التأثير الفعلي في مواجهة الأغلبية المنظمة.
وبهذا التشكيل، يؤكد مجلس الشيوخ أنه يسير على خطى ترسيخ واقع سياسي يعتمد على أغلبية قوية موالية، تضمن تمرير السياسات والتشريعات الحكومية بسلاسة، مع وجود معارضة رمزية لا تشكل تحديًا حقيقيًا.
الداخلية: أحداث المنيا “مشاجرة” حُلت “عرفيًا” وأحزاب تندد
علقت وزارة الداخلية على الأحداث التي شهدتها قرية نزلة جلف بمركز بني مزار في محافظة المنيا، واصفة إياها بـ”مشاجرة نشبت لخلاف بين عائلتين”، فيما أدانت أحزاب سياسية الواقعة معتبرة إياها “عنفًا طائفيًا” وجلساتها العرفية “انتهاكًا للدستور”.

وذكر بيان صادر عن مصدر أمني بوزارة الداخلية، أن المشاجرة نشبت نتيجة ارتباط فتاة بأحد أبناء عائلة أخرى من ديانة مختلفة، مؤكدًا أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية وحبس الشاب على ذمة قضية، وأعقب ذلك “تصالح العائلتين خلال جلسة صلح عرفية”. وحذرت الوزارة من محاولات استغلال الواقعة للنيل من الترابط بين عنصري الأمة.
في المقابل، أدان الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وحزب العيش والحرية “تحت التأسيس” اللجوء إلى الجلسات العرفية، التي أشارا إلى أنها انتهت بقرارات مخالفة للقانون، شملت تغريم أسرة الشاب المسيحي مليون جنيه وإلزامها بمغادرة القرية.
واعتبر الحزب المصري الديمقراطي أن الجلسات العرفية “انتهاك صارخ لسيادة القانون ومبدأ المساواة”، فيما انتقد حزب العيش والحرية مشاركة عمدة القرية، المعين من قبل وزير الداخلية، في الجلسة.
وكانت القرية قد شهدت أعمال عنف على خلفية علاقة بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة، حيث تم فرض السيطرة الأمنية قبل تدخل مجلس عرفي.
الاحتلال يُصعد بالضفة ويقصف غزة
في اليوم السابع عشر من سريان اتفاق وقف الحرب، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من عملياته في الضفة الغربية المحتلة، ما أسفر عن استشهاد فلسطيني وجرح آخرين، بالتزامن مع استمرار الخروقات في قطاع غزة عبر غارات جوية وعمليات نسف لمبانٍ.

وأفاد مصدر طبي للجزيرة باستشهاد فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية عند حاجز ميتار جنوب الخليل.
كما أُصيب فلسطينيان برصاص جيش الاحتلال في بلدة قباطية جنوب جنين، فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة اثنين آخرين خلال اقتحام مخيم الأمعري في مدينة البيرة.
وشنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات ومداهمات واسعة طالت مناطق عدة، شملت قرية المغير شمال شرق رام الله، وقرية الطبقة جنوب دورا بالخليل، ومدينة البيرة، ومخيم بلاطة شرق نابلس، وبلدة نعلين غرب رام الله، وضاحية “ارتاح” جنوب طولكرم. كما نفذت حملة اعتقالات في مخيم عقبة جبر بأريحا طالت 7 شبان.
وفي شمال شرق الخليل، جرفت قوات الاحتلال مساحات من أراضي الفلسطينيين في جبل جوحان بهدف توسيع بؤرة استيطانية.
وفي قطاع غزة، أفاد مراسل الجزيرة بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن 3 غارات جوية ونفذ عمليات نسف لمبانٍ شرقي مدينة خان يونس. كما ألقت طائرات مسيرة قنابل في محيط مخيمات للنازحين قرب مفترق الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وسياسيًا، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني أن واشنطن تريد الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار حتى لو لم يتم استعادة جميع الأسرى الإسرائيليين. في المقابل، أكد متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن تل أبيب ستحتفظ بالسيطرة الأمنية الكاملة على القطاع.
وداخليًا، كشفت القناة السابعة الإسرائيلية عن وقوع “حادثة أمنية خطيرة وغير مألوفة” داخل الجيش الإسرائيلي ناجمة عن إهمال بشري، أدت إلى انتهاك لإجراءات أمن المعلومات. وأفادت القناة بأن رئيس الأركان أمر بفتح تحقيق معمق، فيما فرضت الرقابة العسكرية حظرًا على نشر التفاصيل.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه القناة 12 الإسرائيلية عن إصابة 12 جنديًا في “حادث طرق عملياتي” على حدود قطاع غزة.
واشنطن تعتقل معلق بريطاني انتقد إسرائيل
اعتقلت السلطات الأميركية، أمس الأحد، المعلق البريطاني البارز والداعم للقضية الفلسطينية سامي حمدي، وألغت تأشيرته تمهيدًا لترحيله، في خطوة وصفتها وزارة الأمن الداخلي بأنها بسبب “دعم الإرهاب”، بينما اعتبرتها منظمات حقوقية “إهانة صارخة لحرية التعبير”.

