شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة فَكّر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: السيسي وترامب يرأسان “قمة شرم الشيخ للسلام”.. مصرع 3 من وفد المفاوضات القطري بشرم الشيخ.. انعدام الثقة يدفع واشنطن لتغيير قواعد اللعبة بغزة.. نصف مليون فلسطيني يعودون إلى شمال القطاع المدمر.. الرئيس الأمريكي: قادة حماس “مفاوضون أقوياء وأذكياء”.. ماتشادو يمينية داعمة لإسرائيل وفائزة بنوبل للسلام.
السيسي وترامب يرأسان “قمة شرم الشيخ للسلام”
تستضيف مدينة شرم الشيخ، غدًا الإثنين، قمة دولية للسلام برئاسة مشتركة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من 20 دولة.

وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة المصرية، تهدف القمة إلى “إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي”.
وتأتي هذه القمة في ضوء رؤية الرئيس الأمريكي لتحقيق السلام في المنطقة، وبعد أيام من إعلانه عن موافقة إسرائيل وحركة “حماس” على وقف إطلاق النار في غزة.
وفي سياق متصل، بحث وزير الخارجية بدر عبد العاطي مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، في اتصال هاتفي، الترتيبات الخاصة بالقمة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير تميم خلاف، بأن الوزيرين ناقشا التطورات الإيجابية على صعيد القضية الفلسطينية وترتيبات تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
ووصف وزير الخارجية الأمريكي قمة شرم الشيخ بأنها “حدث تاريخي فريد من نوعه”، مشيدًا بالدور الذي وصفه بالمتميز والريادي للرئيس السيسي والدولة المصرية، وفق بيان الخارجية.
ومن جانبه، أكد الوزير عبد العاطي أن هذه التطورات تجسد ضرورة اللجوء للحلول السلمية، مشددًا على أن تسوية القضية الفلسطينية وتجسيد حل الدولتين سيحقق الاستقرار المنشود بالمنطقة.
مصرع 3 من وفد المفاوضات القطري بشرم الشيخ
لقي ثلاثة من أعضاء الوفد القطري المشارك في مفاوضات غزة مصرعهم، وأصيب اثنان آخران، في حادث مروري وقع مساء الجمعة بمدينة شرم الشيخ المصرية.

ونقل مراسل “العربية” في مصر أن الحادث وقع قرب مركز المؤتمرات، حيث كانت المركبة التي تقل أعضاء الوفد في طريقها من مقر إقامتهم إلى أحد مقار الاجتماعات الرسمية.
ووفقًا لمصادر أمنية مصرية، اصطدمت سيارة الوفد بأخرى على أحد الطرق الرئيسية المؤدية لمنطقة المؤتمرات الدولية.
وعلى الفور، تم نقل المصابين إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي لتلقي العلاج، بينما باشرت السلطات المصرية تحقيقاتها للوقوف على ملابسات الحادث وأسبابه.
ويشارك الوفد القطري في التحركات الدبلوماسية التي ترعاها القاهرة لبحث مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بمشاركة وفود إقليمية ودولية.
انعدام الثقة يدفع واشنطن لتغيير قواعد اللعبة بغزة
شكّل التدخل الأمريكي المباشر نقطة تحول حاسمة أفضت إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. تمثل هذا التدخل في ضمانة شخصية قدمها الرئيس دونالد ترامب بأنه لن يسمح لإسرائيل بخرق الاتفاق، وهي الخطوة التي كانت العامل الحاسم في إقناع حركة “حماس” بقبول الصفقة، بحسب ما كشفه تقرير لموقع “أكسيوس” نقلًا عن مسؤولين أمريكيين.

