شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة فكر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: ليلى سويف تغادر المستشفى وتعود إلى منزلها.. “العدل” يتهم “السكة الحديد” بتهميش الصعيد.. والد أطفال المنيا للمستشفى والصحة تنفي شبهة الوباء.. هجوم عشائري غربي السويداء.. المقاومة لجنود إسرائيل: استسلموا.. فـ”أسير خير من قتيل”.
ليلى سويف تغادر المستشفى وتعود إلى منزلها
أعلنت منى سيف، عبر منشور على فيسبوك، عودة والدتها الدكتورة ليلى سويف إلى منزلها في لندن، منهيةً بذلك إضرابًا عن الطعام استمر 288 يومًا احتجاجًا على استمرار حبس نجلها علاء عبد الفتاح.
كتبت منى في منشورها: “ماما روحت من المستشفى حالًا.. ومن شوية صغيرين أكلت أول ساندويتش تعمله لنفسها في البيت”، مشيرةً إلى أن رحلة التعافي بدأت بشكل معقول، وطالبت بالدعاء لها ولعلاء ولكل المعتقلين.
كانت سويف قد نُقلت إلى مستشفى في لندن لإنهاء إضرابها تحت إشراف طبي دقيق، لتجنب المخاطر الصحية المرتبطة بمتلازمة “إعادة التغذية” بعد فترات الصيام الطويلة.
يأتي إنهاء الإضراب بينما تؤكد أسرة عبد الفتاح والمنظمات الحقوقية أن غايتها الأساسية لم تتحقق بعد، والمتمثلة في الإفراج عن علاء الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه “محتجز بشكل تعسفي”.
“العدل” يتهم “السكة الحديد” بتهميش الصعيد
نفت هيئة السكك الحديدية سحب عربات قطارات الـVIP من خط أسوان-القاهرة، مؤكدةً حرصها على خدمة أهالي الصعيد، وهو ما رد عليه حزب “العدل” باتهام الحكومة بـ”إنكار الواقع“، مشددًا على استمرار مطالبته بعودة القطارات المسلوبة.
وفي بيان لها، أكدت الهيئة أنها تُشغل 94 قطارًا في اتجاه الجنوب، من بينها 14 قطار VIP، نافية أي “تهميش وإقصاء لأهل الصعيد”، ومشيرةً إلى خططها لتطوير المنظومة.
وفي المقابل، أكد حزب “العدل” أن الواقع العملي يكذب رواية الهيئة، وأن خطاب الحكومة بات قائمًا على “النفي وتزيين الواقع بدلًا من الاعتراف بالمشكلات”، مجددًا استياءه من قرار سحب عربات الـVIP من خط أسوان واستبدالها بعربات روسية درجة ثانية فقط، مع رفع أسعار التذاكر.
واعتبر الحزب أن القرار “يكرّس شعورًا بانعدام العدالة في توزيع الخدمات الأساسية”، وطالب وزارة النقل بوقفه فورًا، خاصةً بعد أن أعلنت الهيئة رسميًا في 8 يوليو عن “تعديل تركيب” قطارات على خط أسوان، بالتزامن مع إضافة عربات VIP لخطوط القاهرة والإسكندرية.
والد أطفال المنيا للمستشفى والصحة تنفي شبهة الوباء
نفت وزارة الصحة والسكان، الخميس، وجود أي شبهة وبائية أو مرض معدٍ في واقعة وفاة خمسة أطفال أشقاء بقرية دلجا في محافظة المنيا، مؤكدةً استقرار الوضع الصحي بالمنطقة، واستمرار التحقيقات لكشف الأسباب غير المرضية للوفاة.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إنها تلقت بلاغًا بالواقعة يوم السبت 12 يوليو 2025، حيث تحرك فريق من قطاع الطب الوقائي بالتنسيق مع مديرية الصحة بالمنيا، وأُجريت تحقيقات ميدانية شملت زيارة منازل الضحايا والمنازل المجاورة، وفحص سجلات المرضى في المستشفيات المحلية، وتحليل بيانات الأمراض المعدية.
وأكد البيان عدم رصد أي زيادة في معدلات الإصابة أو ظهور أعراض مشابهة لدى الأقارب أو الجيران، فيما أثبتت الفحوص المعملية التي أُجريت على عينات الدم والبول والسائل النخاعي للأطفال خلوهم من أي أمراض معدية، بما في ذلك الالتهاب السحائي. كما أظهرت نتائج تحليل المياه من منزل العائلة مطابقتها للمعايير الصحية.
وأشارت الوزارة إلى أن التحقيقات مستمرة بالتعاون مع الجهات القضائية للوقوف على الأسباب غير المرضية للوفاة، مجددة التزامها بالشفافية وحماية الصحة العامة.
وفي غضون ذلك، نُقل والد الأطفال الخمسة إلى مستشفى أسيوط الجامعي بعد تدهور حالته الصحية، وفق ما أفاد به شقيقه علي محمد، الذي أوضح أن المصاب عانى من احتباس بولي وارتفاع في درجة الحرارة وهذيان، ما تطلّب نقله الفوري من مركز ملوي بعد فشل محاولات إسعافه محليًا.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى الأسبوع الماضي، حين أبلغت الأجهزة الأمنية بوفاة ثلاثة أطفال أشقاء بشكل مفاجئ، تبعهم الرابع بعد إصابته بإعياء شديد، ثم الشقيقة الخامسة، وسط غموض يلف أسباب الوفاة التي نفت الوزارة أن تكون ناجمة عن مرض معدٍ.
هجوم عشائري غربي السويداء
شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا تطورات ميدانية متسارعة، بعد شن قوات مسلحة عشائرية هجومًا على المناطق الغربية من المحافظة، وسط تصاعد التوترات بين مكونات محلية، وتدخلات إقليمية ودولية، في ظل اتهامات متبادلة بين دمشق وتل أبيب، وتحذيرات من انزلاق الوضع نحو مزيد من الفوضى.
وقالت مصادر محلية لقناة الجزيرة إن قوات العشائر تمكنت من دخول مدينة السويداء وسيطرت على دوار العنقود، بعد معارك اندلعت في محيط المدينة على خلفية اتهامات لمجموعات مسلحة درزية بارتكاب أعمال قتل بحق أفراد من العشائر البدوية.
وفي وقت سابق، أكدت مصادر محلية أن قوات العشائر سيطرت على مناطق واسعة في ريف السويداء الغربي وتقدمت باتجاه مركز المدينة، وسط حالة من الغموض بشأن مآلات الموقف الميداني.
وفي المقابل، اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع، في خطاب رسمي، “الكيان الإسرائيلي” بالسعي لتفكيك النسيج الوطني السوري، واعتبر أن التحركات العدائية تسعى لتحويل البلاد إلى ساحة نزاع دائم، مؤكدًا قدرة الدولة على إفشال تلك المحاولات.
وفي ظل هذه التطورات، أعلنت الرئاسة السورية انسحاب القوات النظامية من السويداء إلى ثكناتها العسكرية، استجابة لوساطة عربية أميركية، في خطوة وُصفت بأنها تهدف إلى احتواء التصعيد وتهيئة الأرضية لحل تفاوضي.
وأكدت الرئاسة أن الوساطة اشترطت عدم قيام أي من الأطراف الخارجة عن القانون بأعمال انتقامية أو تهديد المدنيين.
كما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن اتفاق وقف إطلاق النار يتضمن نشر حواجز أمنية ضمن خطة تهدف لدمج السويداء بالكامل في هيكل الدولة السورية.
وفي الأثناء، شنت إسرائيل هجمات جوية استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة دمشق، بينها وزارة الدفاع وهيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي، بالإضافة إلى غارات على السويداء ودرعا، مبررةً ذلك بـ”حماية الدروز”، الأمر الذي قوبل بإدانات سورية وعربية.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأنها لا تدعم الضربات الإسرائيلية، مؤكدةً انخراط واشنطن دبلوماسيًا مع كل من إسرائيل وسوريا لاحتواء التصعيد. كما شددت على ضرورة التزام جميع الأطراف بوقف العنف والدخول في حوار سياسي.
وبدوره، أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي عبد الحق، خلال جلسة لمجلس الأمن، أن الشعب السوري موحد في رفضه للتقسيم وللاعتداءات الخارجية، مشددًا على أن السوريين وحدهم من يملكون قرار استعادة الأمن والسلم الأهلي.
وأعربت تركيا وقطر والسعودية عن دعمهم الكامل لوحدة الأراضي السورية ورفضهم التام لأي تدخل خارجي، في اتصالات هاتفية أجروها مع الرئيس أحمد الشرع، وفق ما أعلنت عنه الرئاسة السورية.
