شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة فكر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: قتلى ومصابين في انهيار عقارين بالقاهرة.. الخارجية ترحب بتخفيف إرشادات السفر الأمريكية والبريطانية.. المقاومة في غزة تتوعد الاحتلال.. الحوثيون يضربون “بن جوريون”.. تصاعد التوتر في السويداء.
قتلى ومصابين في انهيار عقارين بالقاهرة
شهدت العاصمة القاهرة، اليوم الجمعة، انهيار عقارين سكنيين في منطقتي مصر القديمة وشبرا، ما أسفر عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى، وسط استمرار عمليات الإنقاذ بحثًا عن ناجين تحت الأنقاض.

وأفادت محافظة القاهرة بتلقي بلاغ بانهيار عقار مكوّن من طابق أرضي وطابقين علويين في شارع أبو السعود بحي مصر القديمة، موضحةً أن المبنى كان خاليًا من السكان بعد صدور قرار رسمي بإزالته بسبب خطورته الإنشائية. إلا أن أربعة عمّال دخلوا إليه بغرض استخراج أخشاب من داخله، ما أدى إلى انهياره أثناء وجودهم بداخله.
وتمكنت قوات الحماية المدنية من إنقاذ العمال الأربعة، حيث نُقلوا إلى مستشفى المبرة لتلقي الرعاية الطبية، وقد وُصفت حالتهم بالمتوسطة.
وفي حادث منفصل، انهار عقار آخر بمنطقة منية السيرج في حي شبرا شمال القاهرة، ما أسفر عن وفاة أحد السكان وإصابة أربعة آخرين، في حين تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن مفقودين محتملين تحت الركام.
وتتكرر حوادث انهيار العقارات في عدة محافظات مصرية، خصوصًا في القاهرة والإسكندرية، نتيجة انتشار البناء العشوائي والمخالف. وتشير تقارير رسمية إلى وجود أكثر من 7 ملايين عقار مخالف في البلاد، من بينها نحو مليوني مخالفة تم توثيقها خلال الأعوام الأخيرة.
وفي إطار جهود التصدي لهذه الأزمة، شكّل مجلس النواب لجنة مختصة لحصر المباني المخالفة والآيلة للسقوط، مع اتخاذ إجراءات لإخلاء العقارات المهددة وتعويض قاطنيها بوحدات سكنية بديلة.
الخارجية ترحب بتخفيف إرشادات السفر الأمريكية والبريطانية
رحّبت وزارة الخارجية المصرية، اليوم، بقرار الولايات المتحدة خفض مستوى إرشادات السفر إلى مصر إلى “المستوى الثاني”، وهو نفس التصنيف الذي تُمنح به دول مثل فرنسا وألمانيا، واصفة الخطوة بأنها “إيجابية ولافتة”.

كما ثمّنت الخارجية المصرية تحديث السلطات البريطانية لتصنيفها بشأن السفر إلى مصر، لتنتقل كذلك إلى المستوى الثاني، مشيرة إلى ما ورد في البيان البريطاني من إشادة باستقبال مصر لنحو مليون سائح بريطاني سنويًا، في انعكاس مباشر لحالة الأمن والاستقرار التي تشهدها البلاد.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن هذه الخطوة تأتي تتويجًا لاتصالات دبلوماسية مكثفة أجرتها الوزارة والسفارات المصرية في الخارج خلال الفترة الماضية، بهدف دعم جهود تنشيط السياحة وتعزيز ثقة السائحين في المقصد المصري.
المقاومة في غزة تتوعد الاحتلال
ظهر أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، في كلمة مصورة هي الأولى منذ مارس الماضي، متحدّثًا عن ملامح المرحلة الحالية من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أنّ المقاومة الفلسطينية جاهزة لخوض معركة استنزاف طويلة المدى، مع توجيه انتقادات حادة للأنظمة العربية والإسلامية لما وصفه بـ”خذلان الأمة”، وتحذير من أن التعنت الإسرائيلي قد يُسقط مسار مفاوضات تبادل الأسرى.
وأكد أبو عبيدة أنّ المقاومة ألحقت بالاحتلال خلال الأشهر الأربعة الماضية “مئات القتلى والجرحى من الجنود”، إلى جانب “آلاف المصابين باضطرابات نفسية”، مشيرًا إلى اعتماد تكتيكات نوعية متجددة، شملت محاولات تنفيذ عمليات أسر لجنود في أكثر من جبهة. وأضاف أن “مجاهدي القسام يستخلصون الدروس من أطول معركة خاضها الشعب الفلسطيني ويطورون أساليبهم باستمرار”.

