شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة فكر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: خالد علي: رفع اسم علاء عبد الفتاح و5 آخرين من قوائم الإرهاب.. راغب علامة ممنوع من الغناء في مصر بداعي “القيم المجتمعية”.. “الصحفيين”: أوقفوا جريمة الإبادة بالتجويع في غزة.. 25 دولة تندد بجرائم إسرائيل.. وفاة 20 مجوعًا فلسطينيًا في 48 ساعة.
خالد علي: رفع اسم علاء عبد الفتاح و5 آخرين من قوائم الإرهاب
أعلن المحامي الحقوقي خالد علي، الإثنين عبر حسابه الشخصي بـ فيسبوك، أن محكمة جنايات القاهرة أصدرت قرارًا برفع اسم الناشط والمدون المصري البارز علاء عبد الفتاح، و5 أسماء أخرى، من قوائم الكيانات الإرهابية. وهو ما يأتي ليمثل تحولاً هامًا في الوضع القانوني لأحد أبرز وجوه ثورة يناير 2011.
ووفقًا لما أعلنه المحامي خالد علي، فإن الدائرة الأولى بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في مجمع محاكم بدر برئاسة المستشار محمد سعيد الشربيني، هي التي أصدرت القرار.
ووفق خالد علي، فإن قرار المحكمة فيما يخص علاء صدر أمس، وفي انتظار دوره في النشر بالجريدة الرسمية.
في منشور عبر حسابها بـ فيسبوك أول من أمس الأحد، كتبت الأكاديمية والناشطة الحقوقية المصرية البريطانية، د. ليلى سويف: “اللي عارفيني عارفين إني عمري ما صدقت أي وعود بالإفراج أو العفو، غير لما يتم بالفعل. دايمًا تعليقي بيكون: ربنا يتم الموضوع على خير. حتى لما سناء خرجت بعفو في 2015، تجاهلت كل التوقعات، وكنت بافسّح خالد في البيسين، لحد ما منى سيف كلمتني وقالت: إحنا على باب سجن القناطر مستنيين سنسن.
المرة دي مش عارفة إيه اللي حصل لي. كل شوية ألاقي نفسي باخطط لحاجات حاعملها لما علاء يخرج من السجن، وكلها حاجات صغيرة جدًا. مثلًا، النهاردة قفشت نفسي بأخطط إني أنزل مصر وأزور دكتور السنان بتاعي علشان يضبط لي طقم السنان. نحن لم نحلم إلا بحياة كالحياة، لكن كانت جريمتنا أننا حلمنا بها لكل الناس.. ومش عارفة أعمل منشن لعمرو النويجي على البوست”.
وكانت د. ليلى سويف قد أنهت رسميًا إضرابها عن الطعام الذي استمر 288 يومًا، احتجاجًا على استمرار حبس نجلها، المدون والناشط علاء عبد الفتاح، رغم انتهاء فترة محكوميته، وذلك وفق ما أعلنته ابنتها منى سيف، الإثنين، عبر منشور على حسابها في فيسبوك.
وأوضحت سيف أن والدتها بدأت مرحلة إنهاء الإضراب تحت إشراف طبي دقيق، بعد نقلها إلى أحد مستشفيات لندن لبدء خطة تغذية تدريجية لتفادي الإصابة بمتلازمة “إعادة التغذية” (Refeeding Syndrome)، وهي اضطراب أيضي خطير قد يؤثر في القلب والدماغ نتيجة استئناف التغذية بعد صيام طويل.
ووفق الفريق الطبي، تخضع مؤشرات سويف الحيوية لمراقبة متواصلة، على أن تستمر خطة الرعاية حتى تستقر حالتها بما يسمح بعودتها للمنزل واستكمال مرحلة التعافي بين أفراد أسرتها.
وكانت سويف قد تعرضت في مايو الماضي لهبوط حاد في سكر الدم، وصل إلى 1.7 مليمول/لتر، ما استدعى نقلها إلى قسم الطوارئ بمستشفى “سانت توماس” في لندن، ووصفت حالتها حينها بأنها “مهددة للحياة”، بحسب مصادر طبية وحقوقية.
ويُعد الإضراب، الذي بدأته في 29 سبتمبر 2024، من بين أطول الإضرابات الاحتجاجية الفردية المرتبطة بقضية علاء عبد الفتاح، الذي تطالب أسرته والمناصرون له بإطلاق سراحه الفوري، وسط تأكيدات من الأمم المتحدة بأن حبسه تعسفي ويفتقر للأساس القانوني.
