شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة فَكّر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: رفع أسعار الوقود.. البرلمان يمرر “الإجراءات الجنائية”.. مدبولي: مياه النيل قضية وجودية.. الاحتلال يقصف غزة.. ترمب يهدد حماس بالحرب.
رفع أسعار الوقود
بدأت الحكومة، صباح اليوم الجمعة، تطبيق زيادة جديدة في أسعار البنزين والسولار، وذلك في إطار آلية التسعير التلقائي التي تهدف لمواكبة تغيرات أسعار النفط العالمية وسعر صرف الجنيه.

تأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه الموازنة العامة ضغوطًا مالية متزايدة نتيجة ارتفاع تكاليف الاستيراد والدعم.
ويرى خبراء أن القرار يهدف إلى تقليص فاتورة دعم الوقود، لكنهم حذروا من أنه قد يرفع تكلفة النقل والسلع الأساسية، مما سينعكس سلبًا على معدلات التضخم ويستدعي إجراءات لحماية الفئات الأكثر تأثرًا.
وتم تحديد أسعار الوقود الجديدة على النحو التالي: بنزين 95: 21 جنيهًا للتر، وبنزين 92: 19.25 جنيهًا للتر، وبنزين 80: 17.75 جنيهًا للتر، والسولار: 17.5 جنيهًا للتر.
البرلمان يمرر “الإجراءات الجنائية”
في جلسة شهدت انقسامًا حادًا، وافق مجلس النواب نهائيًا على مشروع قانون الإجراءات الجنائية، وذلك بعد إقرار التعديلات على المواد الثماني التي كان قد اعترض عليها رئيس الجمهورية.

جاء تمرير القانون وسط إجراءات احتجاجية من جانب المعارضة، حيث انسحبت الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بالكامل، وشمل الانسحاب نوابًا بارزين مثل مها عبد الناصر وإيهاب منصور وفريدي البياضي، رفضًا لما وصفوه بـ”طريقة تمرير القانون”.
كما شهدت القاعة اعتراضات من شخصيات نيابية وقانونية، أبرزها نقيب المحامين عبد الحليم علام، ونواب المعارضة أحمد الشرقاوي وضياء الدين داود، الذين تحفظوا بشكل خاص على الصياغات النهائية للمادتين 105 و112.
ورغم الأجواء المشحونة، مضت الأغلبية في التصويت بالموافقة على المشروع، الذي يهدف إلى تعزيز ضمانات العدالة. ومن المقرر أن يبدأ العمل بالقانون الجديد في الأول من أكتوبر التالي لتاريخ نشره، مما يرجح أن يكون التطبيق الفعلي في أكتوبر 2026.
مدبولي: مياه النيل قضية وجودية
أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، أن أي تصور بإمكانية المساس بحقوق مصر التاريخية في المياه هو “محض وهم”، مشددًا على أن الأمن المائي للبلاد ليس مجالًا للمساومة.

وقال مدبولي، في كلمته خلال ختام “أسبوع القاهرة الثامن للمياه”، إن مصر تواجه تحديات معقدة تتعلق بالأنهار العابرة للحدود، وعلى رأسها نهر النيل الذي يعد شريان الحياة لأكثر من 100 مليون مصري.
وانتقد رئيس الوزراء ما وصفه بـ “الخطاب الأحادي” لطرف بعينه يواصل الترويج لمفاهيم مغلوطة حول ملكية النهر، معتبرًا أن طرح “نسب المساهمة” في مياه النيل يتنافى مع العلم والقانون الدولي.
وأضاف أن “النيل قضية وجود لا تقبل المغامرة”، مؤكدًا أن مصر ستظل حازمة في الدفاع عن حقوقها بكل الوسائل المشروعة، مع التزامها بالتعاون القائم على العدالة والمنفعة المشتركة.
واستعرض مدبولي جهود الدولة لمواجهة التحديات المائية، مشيراً إلى تنفيذ خطة شاملة لتحديث البنية التحتية، وتأهيل الترع، واستخدام الذكاء الاصطناعي والأقمار الصناعية لبناء نظام وطني ذكي لإدارة المياه.
الاحتلال يقصف غزة
في اليوم الثامن من وقف إطلاق النار، وعلى وقع قصف مدفعي إسرائيلي استهدف شرق حي الشجاعية بمدينة غزة، بدا المشهد في القطاع أشبه بهدنة على حافة الهاوية، حيث تزامنت الخروقات الميدانية مع حرب روايات حادة حول ملف جثامين الأسرى الإسرائيليين، وكشفت تسريبات إعلامية عن إخفاقات استخباراتية إسرائيلية فادحة.

