تتنوع كتابات السيرة الذاتية وما حولها بين سير يكتبها أصحابها، وسير يرويها كتاب نقلا عن أصحابها، وصولًا إلى كتابات تحليلية تعيد رسم سيرة ومسار الشخصيات من زوايا ووجهات نظر متنوعة، ينتمي كتاب "هكذا تكلمت سيمون دوبوفوار" للصحيفة والكاتبة الهولندية ماريا فاوسيه للفئة الثالثة، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات تتبع فيها الباحثة الهولندية سيرة الكاتبة والمفكرة الفرنسية الشهيرة سيمون دي بوفوار (1908ـ1986).
الكتاب الصادر في نسخته العربية بترجمة رحاب منى شاكر، يستعرض بصورة موجزة أبرز مراحل حياة سيمون دي بوفوار وتطور أفكارها ورؤاها للحياة والوجود، ويقدم قراءة تحليلية ونقدية للأفكار والتصورات والتنظيرات الوجودية واليسارية والنسوية التي شكلت عالمها من خلال كتاباتها المتنوعة وخاصة كتابها "الجنس الآخر" الذي بدأت في كتابته مصادفة لينتهي إلى واحد من أبرز أعمالها، ويعد بمثابة نص تأسيسي للنسوية المعاصرة.
النشأة والتكوين
عاشت سيمون لوسي إرنستين ماري برتراند دي بوفوار في طفولتها تجارب وخبرات متنوعة ومتباينة على المستوى الشخصي وكذلك على المستوى العام في ظل الصراعات والتغيرات الكبيرة التي شهد العالم في بدايات القرن العشرين. ولِدت دوبوفوار لأسرة راقية، والدها من محبي الأدب والفلسفة ودرس الحقوق وعمل موظفاً. ووالدتها من عائلة ميسورة ومحافظة دينياً، ولكن حياتها تغيرت تماما بعد الحرب العالمية الأولى التي كان من تبعتها على المستوى الشخصي القريب إفلاس أسرتها.
"كانت أخلاق الأسرة التقليدية التي تعلمتها دي بوفوار منذ نعومة أظفارها عكس الطريق الذي سوف تتبعه بنفسها في مراحل مختلفة من حياتها. حكت دي بوفوار لاحقاً أنها أرادت أن تصبح راهبة حينما كانت صغيرة، فهي مهنة محترمة للفتيات الرافضات لدور المرأة-الأم في سجن الزواج الأحادي. وقد ارتادت حتى السابعة عشرة من عمرها المدرسة الكاثوليكية الداخلية، حيث تخلت عن دينها في الرابعة عشرة، وشرعت تقرأ وتفكر بحياة تحتل فيها «الحقيقة» و«المسؤولية الشخصية» مكان الرب الجبار".
في كتابها "مذكرات فتاة رصينة" تصف سيمون تناقض والدها بخصوص شخصيتها وإمكانياتها الفكرية وقراراتها واختياراتها، من ناحية كان سعيداً أن ابنته الكبرى تملك عقل الابن الذي كان يتمنى لو أنجبه، ولكنه من ناحية ثانية لا يعرف – مثل أمها – كيف يتعامل مع الفتاة التي بدأت تبتعد عن قدرها «الطبيعي» كامرأة وفقا لمعايير هذا الزمان، حيث الزواج والأسرة والأمومة والتضخية والطاعة هى الأدوار الأساسية للمرأة. «هي تفكر كالرجل»، هذا ما قاله والدها عنها حينما كانت صغيرة.
"كم شعر والدها بالفخر حين تمّ قبولها في سوربون باريس، حيث درست علم الأدب والرياضيات والفلسفة، وانتقلت بعد ذلك إلى المدرسة العليا لإعداد المدرسين.
