شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة فكر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: قرض أوروبي جديد لمصر بـ 4 مليارات يورو.. مهلة أمريكية لمصر و35 دولة قبل مواجهة حظر دخول.. صواريخ إيران تُخرج مستشفى سوروكا ببئر السبع والكرملين يحذر واشنطن.. إسرائيل تستهدف مفاعل آراك.. نزيف فلسطيني واستمرار التصعيد في غزة والضفة الغربية.
قرض أوروبي جديد لمصر بـ 4 مليارات يورو
وافق البرلمان الأوروبي على مقترح المفوضية الأوروبية بتقديم حزمة مساعدات مالية كلية لمصر بقيمة 4 مليارات يورو، في إطار دعم برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري المرتبط بصندوق النقد الدولي، بحسب ما ورد على الموقع الرسمي للبرلمان الأوروبي.

وكانت مصر قد تسلّمت في نهاية عام 2024 الشريحة الأولى من قرض قصير الأجل من المفوضية الأوروبية بقيمة مليار يورو. ووفقًا للبيان الرسمي، تُمنح حزمة التسهيلات الجديدة لأجل سداد يمتد إلى 35 عامًا، ما يعكس التزامًا طويل الأمد من جانب الاتحاد الأوروبي تجاه دعم الاقتصاد المصري.
ويخضع صرف القرض لتنفيذ مصر للإصلاحات الاقتصادية المتفق عليها مع صندوق النقد، إلى جانب اتخاذ تدابير سياسية إضافية تُحدد لاحقًا في مذكرة تفاهم تُبرم بين الجانبين. وتشمل هذه التدابير تعزيز الشفافية الاقتصادية، وتحسين بيئة الاستثمار، وضمان التوازنات المالية.
كما ستقوم المفوضية الأوروبية بإعداد تقرير سنوي يُقدَّم إلى كل من البرلمان والمجلس الأوروبي، لتقييم الآفاق الاقتصادية لمصر وأثر القروض الممنوحة على الوضع المالي والاقتصادي العام. ويتضمن التقرير أيضًا مراجعة الإجراءات المتعلقة بتعزيز سيادة القانون، وحماية حقوق الإنسان، ودعم الآليات الديمقراطية.
وقد صوّت لصالح الاتفاق 386 نائبًا من أعضاء البرلمان الأوروبي، مقابل 132 صوتًا معارضًا، في حين امتنع 49 عضوًا عن التصويت، وفق ما ورد في البيان.
مهلة أمريكية لمصر و35 دولة قبل مواجهة حظر دخول
أمهلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب 36 دولة، بينها مصر، مهلة حتى الأربعاء للامتثال لمعايير أكثر صرامة بشأن وثائق السفر والتعاون في قضايا الهجرة غير الشرعية، وإلا ستواجه خطر إدراجها ضمن قائمة حظر السفر إلى الولايات المتحدة.

جاء ذلك في برقية دبلوماسية أرسلتها وزارة الخارجية الأميركية مطلع الأسبوع الجاري إلى سفاراتها وقنصلياتها، تطلب فيها تقييم استعداد الدول المعنية لاتخاذ خطوات لتحسين أنظمة التدقيق على وثائق سفر مواطنيها، والتعاون في إعادة المرحّلين الموجودين على الأراضي الأميركية بشكل غير قانوني.
وطالبت البرقية الدول باتخاذ إجراءات ملموسة خلال 60 يومًا لمعالجة المخاوف الأمنية والهجرية الأميركية، محذّرة من أن عدم الاستجابة قد يؤدي إلى إدراج هذه الدول ضمن قائمة حظر السفر، التي تشمل حاليًا 12 دولة.
وفي تصريحات مقتضبة، امتنعت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، عن تقديم تفاصيل إضافية، مكتفية بالتأكيد على أن الهدف من الخطوة هو ضمان عدم تشكيل المواطنين الأجانب أي تهديد أمني، وضمان استعداد دولهم لاستقبال المرحّلين وتحديث أنظمة التدقيق الخاصة بجوازات السفر.
وشملت قائمة الدول المحددة في البرقية: مصر، وسوريا، وموريتانيا، وغانا، ونيجيريا، والسنغال، والسودان الجنوبي، وأنغولا، والكاميرون، وإثيوبيا، وجيبوتي، والكونغو الديمقراطية، وبوركينا فاسو، والغابون، وغامبيا، وليبيريا، ومالاوي، وزيمبابوي، وزامبيا، وتانزانيا، وأوغندا، وكوت ديفوار، والنيجر، وبنين، بالإضافة إلى دول من مناطق أخرى مثل قرغيزستان، وكمبوديا، وبوتان، وتوفالو، وتونغا، وأنتيغوا وبربودا، وسانت كيتس ونيفيس، وسانت لوسيا، والدومينيكان، وسان تومي وبرينسيبي، وفانواتو.
صواريخ إيران تخرج مستشفى سوروكا ببئر السبع والكرملين يحذر واشنطن
في اليوم السابع من الحرب المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، أطلقت طهران دفعة صاروخية جديدة استهدفت بشكل مباشر مدينتي تل أبيب وبئر السبع، ما أدى إلى انفجارات عنيفة وانهيارات جزئية في عدد من المباني السكنية، وخلف أضرارًا مادية واسعة، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية أن حصيلة الضحايا منذ بدء الهجمات الإيرانية بلغت 24 قتيلًا و838 مصابًا، فيما تم إجلاء نحو 5 آلاف شخص من منازلهم، في ظلّ استمرار تساقط الصواريخ، التي تجاوز عددها 400 منذ اندلاع المواجهة، سقط منها 40 صاروخًا في مناطق مأهولة، أبرزها في غوش دان ومنطقة الجنوب.