على الأرض، لم يصمت دوي المدافع بالكامل. فبينما كان من المفترض أن يسود الهدوء، أفاد مراسل الجزيرة بسقوط قذائف على حي الشجاعية، بالتزامن مع اتهامات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة للاحتلال بارتكاب جرائم إعدام ميداني وتعذيب ممنهج بحق الشهداء، وسحق جثامين تحت جنازير الدبابات.
وفي الضفة الغربية، استمرت عمليات الاحتلال باعتقال شابين في طولكرم وإغلاق مداخل قرى شرق رام الله، مما يؤكد أن التهدئة لم تشمل كافة الأراضي الفلسطينية.
وسياسيًا، انفجرت أزمة تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين، حيث هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتحرك “إذا لم يتم تسليم جثث الرهائن”، بحسب شبكة “سي إن إن”.
في المقابل، اتهمت حركة حماس نتنياهو نفسه بعرقلة المساعي الإنسانية، مؤكدة أن استخراج بقية الجثامين يتطلب معدات لرفع الأنقاض التي يمنع الاحتلال دخولها، مشيرة إلى أن بعضها دُفن في أنفاق دمرها الجيش الإسرائيلي. وأكدت الحركة التزامها بالاتفاق، محملة حكومة نتنياهو مسؤولية أي تأخير.
وفي خضم هذا التوتر، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر أمني، عن إخفاقات استخباراتية كبيرة، حيث اعترف المصدر بأن المعلومات حول مواقع الأسرى لم تكن دقيقة 100%، وأن بعضهم قُتل خلال غارات جوية إسرائيلية.
وذكر المصدر مثالا لعملية فاشلة لوحدة “سييرت متكال” في خان يونس، حيث أدت استجابة مقاتلي حماس السريعة إلى مقتل أسير وإصابة القوة الإسرائيلية بجروح خطيرة، وفشلها في استعادة الجثمان.
ويتكامل هذا المشهد مع صور أقمار صناعية تظهر توسيع الجيش الإسرائيلي لمواقعه في غزة، وتأكيد صحيفة “معاريف” أن الجيش يمنع دخول أي معدات لإعادة الإعمار، مما يرسم صورة قاتمة لهدنة هشة قد تنهار في أي لحظة.
ترمب يهدد حماس بالحرب
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، بالقيام بعمل عسكري ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في تحول حاد عن تصريحات سابقة له بدا فيها متساهلًا مع الحركة.

وقال ترمب، في منشور على منصته “تروث سوشيال”: “إذا استمرت حماس في قتل الناس.. فلن يكون أمامنا خيار سوى الدخول هناك وقتلهم”.
يأتي هذا التهديد بعد يومين فقط من تصريح له قال فيه إن إعدام حماس لعملاء إسرائيل في غزة “لا بأس به”، واصفًا الطرفين بـ”عصابات سيئة جدًا”.
وتزامنت تصريحات ترمب مع اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحثا خلاله وتيرة إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين من غزة، حيث أعرب ترمب عن دعمه للخطوات التي قد تتخذها إسرائيل ردًا على أي تأخير من جانب حماس.
وأثارت تقلبات الموقف الأمريكي تساؤلات حول مصير اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، والذي تم بموجبه تبادل جزئي للأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