وأكدت متحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي احتجاز حمدي، وكتبت عبر منصة “إكس”: “في عهد الرئيس ترامب، لن يُسمح لمن يدعمون الإرهاب ويقوضون الأمن القومي الأميركي بالعمل في هذا البلد أو زيارته”.
وكان حمدي قد ألقى كلمة يوم السبت في حفل لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية “كير” في كاليفورنيا، وكان من المقرر أن يشارك في فعالية أخرى للمجلس في فلوريدا يوم أمس.
ووصف مجلس “كير” في بيان ما حدث بأنه “اختطاف”، مؤكدًا أن اعتقال “صحفي ومعلق سياسي بريطاني مسلم بارز لأنه تجرأ على انتقاد الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية هو إهانة لحرية التعبير”.
يأتي هذا الاعتقال بعد حملة تحريض من شخصيات محافظة في الولايات المتحدة. وقد أعلنت الناشطة اليمينية المتشددة لورا لومر، المعروفة بمواقفها المعادية للإسلام وقربها من الرئيس دونالد ترامب، أنها هي من طالبت إدارة ترامب بترحيل حمدي ونسبت الفضل لنفسها في اعتقاله.
ويُعرف سامي حمدي بحضوره الإعلامي اللافت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث برز كمدافع عن الحقوق الفلسطينية ومنتقد للمعايير المزدوجة في الإعلام الغربي.
فنزويلا تتهم واشنطن بـ”إشعال حرب” بالكاريبي
اتهمت فنزويلا الولايات المتحدة بالسعي لبدء حرب في منطقة الكاريبي، واصفة وصول المدمرة الأمريكية “يو إس إس جريفلي” إلى ترينيداد وتوباجو بأنه “استفزاز خطير” يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة.

وقالت الحكومة الفنزويلية، في بيان، إنها تستنكر “استفزازًا عسكريًا منسقًا” بين واشنطن وترينيداد وتوباجو لإثارة حرب، مشيرةً إلى أنها ألقت القبض على “مرتزقة” مرتبطين بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
ووصلت المدمرة الأمريكية المزودة بصواريخ موجهة إلى “بورت أوف سبين” للمشاركة في تدريبات عسكرية مع قوات ترينيداد وتوباجو، في خطوة تقول واشنطن إنها تهدف لمكافحة تهريب المخدرات.
يأتي هذا التصعيد في وقت يتزايد فيه الوجود العسكري الأمريكي بالمنطقة، مع وصول حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد آر فورد”، وهو ما اعتبره الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو محاولة لافتعال “حرب جديدة أبدية” ضد بلاده.
ومن جانبها، أكدت حكومة ترينيداد وتوباجو، التي توصف بأنها حليف لإدارة الرئيس ترامب، أن التدريبات ستستمر حتى يوم الخميس.