وهناك قابلت سارتر الذي كان مثلها غريباً عن محيطه. وحسبما يتذكره البعض، فسرعان ما أطلق عليها سارتر لقب «قندس» جراء اجتهادها وانكبابها المتواصل على درسها. ويقال كذلك إنه أطلقه عليها بعدما علِم بعلاقتها السابقة في أربعينات القرن الماضي مع الكاتب الأمريكي نيلسون ألغرين الذي كان يواجه صعوبة في لفظ كنيتها، وبدلاً من بوفوار يقول بيفر، الكلمة الإنكليزية للقندس".
الجنس الآخر
تشير الباحثة الهولندية ماريا فاوسيه إلى أن كتاب "الجنس الآخر" لسيمون دوبوفوار جذب أجيالاً تكره تقسيم الإنسانية إلى حيوانات ذكرية وأخرى أنثوية.
وما زال يشكل الكتاب حتى يومنا هذا مرجعاً للرد على الآراء العلمية والدينية والشعبية التي تمجد الأمومة والعناية كقدَر طبيعي لحياة المرأة "استنتجت دي بوفوار أن السلوكيات المنسوبة إلى اختلافات راسخة بين الجنسين مبنية بالدرجة الأولى على التربية والعادات المتجذرة والتوقعات المنغرسة في النفوس والتبريرات التي يختلقها الرجال لسيطرتهم على العالم والأسلحة والنساء".
تصف فاوسيه ردود الأفعال على كتاب سيمون دي بوفوار في مختلف دوائر التأثير المجتمعية سواء الدينية أو السياسية والثقافية؛ فالأفكار والدعوات إلى الحرية والمساواة التي نتعامل معها اليوم بوصفها حقائق طبيعية، لم تكن كذلك حينها "راحت اللعنات تتساقط الواحدة تلو الأخرى على رأس دي بوفوار.
كانت صرخات رجال الكنائس والمحافظين هي الأعلى، ولكنها ليست أسوأ من ردود أفعال المثقفين والسياسيين والكتّاب والنقاد الوسطيين، وحتى التقدميين، على أفكارها بخصوص مجتمع جديد يكون فيه الرجال والنساء أفراداً مستقلين اقتصادياً واجتماعياً وجنسياً".
صدر الكتاب في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، متزامناً مع لحظة تاريخية يعاد فيها تشكيل العالم الحديث بعد حربين عالميتين قادهما الرجال بأفكار وتصورات وصراعات وسلطة أبوية/ذكورية قديمة وحديثة.
عاشت دي بوفوار ويلات الحرب والصراعات السياسية والعسكرية والفكرية، في زمن كانت النساء مستبعدات فيه تماماً من الشأن العام:"استخدمت دوبوفوار مصطلحاتها الوجودية للتعبيرعن ذلك: الرجل يُرى ويَرى نفسه كـ «ذات» مستقلة وفاعلة، أما المرأة فتُعتبر وتعتبر نفسها «موضوعاً» تابعاً ودونياً.
وبينما يمتلك هو حريات كثيرة تُمكِّنه من تأثيث حياته على هواه، تعاني هي من سلسلة من الاعتقادات حول سريرة المرأة التي تحكم عليها بالدور الخدماتي المثبّط كراعية وحامية للأسرة".
كان كتاب "الجنس الآخر" في هذه المرحلة التاريخية عملا جريئا وصادما بما فيه من أفكار ووقائع ورؤى حية تعبر ما تعيشه النساء، وبما يطرحه من أسئلة ومعضلات ومسؤوليات يهرب منها الجميع "لم تكن هذه الأفكار لتحصد التصفيق إثر صدور الجنس الآخر.
إذ جاءت طبعته الأولى عام 1949، أي في فترة الجفاف وإعادة الإعمار وترميم توازنات ما قبل الحرب في أوروبا. وكانت الموجة النِسوية الأولى حينها قد تراجعت تماماً، ولن يصعد النشاط النِسوي الثاني إلا بعد بضعة عقود.
كما كان حصول النساء في عام 1944 على حق الاقتراع أخيراً أقرب للمكافأة على دور الفرنسيات (المؤثرات) أثناء الحرب العالمية الثانية في المقاومة ضد ألمانيا النازية من كونه نتيجة حملة نسوية جماهيرية".
