شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة فَكّر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: نتنياهو يتهم مصر بـ”احتجاز” سكان غزة.. القاهرة: تهجير الفلسطينيين “خط أحمر”.. إيدي كوهين: نشتري مقاتلات بأموال الغاز المصري.. تحقيق يُفند رواية الاحتلال عن مجزرة مستشفى ناصر.. تطورات 701 يوم من الإبادة في القطاع.
نتنياهو يتهم مصر بـ”احتجاز” سكان غزة
اتهم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، القاهرة بـ”احتجاز من يريدون مغادرة منطقة الحرب من سكان غزة رغمًا عنهم”، في تصعيد للحرب الكلامية المتنامية بين إسرائيل ومصر.

جاء هذا التصريح في أعقاب غضب مصري من تصريح سابق لنتنياهو ذكر فيه أنه سيسمح لسكان غزة بالمغادرة عبر معبر رفح، لكن “مصر تمنعهم”.
تأتي هذه التطورات في وقت تعزز فيه مصر قواتها على طول حدودها المشتركة مع غزة، تحسبًا لهجوم الجيش الإسرائيلي المتوقع على مدينة غزة، وسط مخاوف من أن يؤدي الإجلاء الجماعي للفلسطينيين من شمال القطاع إلى محاولة للفرار إلى سيناء.
وكانت مصر قد أغلقت حدودها مع غزة بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح. وعقب اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، شيدت مصر جدارًا حدوديًا خرسانيًا يمتد لـ 6 أمتار تحت الأرض ويعلوه أسلاك شائكة، كما أقامت سواتر ترابية وعززت المراقبة في المواقع الحدودية.
القاهرة: تهجير الفلسطينيين “خط أحمر”
أصدرت وزارة الخارجية، الجمعة، بيانًا صحفيًا استهجنت فيه بشدة “التصريحات المنسوبة” لنتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم عبر معبر رفح، معتبرةً إياها محاولة لإطالة أمد التصعيد وتكريس عدم الاستقرار في المنطقة.

وأكدت الخارجية، في بيانها، رفضها القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني “قسريًا أو طوعيًا”، مشيرةً إلى أن استمرار استهداف المدنيين والبنية التحتية يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ويرقى إلى جرائم التطهير العرقي.
وشددت على أنها لن تكون أبدًا شريكًا في هذا المخطط الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدةً أن هذا الأمر “يظل خطًا أحمر غير قابل للتغيير”.
وطالبت القاهرة بضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وانسحاب إسرائيل من القطاع، وعودة السلطة الفلسطينية الشرعية لإدارة المعابر، بما في ذلك معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وفقًا لاتفاق الحركة والنفاذ لعام 2005.
كما حمّلت مصر المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، مسؤولية توفير الحماية للشعب الفلسطيني، مطالبةً بالضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال.
وجددت الوزارة التأكيد على موقف مصر الثابت بضرورة تجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يتسق مع حق تقرير المصير وحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وتوالت الإدانات الخليجية، الجمعة، لتصريحات نتنياهو، حيث وصفتها جهات خليجية بأنها “دعوة للتطهير العرقي” وانتهاك للقانون الدولي.
ووصف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي التصريحات بأنها “دعوة علنية لارتكاب جريمة تطهير عرقي، وانتهاك صارخ لكافة المواثيق الدولية”. وفي بيان منفصل، أدانت وزارة الخارجية السعودية بأشد العبارات تلك التصريحات، مؤكدةً “دعمها الكامل للأشقاء في مصر في هذا الصدد”.
من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الكويتية أن التصريحات تمثل “تعديًا صارخًا على حقوق الشعب الفلسطيني”، داعيةً المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى “إنهاء الإبادة والعقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق”.
إيدي كوهين: نشتري مقاتلات بأموال الغاز المصري
قال المحلل السياسي الإسرائيلي إيدي كوهين إن اتفاقية الغاز الموقعة مع مصر “لم تُلغَ بأي شكل من الأشكال”، مؤكدًا أن العائدات المالية للصفقة تمول شراء أسلحة وصواريخ إسرائيلية، بما في ذلك مقاتلات F-35 المتطورة.

وأضاف كوهين، في تصريحات لقناة i24NEWS الإسرائيلية نقلتها “روسيا اليوم“، أن “هذه الصفقة تمولنا، تمول أسلحتنا، وتمول صواريخنا”، مشيرًا إلى أن القيمة التراكمية للاتفاق قد تصل إلى 140 مليار دولار على المدى الطويل. وأوضح أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين مستقرة ولا تتأثر بالاتهامات السياسية.
وتدعم تصريحات كوهين ما أوردته وكالة “بلومبرغ” مؤخرًا، بأن إسرائيل ستزيد صادراتها من الغاز إلى مصر بنسبة 25% بدءًا من يناير المقبل، في إطار التزامات الاتفاقية المجددة مع الشركات المشغلة لحقل لفياثان.
يأتي ذلك في ظل تقارير عن نية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مراجعة الاتفاق، وهو ما علق عليه رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان قائلًا: “أنصح نتنياهو بإلغاء صفقة الغاز إن كان يستطيع تحمل النتائج الاقتصادية”، معتبرًا أن إسرائيل ستكون الخاسر الأكبر.
تحقيق يُفند رواية الاحتلال عن مجزرة مستشفى ناصر
درج، وكاميرا، وقطعة قماش بيضاء لحمايتها من شمس غزة الحارقة. هذه الأدوات الصحفية اليومية كانت المبرر الذي قدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي لشن هجوم دموي على مستشفى ناصر في خان يونس، وهو الهجوم الذي حول هذه الأدوات إلى أدلة في تحقيق يكشف حقيقة ما جرى.