كما شدد على أن الاستراتيجية الحالية تقوم على “إيقاع مقتلة بالعدو”، وتنفيذ عمليات استنزاف مركزة، والسعي لأسر جنوده، معتبرًا أن “مقاومة غزة أصبحت أعظم مدرسة عسكرية في التاريخ الحديث لشعب يقاوم محتليه”.
ووجّه أبو عبيدة في كلمته عتابًا شديدًا للأنظمة العربية والإسلامية، قائلاً إن دماء عشرات آلاف الأطفال والنساء “تسكن رقاب القادة والعلماء والنخب التي صمتت ورضيت بالخذلان”، متهمًا الاحتلال بارتكاب مجازر ممنهجة “مستندًا إلى صمت دولي وعربي وتواطؤ قوى كبرى”.
وفي الوقت نفسه، أشاد بمواقف الشعب اليمني وجماعة أنصار الله، واصفًا إياهم بـ”إخوان الصدق” الذين “أقاموا جبهة فاعلة ضد الاحتلال وفضحوا تواطؤ المتخاذلين”.
وفيما يخص ملف المفاوضات غير المباشرة الجارية بشأن تبادل الأسرى، أكد أبو عبيدة دعم كتائب القسام الكامل للوفد التفاوضي، مشيرًا إلى أن المقاومة عرضت أكثر من مرة “تنفيذ صفقة شاملة تُسلَّم فيها جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة”، لكن الحكومة الإسرائيلية رفضت العرض، و”هيّأت جمهورها لتقبّل فكرة مقتلهم جميعًا”، وفق تعبيره.
وحذر من أن فشل المفاوضات الحالية قد يدفع المقاومة إلى التراجع عن المقترحات الجزئية أو صيغة تبادل الأسرى العشرة، لافتًا إلى أن التمسك بالمواقف المتعنتة “لن يجلب للإسرائيليين سوى المزيد من التوابيت”.
ودعا أبو عبيدة من وصفهم بـ”العملاء” إلى التوبة الفورية والعودة إلى صفوف شعبهم، مشيدًا في الوقت ذاته بمواقف العائلات الفلسطينية التي “تبرأت من المتعاونين مع الاحتلال”. وقال إن “الاحتلال فشل في تجنيد المرتزقة وإن العملاء لن يكونوا سوى أوراق محروقة في مهب وعي الشعب وكرامته”.
وفي سياق متصل، أكدت حركة حماس في بيان رسمي أن “لا طريق أمام الاحتلال سوى صفقة تبادل أسرى وفق شروط المقاومة وإرادتها”، مشيرة إلى أن فشل إسرائيل في تحرير أسراها بالقوة يزيد من تعقيد موقفها الميداني والسياسي.
ووصفت الحركة تكتيكات المقاومة بأنها “مباغتة ومربكة”، قائلة إن “العدو يواجه هزيمة ميدانية ومعنوية، وحرب غزة أصبحت مرآة لفشله وجرائمه في الإبادة والتجويع”.
الحوثيون يضربون “بن جوريون”
ومن جهته، أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله، العميد يحيى سريع، تنفيذ عملية نوعية استهدفت مطار بن جوريون (اللد سابقًا) بصاروخ باليستي فرط صوتي من طراز “فلسطين 2″، مؤكدًا نجاح العملية وتسببها في “شلل بالمطار وهروب جماعي للسكان إلى الملاجئ”.

ودعا سريع شعوب الأمة إلى الخروج نصرة لغزة، مشددًا على استمرار العمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية حتى “رفع الحصار ووقف العدوان”.
وأكد الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، ما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب. وذكرت القناة 12 العبرية أن هذا هو ثاني صاروخ يُطلق خلال 48 ساعة، وأنه تسبب في تعليق الرحلات بمطار بن غوريون.
وفي تطور لافت، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن ميناء إيلات سيتوقف عن العمل اعتبارًا من الأحد بسبب تراكم الديون وعدم دفع الضرائب، وذلك نتيجة الحصار البحري الذي تفرضه جماعة الحوثيين على السفن المرتبطة بإسرائيل.
وأشارت القناة إلى أن النشاط التجاري في الميناء انخفض بشكل حاد، ما أدى إلى عجزه عن الوفاء بالتزاماته المالية، في وقت تحوّلت فيه حركة السفن إلى موانئ أخرى على البحر المتوسط.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل حربًا توصف بأنها “إبادة جماعية” ضد قطاع غزة، خلّفت أكثر من 198 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 10 آلاف مفقود، ونزوح مئات الآلاف، في ظل ظروف إنسانية كارثية وانقطاع تام لمقومات الحياة الأساسية.
تصاعد التوتر في السويداء
اتهم قائد تجمع العشائر في الجنوب السوري، مفلح صبرا، فصائل مسلحة في محافظة السويداء بارتكاب انتهاكات واسعة ضد سكان المناطق العشائرية، عقب انسحاب قوات الجيش والأمن السوري من المحافظة، وفقًا لاتفاق رعته الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية.