وتضيف: "ليست ثمة حركة نِسوية حضّت دوبوفوار على كتابة دراستها المطولة والتحريضية. بل على العكس، فقد كانت معظم الفرنسيات والأوروبيات مستسلمات، شئنَ أم أبينَ، للأمثولة البرجوازية المسيطرة حتى سبعينات القرن الماضي، والتي تصوّر الرجل كرب للأسرة والمسؤول عن جلب المال، والمرأة كراعية وأم متفرغة بشكل كامل. وقد استغرق الأمر في هولندا حتى النصف الثاني من الخمسينات إلى أن شُطِبت عدة تحديدات قانونية تقيّد المرأة المتزوجة بمنزلها الدافئ. حتى أن المتزوجات كُنَّ حتى عام 1956 «غير مؤهلات قانونياً»؛ فبدخولهنّ عشّ الزوجية كنّ يقبلن أن يستلم الزوج الأمور المالية والوصاية عليهن وعلى أطفالهنّ (في المستقبل)".
تقدم الباحثة الهولندية شرح وافي وقراءة مكثفة بلغة بسيطة وواضحة لأبرز الأفكار والتأملات والرؤى المطروحة في كتاب "الجنس الآخر" لسيمون دي بوفوار، موضحة أن الكتاب يتكون من جزأين منفصلين. في الجزء الأول المعنون بـ «الوقائع والأساطير» تتطرق دي بوفوار لتصوراتنا عن المرأة والأنوثة عبر التاريخ التي صاغتها التقاليد والأديان والخرافات والنظريات شبه العلمية وروايات الكتّاب الذين حافظوا على خضوع المرأة للرجل.
كذلك تصف كيف تمّ التفكير والكلام حول «الأنوثة الحقيقية» عبر التاريخ "الجزء الأول من الكتاب عبارة عن معالجة نظريّة مطوّلة تنتهي بأمنية الشاعر آرثر رامبو بأن تكون المرأة إنساناً مكتملاً في المستقبل:«حين ينكسر استعباد المرأة اللانهائي، وحين تعيش بنفسها ومن أجل نفسها، وحين يطلق الرجل – البغيض حتى الآن – سراحها».
وتكمل:"الجزء الثاني هو بعنوان «التجربة الحياتية». انطلاقاً من المراحل الحياتية المتتالية لدى المرأة، والأوضاع المختلفة التي تتواجد فيها كابنة وأم وعاهرة وسحاقية وشابة وعجوز، تبيّن دي بوفوار كيف حوّلَ تقديس الأمومةِ النساءَ إلى نوع خاص من العبادات المصابات بمتلازمة ستوكهولم. وفي الخاتمة التي عنونتها «نحو التحرير»، تكرس دوبوفوار قرابة الخمسين صفحة حول "المرأة المستقلة".
لطالما قيل إن الجنس الآخر كتاب صعب، وهذا صحيح. ولكن مقارنةً مع الكتابات المجردة التي قدمها الفلاسفة الفرنسيون لاحقاً، فإنه يعتبر سلساً رغم الاستطرادات والتكرار والأفكار الجانبية والمصطلحات الوجودية التي تغمر العديد من القراء. ومع ذلك أنصح المهتم بإرثها الفكري أن يمنح هذا الكتاب الوقت الكافي كي يقرأه، أو بالأحرى يستسلم له، من الألف إلى الياء. أما الذين ترهبهم ضخامته رغم ذلك، فسوف أقدم لهم هنا مختصراً – انتقائياً لا محالة – قامت به قارئة متحيزة".
الطبيعة والثقافة
"تؤمن دي بوفوار بـ«الثقافة»، وليس بـ«الطبيعة»، كنموذج تفسيري. لذلك نراها تشرّح جميع المحاولات المعروفة التي تنسب عدم المساواة المجتمعية بين الرجال والنساء إلى الفروق الجسدية"، شكلت هذه الرؤى تصورات دوبوفوار؛ فلم تنطلق في كتابها من خطاب وأفكار وتحيزات تعادي الرجل، بل من دعوة إنسانية جامعة لتحرير البشر من هيمنة الثقافة والسلطة الذكورية البطريركية بغض النظرعن الجنس/النوع، وتعبر عن هذه الرؤية بوضح مشيرة إلى أن الرجل يتمزق جرّاء محاولاته أن يكون ذكورياً ومتوازناً ومتفوقاً "يتحرر الرجل من خلال تحرير المرأة، غير أن ذلك هو بالضبط ما يرعبه. لذلك يتمسك بشراسة بالتعميات التي تُبقي المرأة مقيدة".
هذه الروح الحرة المتمردة بكل ما تجمعه من ذاتية وموضوعية ووعي بقيمة الحرية والمساواة ومتطلباتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتاريخية جعل من كتابها نص حي ومتجدد وممتد عبر الماضي والحاضر والمستقبل لم يكن متوقعاً في نهاية الأربعينات أن تنضم دوبوفوار يوماً تحت شعار (نحن النساء).
صحيح أنها كتبت دراستها المذهلة انطلاقاً من ضيقها بمكانة المرأة الدونية، غير أنها اعتمدت نبرة العالمة المستقلة، ولم يحصل أبداً في الجنس الآخر أن تكلمت عن «أنا» أو «نحن». وقد اعتُبِر هذا نقصاً كبيراً من قبل جيل نسويات ما بعد الحرب، غير أنه متوافق مع تصوّرها عن ذاتها، فقد مَوضعت دوبوفوار نفسها كفرد مفكر، وليس كممثلة لبنات جنسها".
لا تكف دي بوفوار عن تكرار أن الإنسان «كائن يصنع نفسه بنفسه»، مؤكدة على أن الاختلافات البيولوجية بين الرجل والمرأة ليست هى من تصنع ما نحن عليه، بقدر ما يصنعه الواقع المجتمعي "تصف دوبوفوار الدورة الشهرية والحمل والرضاعة والأمراض المزعجة التي تترافق معها بطريقة مؤثرة، إلى درجة تجعلك تتساءل كيف بإمكان المرأة بعد كل هذا العذاب الجسدي الذي تتحمله كأنثى، أن تضع أمثولة المساواة نصب عينيها. ومع ذلك تصرّ دوبوفوار على أنه لا يوجد فرق جسدي واحد يؤدي بالضرورة إلى استنتاج بأن المرأة تختلف عقلياً عن الرجل ناهيك أن يحكم رحمها عليها بتبعية عملية وجنسية وعقلية للرجل".
سيمون وسارتر
بين سيمون دي بوفوار وجان بول سارتر جرت الكثير من المياه على مستوى الصداقة والحب والزواج والحرية والأفكار والأيديولوجيات "ليس غريباً أن يرتبط اسم سيمون دي بوفوار بجان باول سارتر، إلا أنه من المزعج أن تُختزل دوبوفوار إلى مجرد «امرأة فلان». لا شك أن لسارتر تأثيراً عظيماً على تفكيرها، غير أن العكس صحيح كذلك. حيث أثبتت كارين فينتخس، التي كتبت أطروحة الدكتوراه حول أعمال دي بوفوار، أن وجودية سارتر كانت ستبقى جامدة لولا مساهمة دي بوفوار.
فبينما كان هو ميالاً في بادئ الأمر أن يصنع من الفرد مخططاً متوحداً، كانت هي ترى الإنسان ضمن علاقته مع الآخرين".
تستطرد الباحثة كارين في إيضاح مساحات التلاقي والتفرد في علاقة كلا من سيمون وسارتر مشيرة إلى أن كتب دي بوفوار تعبّر بصورة أكثر وضوحا من كتب سارتر عن كون إحساس كل فرد يتعلق بظرفه، ويتشكل إلى حد كبير من خلال أسلوب تعامل الآخرين معه/ا وحكمهم عليه/ا "غير أن المنطلقات الفلسفية التي اعتمدها كل من دوبوفوار وسارتر لا يمكن فصلها بعضها عن بعض، فجميع النصوص التي كتباها بشرت بفلسفة حول الإنسان ككائن مفكر يختلف عن الحيوان جراء قدرته على التأمل بأحواله والتصرف على ذلك الأساس. في فكرهما لا وجود لله، ولا شيء قدري أو وراثي".