يعود السبب الرئيسي الذي استدعى هذا المستوى من الالتزام الشخصي من الرئيس الأمريكي إلى حالة انعدام الثقة العميقة بين الأطراف، خاصةً بعد أن خرقت إسرائيل بشكل أحادي وقف إطلاق نار سابق في مارس، وفقًا للمصدر ذاته. هذا السلوك السابق جعل أي اتفاق جديد هشًا وغير قابل للتصديق بدون وجود طرف ثالث قوي يضمن تنفيذه.
ولتجسيد هذه الضمانة على أرض الواقع، لم تكتفِ واشنطن بالكلمات، بل أسست لآلية تنفيذ فعلية.
هنا يشير تقرير أكسيوس إلى أن جزءًا أساسيًا من ضمانة ترامب كان تأسيس قوة عمل عسكرية بقيادة الولايات المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار ومعالجة أي انتهاكات.
تتألف هذه القوة من 200 جندي وضابط أمريكي، إلى جانب ضباط من مصر وقطر وتركيا والإمارات، على ألا تكون متمركزة على الأرض في غزة.
وبحسب “أكسيوس”، فإن الثقة في نجاح المهمة كانت عالية لدى الجانب الأمريكي قبل بدء الجولة الأخيرة من المحادثات. فعندما سأل ترامب مبعوثيه جاريد كوشنر وستيف ويتكوف عن فرص نجاح الصفقة، أجاب كوشنر بنبرة حاسمة: “100%”، مبررًا ذلك بالقول: “لأننا لا نستطيع تحمل الفشل”.
وحمل المبعوثان هذه الرسالة إلى الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك، ومن خلالهم إلى “حماس”، مؤكدين أن ترامب يقف شخصيًا خلف كل نقطة في خطته وأنه سيضمن تنفيذها بالكامل.
وقد نقل أحد المسؤولين الأمريكيين قوله: “كان هناك قدر كبير من عدم الثقة بين الجانبين، وأراد الرئيس أن يوضح أن هذه الصفقة مهمة جدًا بالنسبة له… وأنه سيفرض السلوك الجيد”.
ولتأكيد هذا الالتزام، أجرى ترامب بنفسه ثلاث مكالمات على الأقل مع محاورين مختلفين لتقديم تأكيداته بشكل مباشر.
ولا يتوقف الدور الأمريكي عند المراقبة عن بعد، بل يمتد إلى ترتيبات أوسع تهدف إلى تحقيق استقرار طويل الأمد. فبعد الانسحاب الإسرائيلي المبدئي وإطلاق سراح الرهائن، يتضمن الاتفاق نشر “قوة استقرار دولية” تتألف من قوات من دول عربية وإسلامية في المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي.
ووفقًا للمسؤولين الأمريكيين، فإنه بعد انتشار هذه القوة، ستبدأ المرحلة التالية التي تهدف إلى “تفكيك المنشآت العسكرية والأسلحة الثقيلة في غزة”، في خطوة تهدف إلى تغيير الواقع الأمني بشكل جذري، مستفيدين من الزخم الحالي لتوسيع اتفاقيات أبراهام.
نصف مليون فلسطيني يعودون إلى شمال القطاع المدمر
أعلن الدفاع المدني في غزة، السبت، عن عودة نصف مليون فلسطيني إلى مدينة غزة وشمالي القطاع منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في موجة عودة كشفت عن حجم دمار هائل وصف بغير المسبوق.

ومع استمرار تدفق العائدين سيرًا على الأقدام أو في عربات عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، واجه الكثيرون صدمة رؤية منازلهم وقد دمرت بالكامل وسط ركام المباني.
وتبرز تحديات إنسانية خطيرة مع تدمير أكثر من 90% من البنية التحتية المدنية و300 ألف وحدة سكنية، بحسب مكتب الإعلام الحكومي، بينما أشار رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، إلى أن 1.5 مليون شخص في القطاع فقدوا منازلهم.
وفي مواجهة الكارثة، بدأت السلطات المحلية التحرك بإمكانيات وصفت بأنها “معدومة”. وقال رئيس بلدية غزة يحيى السراج إن الأولوية هي لفتح الطرق وتأمين المياه ومعالجة مشاكل الصرف الصحي.
ومن جهته، أكد الدفاع المدني أن فرقه تركز حاليًا على انتشال جثامين نحو 150 شهيدًا من تحت الأنقاض، مشيرًا إلى وجود ما يقارب 9500 مفقود.
المشهد الكارثي تكرر في خان يونس جنوب القطاع، حيث عادت العائلات لتجد 85% من المحافظة مدمرة، مما يتطلب إزالة 400 ألف طن من الركام، وفقًا لرئيس بلديتها علاء الدين البطة.
وبالتزامن مع عودة النازحين، أعلنت وزارة الداخلية في غزة عن انتشار عناصر الشرطة والأجهزة الأمنية في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي “لاستعادة النظام”، وأفادت تقارير باعتقال عدد من المطلوبين.
الرئيس الأمريكي: قادة حماس “مفاوضون أقوياء وأذكياء”
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنهم “مفاوضون جيدون وأقوياء جدا وأذكياء”، وذلك في أول تعليق له بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة.

وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، مساء الجمعة، قال ترامب ردًا على سؤال حول الضمانات التي قدمها لحماس: “تحدثت بلهجة قوية، فالعالم هناك قوي، وحماس أناس أقوياء جدًا وأذكياء ومفاوضون جيدون”.
وأضاف أن قادة الحركة كانوا يدركون أن “الانتقام سيكون هائلًا وغير محتمل” إذا لم يتم الالتزام بالاتفاق.
وأكد الرئيس الأمريكي ثقته بأن الاتفاق “سيصمد لأن الطرفين متعبان من القتال”، مشيرًا إلى أن حماس “تريد المضي قدمًا في الاتفاق”.
وعن مرحلة ما بعد الحرب، ذكر ترامب أن إعادة إعمار غزة “ستتم بمساعدة دول غنية في المنطقة”، دون أن يحددها بالاسم.
ماتشادو يمينية داعمة لإسرائيل وفائزة بنوبل للسلام
أثار فوز السياسية الفنزويلية اليمينية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام موجة من الانتقادات الحادة، كان أبرزها مقال رأي للكاتبة الفنزويلية-الأمريكية ميشيل إلنر نشره موقع “كومن دريمز” (Common Dreams) الإخباري، وصفت فيه الجائزة بأنها “فقدت كل مصداقيتها”، معتبرةً أن سياسات ماتشادو لا علاقة لها بالسلام.

في مقالها، تجادل إلنر بأن ماتشادو ليست رمزًا للسلام، بل هي “الوجه المبتسم لآلة تغيير النظام في واشنطن” ووكيلة للتدخل الأجنبي والعقوبات التي تسببت بمعاناة هائلة للشعب الفنزويلي.
ترتكز إلنر في هجومها على ما تصفه بالتحالف الصريح لماتشادو مع إسرائيل، وتتهمها بالانحياز الكامل لسياساتها.
وتستشهد بمواقف محددة، أبرزها مناشدة ماتشادو المباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمساعدة في “تحرير” فنزويلا بالقنابل، وتعهدها بـ”إعادة فتح سفارة فنزويلا في القدس”.
وترى الكاتبة أن هذه المواقف تضع ماتشادو في صف “نفس دولة الفصل العنصري التي تقصف المستشفيات وتسمي ذلك دفاعًا عن النفس”، وتربط بين الأيديولوجية التي تدعمها ماتشادو في فنزويلا وبين ما تصفه بـ”الإبادة الجماعية ومحو شعب” في غزة.
تستند حجة إلنر أيضًا على سجل ماتشادو السياسي الذي تصفه بالعنيف، وتذكر بدورها القيادي في انقلاب عام 2002 ضد الرئيس المنتخب آنذاك، وتوقيعها على “مرسوم كارمونا” الذي حلّ الدستور والمؤسسات العامة.
كما تتهمها بالعمل يدًا بيد مع واشنطن للدفع باتجاه فرض عقوبات أمريكية “خنقت الاقتصاد”، واصفةً إياها بـ”شكل صامت من الحرب” يدفع ثمنه الفقراء والمرضى.
وتحمّلها مسؤولية سياسية عن حملة “لا ساليدا” عام 2014، التي تقول إنها لم تكن احتجاجات سلمية بل تضمنت تكتيكات عنيفة لشل البلاد وإسقاط الحكومة.
وتخلص الكاتبة إلى أن تكريم ماتشادو يمثل إهانة للسلام الحقيقي، وتتساءل بسخرية: “إذا كان هنري كيسنجر قد فاز بجائزة السلام، فلماذا ليس ماريا كورينا ماتشادو؟”، معتبرةً أن الجائزة تُمنح لمن يخدمون أجندة “تحالف عالمي بين الفاشية والصهيونية والنيوليبرالية” بدلًا من أولئك الذين يناضلون من أجل السلام الفعلي.