كما أكد القادة الثلاثة على أهمية بسط الدولة السورية سيطرتها الكاملة على أراضيها ورفضهم للعدوان الإسرائيلي المتكرر.
وفي السياق نفسه، طالب الشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الطائفة الدرزية، بإرسال قوات فض نزاع من دمشق إلى السويداء، في محاولة لاحتواء التوتر، ومنع مزيد من التصعيد بين المجموعات المسلحة والعشائر.
ومن جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية الأميركية استمرار تحذيرها من السفر إلى سوريا، وطلبت من المواطنين الأميركيين الراغبين بالمغادرة استخدام المعابر البرية نحو الأردن.
المقاومة لجنود إسرائيل: استسلموا.. فـ”أسير خير من قتيل”
بثّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الخميس، تسجيلًا مصورًا موجّهًا لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، دعتهم فيه إلى الاستسلام بدلًا من القتل، مؤكدةً أنها ستُعامل الأسرى معاملة تحفظ حياتهم حتى إجراء صفقة تبادل قادمة.
وجاء في رسالة القسام، التي وُصفت بأنها جزء من الحرب النفسية المصاحبة للمعركة الميدانية، نداءً مباشر إلى من أسمتهم “جنود الاحتلال النازي في غزة”، جاء فيه: “حتمًا سيصل إليك مقاتلونا الأشداء”، مضيفةً: “فإن اخترت ألّا تقاتل ولتحفظ حياتك.. ألقِ سلاحك، وارفع يديك، واتبع التعليمات الميدانية”.
وخُتمت الرسالة المصورة بعبارة “أسير خير من قتيل”، وهي الرسالة التي رافقتها لقطات أرشيفية توثق عمليات أسر سابقة نفذها مقاتلو القسام خلال عملية “طوفان الأقصى” التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023، وأخرى لمحاولات خطف جديدة نفذت خلال الحرب الدائرة.
وكانت قناة الجزيرة قد بثّت في العاشر من الشهر الجاري مشاهد حصرية توثق محاولة لمقاتلي القسام لأسر جندي إسرائيلي في منطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، خلال إغارة على تجمع للجنود الإسرائيليين وآلياتهم العسكرية.
وأظهرت اللقطات المصورة كمينًا مركبًا شارك فيه عدد من المقاتلين، وتمكّنوا من الوصول إلى نقطة قريبة من الهدف قبل أن تُفشل العملية نتيجة ردّ فعل فوري من قوات الاحتلال، وانتهت بمقتل الجندي المستهدف، وهو ما يأتي في سياق خطط مستمرة تستهدف “توسيع بنك الأسرى” لدى المقاومة.
من جهته، كان الناطق العسكري باسم القسام، أبو عبيدة، قد توعّد في تصريح له قبل يومين بأن المقاومة “ستُكبّد جيش الاحتلال خسائر يومية” على امتداد قطاع غزة، من شماله إلى جنوبه، ضمن ما وصفه بـ”معركة الاستنزاف المستمرة”، ملمحًا إلى إمكان تنفيذ عمليات أسر جديدة خلال المرحلة المقبلة.
وتأتي هذه الرسائل والعمليات في وقت تشير فيه تقارير إسرائيلية إلى تصاعد الضغط الداخلي على حكومة بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل أسرى جديدة، بعد مرور تسعة أشهر على عملية “طوفان الأقصى” التي أسفرت عن أسر ما لا يقل عن 240 إسرائيليًا بين جندي ومدني.
وشنت كتائب القسام، فجر 7 أكتوبر 2023، هجومًا واسعًا استهدف قواعد عسكرية وثكنات للجيش الإسرائيلي ومستوطنات محيطة بقطاع غزة، وأعلنت في حينه قتل مئات الجنود والضباط الإسرائيليين وأسر عشرات آخرين، ما أشعل شرارة الحرب الحالية المستمرة منذ ذلك التاريخ.
وتُعد عمليات الأسر – إلى جانب الاستنزاف العسكري – جزءًا مركزيًا في استراتيجية المقاومة الفلسطينية الهادفة إلى فرض معادلة تفاوض جديدة على إسرائيل، خصوصًا في ظل الانسداد السياسي وتواصل العمليات الميدانية التي تُكبّد الطرفين خسائر فادحة.