هاني صبحي خلف الأسوار.. “كله حبس حبس.. مفيش انفراجة؟”

تحديث عقب النشر: أعلن المحامي الحقوقي البارز خالد علي، ظهور الكاتب والراوئي هانى صبحى بنيابة أمن الدولة حيث تم التحقيق معه فى القضية ٧١٤٣ لسنة ٢٠٢٥ حصر أمن الدولة، ووجهت له النيابة تهمتى الإنضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار واشاعات وبيانات كاذبة، مؤكدًا أن النيابة قررت حبسه 15 يومًا على ذمة تحقيقات القضية.

بينما ينتظر حقوقيون وأسر سجناء الرأي حدوث انفراجة محتملة يتوقعها سياسيون مقربون من دوائر صنع القرار، تأتي أنباء عن القبض على مواطن جديد. هذه المرة كان الكاتب والروائي هاني صبحي.

ومرت أربعة أيام ولم يُعلن حتى الآن، عن مكان احتجاز صبحي، بعدما أعلن عبر صفجته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أنه مقبوض عليه في قسم المرج.

وأوضحت زوجته ميري نعيم، أن زوجها لم يظهر منذ ألقى ثلاثة أشخاص يرتدون ملابس مدنية القبض عليه من منزلهما في منطقة المرج بالقاهرة، فجر يوم 22 أكتوبر، دون إبداء أسباب أو كشفهم عن هويتهم.

هاني صبحي كاتب وراوئي مصري، صدرت له عدد من المجموعات القصصية منها “روح الروح” في آواخر العام 2024، التي تناولت في نصوص منها حرب الإبادة الأخيرة على قطاع غزة، كما صدرت له في عام 2020 رواية “على قهوة في شبرا”.

مازال البحث مستمرًا

هاني صبحي
هاني صبحي

وأضافت زوجته، أنه تم محو التدوينة التي أعلن من خلالها عن القبض عليه، ثم أُغلق هاتفه بعد ذلك.

رجح بعض أصدقاء صبحي في تدوينات لهم أن السبب خلف إلقاء القبض عليه، هو كتابته بوست على موقع التواصل الاجتتماعي عن قصة “العجل الذهبي”، وهو ما اعتبره الكثيرين، من أصدقاء صبحي والمهتمين بالشان العام، تضييق على حرية الرأي والتعبير تجاه كل من يحاول إبداء رأي أوفكرة.

وقال صبحي في تدوينته : “القصص التي أجمعت عليها الديانات السماوية ، قصة العجل الذهبي الذي صنعه اليهود كي يتخذوه إلهاً من دون الله لمجرد إن النبي موسى أتأخر عليهم شوية في الجبل، وهي قصة تشير إلى زوال مُلك وتعبر عن فساد وانحطاط أخلاق اللي صنعوه”، وأنهى صبحي البوست مضيفاً أن هذا “بوست ديني تاريخي ولا علاقة له بالسياسة”.

ولم تعلق الجهات المعنية على ما ذكرته زوجته أو أصدقائه، حتى الآن، فيما لم تصدر النيابة العامة أي بيانات بعد حول القبض على صبحي. وعادة تنفي السلطات المصرية أي مساس بحق الرأى والتعبير، وهو ما تنفيه منظمات حقوقية غير حكومية، مؤكدة وجود انتهاك ممنهج لحق الرأى والتعبير وفق رصدها.

التوقيف على خلفية إبداء الرأي

وأكد محامون وحقوقيون على أن ماحدث مع الكاتب الروائي، هو عودة للقبض العشوائي، وهو عكس ما توقعه البعض بحدوث انفراجة في ملف المحبوسين خصوصاً بعد الإفراج عن علاء عبد الفتاح، في سبتمبر الماضي.

أبدى هاني عوض المحامي الحقوقي انزعاجه من فكرة القبض على الكاتب هاني صبحي.

وفي حديثه لـ فكر تاني، قال عوض إنه خلال الفترة الماضية كان هناك مجموعة من المبشرات والأخبار عن انفراجة في ملف الحقوق والحريات، وبالفعل تم إخلاء سبيل عدد من المجموعات في قضية فلسطين، وبالرغم من تأخر القرار لكنها كانت أخبار مفرحة.

 

هاني عوض
هاني عوض

وأضاف عوض، أن الجميع كان يرغب في إخلاء سبيل جميع المحبوسين في قضايا الرأي، لكن القبض على هاني صبحي شابه الغموض، وعلى المستوى الظاهر لايوجد ما يستدعي القبض عليه، ولم يصدر حتى الآن بيان أو توضيح لسبب القبض عليه لمعرفة السبب الحقيقي.

وأوضح عوض أن التكهنات جميعها تدور حول القبض على صبحي على خلفية بوست كتبه على موقع التواصل الاجتماعي، وفي رأيه لايوجد في هذا البوست ما يستوجب القبض على الكاتب.

وطالب عوض بانفراجة حقيقية في ملف الحريات، مؤكداً أن الجميع يترقب هذه الانفراجة محامين وأهالي السجناء وكل المهتمين بالملف.

وقال أحمد حلمي المحامي، في تدوينة له، إنه فوجيء بالقبض على صبحي، مما دفعه للبحث عن منشوراته ليجد بوست يتحدث فيه عن قصة العجل الذهبي، حينها فهم لماذا تم القبض على الكاتب، بحسب رأيه، دون أن يوضح.

 

وأضاف قائلاً بلغة عامية مصرية: “ومش حاستفوجىء لما تقولى انه مسيحى .. يا صديقى إحنا عندنا قسم خاص للاخوة المسيحيين فبلاش عقلك يوديك فى سكة إنك مسيحى فمش حاينفع يتقال لك إنت متهم بالانضمام لجماعة !! لاء يا حبيبى عادى خالص إنت مسيحى ومنضم لجماعة.. جماعة ايه ده مش شغلك بقى ده شغلنا إحنا”، وفق تعبيره.

توقع السياسي محمد أنور السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية، في حوار خاص مع فكر تاني، في وقت سابق أن تشهد مصر انفراجة حقوقية كبيرة في الفترة المقبلة.

قلق وترقب

وندد العديد من أصدقاء ومتابعي صبحي، قرار القبض عليه، خصوصاً في ظل عدم انتمائه أي فصيل وسياسي، خاصة أنه لم تكن كتاباته مهاجمة للنظام المصري، معربين عن بالغ قلقهم على سلامة صبحي.

 

في فيلم الناظر قال الفنان الراحل، علاء ولي الدين، “كله ضرب ضرب مفيش شتيمة”، واليوم يقول البعض في الأوساط السياسية والحقوقية: “كله حبس حبس.. مفيش انفراجة” في انتظار إجابة تفتح باب الأمل لسجناء الرأى وذويهم في مصر.

 

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة