شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة فكر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: تصريحات لنائب بـ”مستقبل وطن” تثير جدلًا سياسيًا حادًا.. حركة تنقلات كبرى بالداخلية.. قافلة مساعدات مصرية ضخمة تنطلق إلى غزة.. الاحتلال يُعلن عن هُدنة تكتيكية لإدخال المساعدات.. ويتكوف: المفاوضات مع حماس بدأت تعود لمسارها.. وفاة زياد الرحباني صوت لبنان المتمرّد.
تصريحات لنائب بـ”مستقبل وطن” تثير جدلًا سياسيًا حادًا
في منعطف حاد يسبق الاستحقاقات الانتخابية، أثارت تصريحات منسوبة لقيادي في حزب الأغلبية جدلًا واسعًا، دفعت الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي إلى إصدار بيان شديد اللهجة، معتبرًا أن هذه الممارسات تهدد ما تبقى من مصداقية العملية السياسية برمتها.
وقد أدان الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بشدة تصريحات للنائب ياسر عمر، وكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان عن حزب “مستقبل وطن”، والتي اعتبر فيها أن “حزبه ليس حزبًا بل دولة”.

ووصف “المصري الديمقراطي الاجتماعي” هذا التصريح بأنه “خطير وكاشف”، مشيرًا إلى أنه يطمس الحدود الفاصلة بين مؤسسات الدولة والكيانات الحزبية.
وجاء في بيان الحزب أن مفهوم الدولة أشمل من السلطة التنفيذية وحزبها الداعم، حيث تتكون من السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، والمؤسسات الرسمية، وكل أطياف المجتمع السياسي والمدني، بما في ذلك أحزاب الموالاة والمعارضة.
واعتبر أن اختزال الدولة في حزب واحد يُعد تقويضًا لمبدأ التعددية السياسية.
وتصاعدت حدة الانتقادات بعد أن اتهم البيان النائب بتهديد الناخبين صراحةً، عبر التلويح بحرمان القرى التي لا تصوّت لمرشحي حزبه من الخدمات الحكومية. وتساءل الحزب عن جدوى إجراء الانتخابات إذا كانت النتائج محسومة مسبقًا والخدمات مرهونة بالولاء السياسي، معتبرًا ذلك انتهاكًا واضحًا لحقوق المواطنين ومخالفة صريحة لقواعد المنافسة الانتخابية.
وفي سياق متصل، أشار الحزب إلى أن هذه التصريحات تأتي لتعزز ما وصفها بـ”الشائعات المتداولة” حول ممارسة ضغوط من قبل جهات أمنية في بعض المحافظات لتوجيه الناخبين نحو التصويت لتحالف أحزاب الموالاة.
ويأتي هذا الجدل في وقت كان فيه الحزب قد أعلن مشاركته في الانتخابات كـ”محاولة جادة للتمسك بآليات التغيير السلمي الديمقراطي”، رغم تحفظاته على المناخ السياسي والتشريعات المنظمة للعملية الانتخابية.
وفي ختام بيانه، دعا الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الهيئة الوطنية للانتخابات إلى فتح تحقيق فوري في هذه الوقائع، مناشدًا كل الجهات المعنية بالتدخل لوقف هذا “التدهور” ومنع وصول من وصفهم بـ”الأصوات التي تهدد الحياة السياسية” إلى البرلمان.
ومن جانبه، استنكر النائب ياسر عمر، أمين حزب “مستقبل وطن” بمحافظة أسيوط، ما أثير عنه، وقال إنه مقطع مصوّر قديم أعيد تداوله ويظهر فيه متحدثًا عن قوة الحزب، واصفًا الفيديو بأنه “مجتزأ بشكل فج”، ويعود تاريخه إلى حملة انتخابات مجلس النواب عام 2020، حيث ورد فيه تعبير وصف الحزب بأنه “دولة مش حزب”.
وأوضح عمر أن إعادة تداول هذا الفيديو تتزامن مع انطلاق فترة الدعاية لانتخابات مجلس الشيوخ المقرر إجراؤها في الأول من أغسطس المقبل، معتبرًا أن نشر الفيديو في هذا التوقيت يحمل أهدافًا موجهة للنيل من الحزب وتشويه صورته.