وأكدت مجموعة العمل الأممية المعنية بالاحتجاز التعسفي أن عبد الفتاح يُحتجز بسبب “تعبيره السلمي عن الرأي”، داعية إلى الإفراج عنه دون قيد أو شرط.
وفي منشورها، لفتت منى سيف إلى أن قرار والدتها بإنهاء الإضراب جاء بعد حملة تضامن واسعة من نشطاء وحقوقيين، مؤكدة أن “الخطر لا يزال قائمًا”، وأن حالة سويف الصحية تتطلب متابعة دقيقة خلال الأسابيع المقبلة.
كما شددت على أن الإضراب لم يحقق هدفه بعد، والمتمثل في إطلاق سراح علاء عبد الفتاح ولمّ شمله بعائلته، لا سيما بعد قضائه كامل مدة الحكم الصادر بحقه، مشيرة إلى تدهور حالته النفسية والجسدية نتيجة سنوات الاحتجاز، مما يتطلب، بحسب قولها، بدء مرحلة تعافٍ فعلي له ولكل المعتقلين السياسيين في مصر.
راغب علامة ممنوع من الغناء في مصر بداعي “القيم المجتمعية”
في قرار لافت، أعلنت نقابة المهن الموسيقية في مصر، الإثنين، عن إيقاف التصريح الممنوح للفنان اللبناني راغب علامة بالعمل داخل البلاد، واستدعائه للتحقيق، على خلفية “سلوك” وُصف بأنه “مخالف للتقاليد” خلال حفل أحياه مؤخرًا في منطقة الساحل الشمالي.
صدر القرار عن نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، الذي أوضح في بيان رسمي أن النقابة لن تسمح بأن تكون المسارح المصرية “مرتعًا للإيحاءات غير المنضبطة والأحضان التي تثير الاشمئزاز”، في إشارة إلى مقاطع فيديو انتشرت من الحفل، أظهرت تفاعل الفنان مع معجبات على المسرح.
يضع القرار نقابة المهن الموسيقية في مواجهة مباشرة مع أحد أبرز نجوم الغناء في العالم العربي. وتأتي هذه الخطوة كجزء من سلسلة إجراءات اتخذتها النقابة في السنوات الأخيرة لفرض ما تعتبره “معايير للقيم المجتمعية” على الأداء الفني العام.
ولم تقتصر إجراءات النقابة على الفنان وحده، بل شملت أيضًا مخاطبة غرفة المنشآت السياحية لاتخاذ إجراءات تجاه المنشأة التي استضافت الحفل، مما يعكس توجهًا لتشديد الرقابة على منظمي الفعاليات الفنية أيضًا.
ومن جانبه، علق علامة في مداخلة هاتفية مع الإعلامي تامر أمين خلال برنامج “آخر النهار”، حيث أنه تواصل مباشرة مع نقيب المهن الموسيقية، وشرح له تفاصيل الواقعة، قائلًا: “كنت بكلم أخي وصديقي مصطفى كامل وشرحت له الموقف.. البنت شدتني من الفرحة وأنا نازل من المسرح، وباستني، والبوسة مكانتش في فمي، وأقسم بالله ده ما حصل”. وأضاف: “البنت اتظلمت، وماينفعش نظلم حد بسبب فيديو اتاخد من زاوية معينة”.
وشدد علامة على احترامه الكامل للشعب المصري وجمهوره في مصر، مؤكدًا أنه يتحمل المسؤولية عن تنظيم الحفل، خاصةً فيما يتعلق بعدم ضبط صعود الجماهير إلى خشبة المسرح.
“الصحفيين”: أوقفوا جريمة الإبادة بالتجويع في غزة
في بيان شديد اللهجة، اتهمت نقابة الصحفيين المصريين إسرائيل بارتكاب “جريمة إبادة جماعية ممنهجة” ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، باستخدام التجويع كأداة حرب.
وحمّلت النقابة إسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولية الكارثة الإنسانية، ووصفت الصمت العربي بـ”المخزي”.
واستشهد البيان، الذي صدر الإثنين، بإحصائيات وصفها بـ”المروعة”، مشيرًا إلى أن الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية الحاد قد بلغت مستويات غير مسبوقة، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل.
وأشار البيان إلى أن سياسة الحصار واستهداف طالبي المساعدات قد حوّلت الأزمة الإنسانية إلى “حرب تجويع شاملة”، تفوق في قسوتها جرائم تاريخية أخرى.
وفي هذا السياق، قدمت النقابة، باعتبارها إحدى أبرز الهيئات المهنية في العالم العربي، قائمة مطالب محددة، دعت فيها إلى:
– المساءلة الجنائية الدولية: مطالبة المحكمة الجنائية الدولية (ICC) بمحاكمة القادة الإسرائيليين والمسؤولين الأمريكيين الداعمين لهم بتهمة “الإبادة بالجوع”.