وفي تحقيق مفصل نشرته الجمعة، فندت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية المزاعم الإسرائيلية، وكشفت أن الهجوم الذي أودى بحياة 22 شخصًا، بينهم 5 صحفيين، لم يستند إلى تهديد حقيقي، بل إلى تفسير خاطئ لسلوكيات صحفية معتادة استخدمت كذريعة للقصف.
وقد برر مسؤول إسرائيلي القصف بوجود “سلوك مشبوه” تمثل في قطعة قماش تغطي كاميرا. لكن تحقيق الوكالة، المستند إلى شهادات 20 شاهدًا ومسؤولين وخبراء، أثبت أن الكاميرا تعود للمصور الصحفي المصري حسام المصري من وكالة “رويترز”، الذي استشهد في الضربة الأولى، وكان يغطي معداته بانتظام لحمايتها من الغبار وحرارة الشمس، وهي ممارسة شائعة بين المصورين.
الأخطر من ذلك، يكشف التحقيق أن الاحتلال استهدف الموقع نفسه مرة أخرى بعد دقائق من الضربة الأولى، مع وصول فرق الإسعاف وصحفيين آخرين، من بينهم مريم دقة التي كانت تعمل لصالح الوكالة واستشهدت في الضربة الثانية. هذا التكتيك، المعروف بـ”الضربة المزدوجة”، يهدف لقتل المسعفين ويصنف كجريمة حرب محتملة.
وأكد التحقيق أن جيش الاحتلال استخدم قذائف دبابات شديدة الانفجار في الهجوم، بدلًا من أسلحة موجهة أكثر دقة كان بإمكانها تقليل الخسائر في محيط مستشفى. وفي المجمل، تم استهداف الموقع أربع مرات دون أي تحذير مسبق.
ويخلص التحقيق إلى عدم وجود أي دليل على أن أيًا من ضحايا القصف كان مسلحًا.
لقد كان الدرج الخارجي للمستشفى موقعًا معروفًا للصحفيين لأشهر، وكانت وكالة “أسوشيتد برس” قد أبلغت الجيش الإسرائيلي عدة مرات بوجود طواقمها هناك، لتتحول قطعة قماش بيضاء، في منطق الحرب الإسرائيلية، إلى ذريعة لقتل الحقيقة.
تطورات 701 يوم من الإبادة في القطاع
مع دخول حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ701، يتصاعد المشهد الميداني والإنساني تعقيدًا، حيث تتفاقم أزمة المجاعة على وقع تهديدات إسرائيلية بفتح “بوابات الجحيم”، بينما تتحدث واشنطن عن “مفاوضات عميقة” مع حماس، في صورة فسيفسائية تعكس حربًا متعددة الأوجه.

ميدانيًا، استشهد 40 فلسطينيًا منذ فجر الجمعة، 30 منهم في مدينة غزة وحدها، بينهم 7 أطفال، جراء غارات استهدفت شققًا سكنية وخيام نازحين. ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه المجاعة حصد المزيد من الأرواح، لتظل الكارثة الإنسانية هي الوجه الأبرز للحرب.
وعلى الصعيد العسكري، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بدء “مرحلة جديدة من التصعيد”، متوعدًا بأن “بوابات الجحيم تُفتح الآن في غزة”.
وتزامنت تصريحاته مع إعلان الجيش نيته قصف أبراج سكنية في المدينة خلال الأيام المقبلة، بزعم تحولها إلى بنى تحتية لحماس، وذلك بعد ساعات من نشر كتائب القسام تسجيلاً لأحد الأسرى الإسرائيليين.
وفي المقابل، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن “مفاوضات عميقة للغاية” مع حماس لإطلاق سراح المحتجزين، مهددًا الحركة بـ”وضع صعب وقاس” في حال عدم استجابتها.
وفي جبهة موازية، كشف تحقيق لموقع “دروب سايت” عن إبرام شركة جوجل عقدًا بقيمة 45 مليون دولار مع مكتب نتنياهو، بهدف إطلاق حملة دعائية لدحض رواية المجاعة في غزة.
وبدأت الحملة، بحسب التحقيق، بالتزامن مع تشديد إسرائيل حصارها ومنعها دخول الغذاء والدواء في مارس الماضي، مما يظهر معركة شرسة على السردية إلى جانب الحرب العسكرية.
ودوليًا، حذرت منظمة العفو الدولية من أن أي عملية عسكرية في مدينة غزة ستكون لها “تداعيات كارثية”، داعيةً إلى تجميدها فورًا.
وداخليًا، نقل موقع “والا” الإسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: “لا أحد يعرف ما الذي نبحث عن تحقيقه في مدينة غزة”، في اعتراف نادر يعكس حالة من التخبط حول أهداف العملية التي قد تؤدي، وفق تقديرات، إلى مقتل نحو 100 جندي إسرائيلي.