وشدّد عمر على دعم حزب “مستقبل وطن” الكامل للدولة المصرية، مؤكدًا أن الحزب يمتلك تنظيمًا قويًا في محافظة أسيوط، وله حضور فعّال من خلال أعضائه، وقال: “نحن صعايدة ومعروف أن العائلات لها تأثير كبير”.
حركة تنقلات كبرى بالداخلية
أعلنت وزارة الداخلية عن حركة التنقلات والترقيات السنوية لضباط الشرطة، والتي جاءت عقب اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع وزير الداخلية اللواء محمود توفيق.
تهدف الحركة، بحسب بيان الوزارة، إلى تطوير آليات العمل الشرطي، وتوظيف القدرات والخبرات للاستفادة منها في كل مجالات العمل الأمني، بما يواكب سياسة الدولة في تحديث مؤسساتها.

وشهدت الحركة تغييرات هيكلية مؤثرة، شملت 16 مساعدًا للوزير، و10 من مديري الأمن، بالإضافة إلى رؤساء 25 إدارة وقطاعًا خدميًا.
وركزت التوجهات الجديدة على تصعيد جيل جديد من القيادات الشابة، لتعزيز مديريات الأمن والجهات الخدمية الجماهيرية بعناصر ذات كفاءة فنية وإدارية عالية، بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأكدت الوزارة أن الحركة راعت الأبعاد الإنسانية والاجتماعية للضباط، وفقًا للقواعد الوظيفية، بما يحقق الاستقرار الأسري والوظيفي ويدعم أعلى معدلات الأداء الشرطي المحترف.
وتضمنت أبرز التعيينات في المناصب القيادية ما يلي: لواء / عاطف عبدالعزيز محمد خالد: مساعد الوزير لقطاع الأمن الوطني – لواء / شريف رؤوف زكى عبدالرازق: مساعد الوزير لقطاع الأمن العام – لواء / ياسر سيد محمد الحديدى: مساعد الوزير لقطاع شؤون الضباط – لواء / نضال إبراهيم يوسف عبدالقادر: مساعد الوزير لأكاديمية الشرطة – لواء / محمد مجدى عويس عطا الله شميله: مساعد الوزير مدير أمن الجيزة – لواء / رشاد فاروق محمد رشاد أحمد سليمان: مدير أمن الإسكندرية – لواء / أشرف السيد محمد جاب الله: مدير أمن القليوبية – لواء / عصام صلاح الدين أحمد هلال: مدير أمن الدقهلية – لواء / علاء الدين عامر يونس أحمد: مدير أمن المنوفية – لواء / محمد زهير عبدالحميد منصور: مساعد الوزير لقطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة.
قافلة مساعدات مصرية ضخمة تنطلق إلى غزة
أعلن الهلال الأحمر المصري، بصفته الآلية الوطنية لتنسيق المساعدات، عن إطلاق قافلة إغاثية جديدة، أُطلق عليها “زاد العزة”، في خطوة جديدة تهدف لكسر الحصار الغذائي المفروض على سكان القطاع.
انطلقت القافلة، اليوم الأحد، وذكر الهلال الأحمر أنها “تحمل مساعدات إنسانية ضخمة”، متجهة نحو جنوب القطاع عبر معبر كرم أبو سالم.

تتألف القافلة، التي ينظمها الهلال الأحمر المصري، من أكثر من 100 شاحنة محمّلة بما يربو على 1200 طن من المواد الغذائية الأساسية. وتشمل بشكل رئيسي 840 طنًا من الدقيق، و450 طنًا من السلال الغذائية المتنوعة، وذلك في إطار الجهود المصرية المستمرة لتقديم الدعم الغذائي العاجل لمواجهة تفاقم الأوضاع المعيشية في غزة.
تأتي هذه القافلة كجزء من عملية إغاثية واسعة ومستمرة يديرها الهلال الأحمر المصري منذ بداية الأزمة، بمشاركة نحو 35 ألف متطوع، وفق بيانه الذي أشار إلى أن إجمالي المساعدات التي تمكنت مصر من إدخالها إلى القطاع تجاوز 500 ألف طن، تم نقلها عبر أكثر من 35 ألف شاحنة.