وتكمل:"في فلسفتهما الوجودية تتحلى مصطلحات كالحرية الفردية والمسؤولية والذاتية بمكانة مركزية: كل إنسان متفرد، وكل إنسان مسؤول عن أفعاله وقدره، وكل إنسان يخلق نفسه.
في البداية يصبح الإنسان واعياً لوجوده، وبعدها يكوّن صورة عن نفسه ويتصرف على ذلك الأساس. وكما شرح سارتر في كتابه الوجودية مذهب إنساني، فلا يوجد أبطال بالولادة، أو جبناء بالولادة: «يزعم الوجودي أن الجبان يصنع من نفسه جباناً، وأن البطل يصنع من نفسه بطلاً.
وبإمكان الجبان أن يكف عن أن يكون جباناً، والبطل ألا يكون بطلاً»، وفي هذا السياق يُطرح «التسامي» كمصطلح وجودي يعبّر عن الإمكانيات بالنسبة للإنسان الذي انفصل عن التصوّر الذي كوّنه عن نفسه. عندئذ سوف يكون قادراً أن يختار بكامل حريته و«ينوجد» كشخص أصيل.
هذا ما أسمته دي بوفوار أيضاً الوجود لذاته، وكما شرحت في كتابها "الجنس الآخر" فإنها حالة كينونة تواجه المرأة صعوبة أكبر من الرجل في الوصول إليها".
كانت وماتزال علاقة الثاني سيمون وسارتر موضوع للتأمل والتفكير في المعاني والمشاعر والأفكار الكثيرة المتعلقة بالحب والصداقة والحرية والحدود الشخصية "اعتُبِر كل من دي بوفوار وسارتر أمثولتين للنساء والرجال المتأثرين بمثاليات المساواة والحرية والمواطنة العالمية.
كانا يجسّدان باريس المثقفة والفنية والماتعة والأنيقة وغير التقليدية والرومانسية والمتمردة، وحيث يحصل كل شيء لأول مرة. كان أسلوب حياتهما لا يقل إلهاماً عن تعاطفهما مع الحركات التحريرية في الجزائر وفيتنام. يكثفان التواصل مع أشخاص مثيرين للاهتمام ومتجانسين فكرياً معهما، ويسافران إلى بلدان بعيدة، ويسكنان في فنادق، ويكتبان في المقاهي الباريسية، ويمارسان الجنس مع من يشتهيه القلب. كل شيء كان في غاية الجاذبية".
لم تكن علاقة سيمون وسارتر مثالية، وواجهما الكثير من التحديات على المستوى العاطفي والنفسي والاجتماعي، تشير الباحثة الهولندية ماريا فاوسيه إلى أن حياتهما وأفكارهما البراقة كان لها وجه آخر مؤلم، ذكرت دوبوفوار في كتبها وسيرتها الذاتية مشاهد وتفاصيل متنوعة تعكس هذه التحديات في علاقتهما "أدرك كثير من معجبيها شيئاً فشيئاً أن التعددية في الحب التي كانت تروّج لها، تنطوي كذلك على أشكال خاصة من التعاسة.
حيث أنهم قرأوا بنهم كتب سيرتها الذاتية التي نُشِرت بعد وفاتها، والتي كتبت فيها عن عشاقها، ومن بينهم نساء صغيرات جداً ممن تقاسمتهن مع سارتر لفترة من الزمن، وعن الفيلسوف والمخرج كلود لانزمان الذي يصغرها بسبعة عشر عاماً، والذي سكنت معه في الخمسينات في منزل واحد.
تبين من تلك الكتب، الواحد تلو الآخر، أن التزامها المميز بسارتر ترافق بحزن وجودي لديها ولدى عشاقها وعشيقاتها على حد سواء".