وقال صبرا في حديثه للجزيرة نت إن “عصابات الهجري” – في إشارة إلى فصائل تابعة لشيخ العقل حكمت الهجري – شنت منذ فجر الخميس هجمات على مناطق البدو والعشائر العربية، وفرضت حصارًا عليهم، ونفذت “تصفية ميدانية” بحق عدد من المدنيين، من بينهم امرأة مسنّة تبلغ من العمر 90 عامًا، مؤكدًا احتجاز أكثر من 4 آلاف شخص، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، في ظروف أشبه بالإقامة الجبرية، دون إمكانية التواصل معهم سوى من خلال مقاطع مصورة تنشرها الجهات المهاجمة.
وأوضح صبرا أن العشائر، التي قال إنها “لبّت نداء الفزعة دفاعًا عن الأرض والعِرض”، لا تنسق حاليًا مع الدولة، لكنها تسعى – حسب تعبيره – إلى تحرير المختطفين، وإنهاء الحصار المفروض، على أن تعود المناطق بعد ذلك إلى سيادة الدولة وأجهزتها.
ومن جهته، قال الناشط حمزة فهيد، وهو من بلدة اللجاة ذات الغالبية العشائرية، إن مجموعات مسلحة “مدعومة من الاحتلال الإسرائيلي” – على حد وصفه – أقدمت على إحراق منازل ومركبات وممتلكات خاصة، وارتكبت مجازر بحق المدنيين العزّل في مناطق البدو، ما أجبر العديد من العائلات على النزوح نحو محافظة درعا، وسط نقص حاد في مراكز الإيواء.
وأكد فهيد أن العشائر نفذت خلال الساعات الماضية هجومًا مضادًا تمكنت خلاله من استعادة عدد من القرى بريف السويداء، والوصول إلى مشارف المدينة، بهدف فك الحصار عن المحاصرين وإجلاء جثث القتلى.
وأشار إلى أن “المسلحين هم أبناء العشائر التي تعرضت للتهجير والقتل، وقد تلقوا دعمًا من قبائلهم في سوريا وخارجها”، مع الإشارة إلى أن هذه المواجهات لم تتم بتنسيق مع الدولة السورية.
وفي السياق ذاته، كشف الناشط العام جبران حمزة عن اتفاق ثلاثي جرى في دار القنوات بين الشيخ حكمت الهجري والشيخ يوسف جربوع من جهة، وحركة “رجال الكرامة” من جهة ثانية، لاستلام المهام الأمنية في السويداء بعد انسحاب القوات النظامية، مشيرًا إلى أن الاتفاق يحظى بدعم دولي وإقليمي.
إلا أن حمزة لفت إلى أن الاتفاق يواجه تحديات كبيرة، في ظل غياب الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والوقود والخبز والدواء، إضافة إلى صعوبة السيطرة الأمنية على الأرض في ظل التوترات الراهنة، واحتمال وقوع مجازر جديدة.
وأكد أن الزعامات المحلية رفضت بشكل صريح المجازر والانتهاكات التي تعرض لها أبناء العشائر، وشددت على ضرورة عودة الأمن وفرض سلطة الدولة، محذرًا من مخاطر الانفلات الأمني والفصل الجغرافي بين السويداء ودمشق، والذي يعمّق الأزمة الإنسانية.
يُذكر أن القناة 12 الإسرائيلية كانت قد أشارت إلى تعرّض مواقع الجيش السوري في السويداء لقصف إسرائيلي كثيف، أثناء محاولته التقدم نحو مقر شيخ العقل حكمت الهجري، ما أدى إلى مقتل أكثر من 200 عنصر.