وقد تنوعت المساعدات لتشمل المواد الغذائية، والمياه، والأدوية، والمستلزمات الطبية، والمواد الإيوائية، بالإضافة إلى الوقود وسيارات الإسعاف، مؤكدةً على استمرارية فتح معبر رفح من الجانب المصري لتسهيل تدفق الدعم الإنساني.
الاحتلال يُعلن عن هُدنة تكتيكية لإدخال المساعدات
وقد دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة صباح اليوم الأحد، بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن “هدنة تكتيكية” يومية في مناطق محددة، وهي خطوة أثارت خلافات حادة داخل الحكومة الإسرائيلية، وتأتي في ظل ضغوط دولية متصاعدة وتحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن تطبيق “وقف مؤقت وتكتيكي للعمليات العسكرية” يوميًا من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساءً في مناطق المواصي ودير البلح ومدينة غزة، بهدف تأمين ممرات جديدة لدخول المساعدات الإنسانية التي تشرف عليها الأمم المتحدة. وبالفعل، أفادت مصادر إعلامية مصرية ببدء عبور قوافل المساعدات المصرية عبر معبر رفح، ووصول أخرى إلى معبر كرم أبو سالم تمهيداً لإدخالها للقطاع.
ورغم هذه الخطوة، قوبل القرار بمعارضة شديدة من اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية. ووصف وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، القرار بأنه “خطأ فادح”، معتبرًا أن من اتخذه لا يملك تفويضًا لذلك، وأن هذه الممرات تُستخدم من قبل حركة حماس، على حد زعمه.
يأتي هذا الإعلان في وقت تستمر فيه الكارثة الإنسانية بالقطاع، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا التجويع إلى 127 شخصًا، بينهم 85 طفلًا، منذ بدء الحرب.
وفيما أعلنت إسرائيل عن عمليات إسقاط جوي للمساعدات شمالي القطاع، شددت الأمم المتحدة على أن هذه الطريقة ليست سوى “تشتيت للانتباه” عن الأزمة الحقيقية، ولا تمثل حلًا جذريًا.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات البحرية الإسرائيلية سفينة “حنظلة”، التي كانت ضمن “أسطول الحرية” في محاولة لكسر الحصار على غزة وهي في المياه الدولية، مما يضيف تعقيدًا جديدًا للمشهد.
وتتزامن هذه التطورات مع تقارير عن استشهاد 71 فلسطينيًا خلال الساعات الماضية، بينهم 42 كانوا ينتظرون المساعدات، وسط تحذيرات أممية وفلسطينية من أن الأوضاع تتجه نحو الانهيار الكامل، لا سيما مع النقص الحاد في حليب الأطفال الذي يهدد حياة الآلاف.
ويتكوف: المفاوضات مع حماس بدأت تعود لمسارها
قال ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، إن المفاوضات مع حركة حماس التي شهدت تعثّرًا في وقت سابق “بدأت تعود إلى مسارها”، وفق ما نقلته شبكة “فوكس نيوز” اليوم الأحد، في وقت أكد فيه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إحراز “تقدّم كبير” في مفاوضات غزة الجارية.
وأوضح روبيو أن بلاده تأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار يشمل إطلاق نصف الرهائن في المرحلة الأولى، ثم الإفراج عن الباقين بنهاية فترة تمتد لـ60 يومًا، مشددًا على أن “الحل لما يحدث في غزة بسيط للغاية: أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وستنتهي الحرب”، على حد تعبيره.

وكان الوفد الإسرائيلي قد غادر العاصمة القطرية الدوحة الخميس الماضي، بعد تسلم رد من حركة حماس على المقترح المطروح بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. ووصفت مصادر إسرائيلية الرد بأنه “سلبي”، معتبرةً أن الفجوات لا تزال كبيرة وتتطلب “قرارات صعبة”.