– المقاطعة الشعبية: دعوة الشعوب العربية إلى استمرار وتوسيع مقاطعة السلع والمنتجات التابعة للدول الداعمة لإسرائيل.
– إجراءات عربية حاسمة: مطالبة الدول العربية بقطع فوري للعلاقات ووقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل، مع ضرورة فتح المعابر بشكل كامل ودائم، خاصة معبر رفح، لدخول المساعدات دون قيود.
– إعلان المجاعة رسميًا: دعوة الأمم المتحدة إلى الإعلان الرسمي عن وجود مجاعة في قطاع غزة، استنادًا إلى المؤشرات والمعايير الدولية.
– دور الإعلام الدولي: مناشدة الصحفيين والمؤسسات الإعلامية حول العالم بتوثيق “جريمة التجويع” ونقل الصورة الكاملة، وكسر ما وصفه البيان بـ”التعتيم والتزييف”.
وخلص البيان إلى أن ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية عابرة، بل هو “فصل دموي في سجل إبادة ممنهجة”، مؤكدًا أن التاريخ سيسجل مواقف الدول والمؤسسات تجاه هذه الكارثة.
25 دولة تندد بجرائم إسرائيل
في تحرك دبلوماسي لافت، طالبت 25 دولة، الإثنين، إسرائيل برفع فوري وغير مشروط للقيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي بيان مشترك صدر عن الحكومة البريطانية، شددت الدول على رفضها القاطع لأي محاولة لإحداث تغيير ديمغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك التهجير القسري.
ووصف البيان مقتل أكثر من 800 فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات بأنه “سلوك مروع”، معتبرًا أن النهج الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية في توزيع المساعدات “خطير ويؤجج عدم الاستقرار”.
وأكدت الدول أن معاناة المدنيين في غزة قد بلغت مستويات غير مسبوقة، مطالبةً إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي – وهو مجموعة القواعد التي تهدف إلى الحد من آثار النزاعات المسلحة وحماية المدنيين والأعيان المدنية.
وعلى الصعيد السياسي، أكدت الدول الموقعة رفضها القاطع لأي خطوات تهدف إلى إحداث تغيير ديمغرافي، وخصت بالذكر خطة الاستيطان المعروفة بـ “إي 1” (E1)، ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي” يقوض بشكل مباشر حل الدولتين.
وأبدت الدول استعدادها “لاتخاذ إجراءات إضافية” لدعم وقف فوري لإطلاق النار، معلنةً دعمها الكامل لجهود الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر.
وفي ختام البيان، دعت الدول إسرائيل إلى تمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من القيام بعملها دون عوائق داخل القطاع.
وفاة 20 مجوعًا فلسطينيًا في 48 ساعة
مع استمرار الحرب على قطاع غزة، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية، مطلقًا عملية جديدة في دير البلح وسط القطاع، بالتزامن مع تصاعد حاد في الأزمة الإنسانية، حيث سجلت وزارة الصحة في غزة وفاة 20 شخصًا نتيجة التجويع خلال 48 ساعة فقط.
وعلى الصعيد الميداني، شملت العمليات الإسرائيلية غارات جوية وقصفًا مدفعيًا استهدف جنوب وشرق دير البلح، بالإضافة إلى قصف خيام للنازحين في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
وفي تطور لافت، اتهمت منظمة الصحة العالمية الجيش الإسرائيلي باقتحام مقرها في دير البلح وإجبار النساء والأطفال على إخلائه، مشيرةً إلى أن 88% من مساحة القطاع تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية.
وتتزامن هذه التطورات مع تفاقم الكارثة الإنسانية، حيث حذر مدير عام وزارة الصحة في غزة من أن القطاع يمر بـ”أخطر مراحل المجاعة”، مع ظهور أمراض جديدة مثل متلازمة “غيلان باريه” المناعية.
وعلى المسار السياسي، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها تناقش “بإيجابية” مقترحات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، مؤكدة أنها تتحرك على المستوى السياسي لحث الأطراف المعنية على إنهاء المعاناة في القطاع.
وفي غضون ذلك، لم تقتصر العمليات الإسرائيلية على غزة، بل امتدت إلى الضفة الغربية المحتلة، حيث شملت اقتحامات مدن طولكرم وأريحا والخليل، بالإضافة إلى هجوم للمستوطنين على بلدة بيتين شمال رام الله، مما يعكس تصعيدًا شاملًا في الأراضي الفلسطينية.