وفي تطور متصل، دعا ستة أعضاء بالكونغرس الأميركي في بيان مشترك الجمعة، إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرين إلى تدهور الوضع الإنساني الذي وصفوه بـ”المروع وغير المقبول”.
وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 حربًا مدمّرة على قطاع غزة، بدعم أمريكي، وصفتها تقارير حقوقية ودولية بأنها “حرب إبادة جماعية”، تشمل القصف والتجويع والتهجير القسري، وسط تجاهل لأوامر محكمة العدل الدولية ومطالب بوقف الحرب.
وفي سياق موازٍ، أشار ويتكوف إلى إمكانية توسع اتفاقيات أبراهام للسلام، مؤكدًا أنه “لن يكون من المفاجئ انضمام نحو 10 دول جديدة بنهاية العام الجاري”.
كما أضاف أن المحادثات بين واشنطن وطهران ستُستأنف، إلى جانب جهود دبلوماسية لإعادة التفاوض حول الأزمة الروسية الأوكرانية، كما رجّح حدوث انفراج في التوترات القائمة على الساحة السورية.
واعتبر ويتكوف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “يقوم بدور شرطي العالم في الوقت الراهن”، مؤكدًا أن ذلك يسهم في “فرض النظام والاستقرار”، بحسب وصفه.
وفاة زياد الرحباني صوت لبنان المتمرّد
غيّب الموت الفنان اللبناني زياد الرحباني، السبت، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد صراع مع المرض في أحد مستشفيات بيروت، وفق ما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام”.
ترك الراحل إرثًا فنيًا غنيًا امتد على مدى أكثر من خمسة عقود، جمع فيه بين الموسيقى والمسرح والنقد السياسي والاجتماعي، واحتل مكانة خاصة في المشهد الثقافي العربي الحديث.
زياد هو نجل السيدة فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني، وُلد في 1 يناير 1956، وبرز منذ مطلع السبعينيات كمجدد في الأغنية والمسرح اللبناني، من خلال أولى مسرحياته “سهرية”، ثم واصل مسيرة إبداعية شملت كتابة وتأليف عشرات المسرحيات التي امتازت بالذكاء والفكاهة والجرأة، إلى جانب ألحان خالدة قدّمها لوالدته فيروز، أسهمت في رسم مرحلة موسيقية جديدة في مسيرتها.
أدخل زياد عناصر الجاز والموسيقى الغربية إلى الأغنية الشرقية، وامتاز بأسلوبه الطليعي الذي لامس وجدان الناس، متناولًا قضايا الحرب والقمع والفساد والتفاوت الطبقي بلسانٍ ساخر وعين ناقدة. وجعل من خشبة المسرح منبرًا لقول ما لا يُقال، ومرآةً تعكس هموم اللبنانيين والعرب على امتداد الأزمات التي مرّوا بها.
وكانت مواقفه السياسية حادة وواضحة، حيث بقي وفيًّا لقيم الحرية والكرامة والعدالة، بحسب من رثاه من الشخصيات الرسمية. فقد نعاه الرئيس اللبناني جوزيف عون مؤكدًا أن “زياد لم يكن مجرد فنان، بل حالة فكرية وثقافية متكاملة، وصوتًا متمرّدًا على الظلم ومرآة صادقة للواقع”.
وكتب رئيس الحكومة نواف سلام: “بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانًا استثنائيًا وصوتًا حرًا ظل وفيًا لقيم العدالة والكرامة… قال من على خشبة المسرح ما لم يجرؤ كثيرون على قوله”.
أما وزير الثقافة غسان سلامة، فأشار إلى تدهور حالته الصحية في الفترة الأخيرة، قائلاً إن محاولات علاجه داخل لبنان أو خارجه فشلت بسبب فقدانه الرغبة في الخضوع للعلاج، وأضاف: “رحم الله رحبانيًا مبدعًا سنبكيه، بينما نردد أغنياته التي لن تموت”.
برحيل زياد الرحباني، يفقد لبنان والعالم العربي أحد أكثر الأصوات الفنية والسياسية تأثيرًا وعمقًا في التعبير عن واقع الشعوب، تاركًا خلفه إرثًا لا يُنسى من المسرح والموسيقى والفكر.