في المقابل، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين شكوكهم بشأن احتمال مشاركة الولايات المتحدة في تنفيذ ضربات مشتركة ضد إيران، مشيرين إلى أن الدعم الأميركي "قد يختصر مدة الحرب"، لكن إسرائيل مستعدة لمواصلة هجماتها بشكل منفرد في حال عدم تدخل واشنطن.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لم يتخذ بعد قرارًا نهائيًا بشأن التدخل المباشر، مفضلًا ما وصفه بـ"القرارات في اللحظات الأخيرة"، فيما حذّر مسؤول إيراني رفيع في تصريحات لقناة الجزيرة من أن دخول واشنطن على خط المواجهة سيؤدي إلى تحرك فوري من حزب الله.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة معاريف إن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقًا بشأن استخدام إيران لصاروخ "خرمشهر" المتطور، الذي يتجاوز وزنه طُنًّا من المتفجرات، وتفوق قدراته التدميرية تلك الخاصة بصاروخ "شهاب-3". وأفادت تقارير إسرائيلية بإصابة مستشفى "سوروكا" المخصص للجنود في بئر السبع بشكل مباشر، حيث توقف العمل في المستشفى باستثناء حالات الطوارئ، بينما سُجلت 40 مصابا داخله.
ومن جهته، تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الهجمات "حتى إزالة التهديد النووي والصاروخي الإيراني"، فيما صرّح وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن الجيش "يتجه نحو تصعيد الضربات على أهداف إستراتيجية داخل إيران"، مؤكدًا أن استهداف المستشفيات والبنى التحتية المدنية الإيرانية يأتي ردًا على ما وصفه بـ"جرائم الحرب الإيرانية".
في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني تنفيذ الموجة الـ14 من ضرباته على أهداف إستراتيجية في إسرائيل، بينما توعّد حزب الله بأن أي محاولة لاستهداف المرشد الأعلى علي خامنئي ستكون "حماقة لها تبعات كارثية"، مشيرًا إلى أن دعم واشنطن للهجمات الإسرائيلية "سيقودها إلى هاوية خطيرة".
وفي تطور لافت، أعلنت طهران تعيين العميد محمد كرمي قائدًا جديدًا للقوات البرية في الحرس الثوري الإيراني، في خطوة تشير إلى احتمال تصعيد الجبهة البرية مستقبلًا.
على الصعيد الدولي، عبّر الكرملين عن قلقه من احتمال انزلاق الوضع إلى "دوامة تصعيد رهيبة" في حال قررت الولايات المتحدة التدخل عسكريًا، مؤكدًا في الوقت ذاته أن روسيا تحتفظ بعلاقات شراكة مع إيران وثقة مع إسرائيل، دون أن تتلقى أي طلبات رسمية من طهران للمساعدة العسكرية.
وفي الداخل الإسرائيلي، كشفت القناة 12 عن أن أكثر من ألفَي عائلة فقدت منازلها جراء القصف الإيراني، في وقت أشارت فيه التقديرات الاقتصادية إلى أن الحرب الحالية قد تكلف إسرائيل نحو 28 مليار دولار.
وعلى المستوى السياسي، صعّد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من لهجته ضد وسائل الإعلام، داعيًا إلى منع قناة الجزيرة من البث داخل إسرائيل واتهامها بـ"تهديد الأمن القومي"، في خطوة أثارت انتقادات داخلية بشأن حرية التعبير.
إسرائيل تستهدف مفاعل آراك
أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الخميس، تنفيذ سلسلة ضربات جوية "واسعة النطاق" استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل إيران، في تصعيد غير مسبوق للحرب المستمرة بين الجانبين منذ أسبوع.

وذكر بيان رسمي أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف مفاعل "آراك" النووي جنوب غرب العاصمة طهران، بالإضافة إلى موقع في مدينة نطنز يُستخدم في تطوير الأسلحة النووية، ويحتوي على تجهيزات متقدمة لتسريع البرنامج النووي الإيراني. كما شملت الضربات مواقع صناعية ومراكز لإنتاج مكونات الصواريخ الباليستية.
وأوضح الجيش أن الهجوم تم بواسطة 40 مقاتلة حربية نفذت غارات على عشرات المواقع العسكرية والصناعية في طهران ومناطق أخرى داخل إيران.
وفي المقابل، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية اعترضت 17 طائرة مسيّرة أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل ليل الأربعاء.
من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني صباح الخميس تنفيذ "الموجة الـ14" من هجماته ضد أهداف إسرائيلية، في إطار الرد المتواصل على الضربات التي تنفذها تل أبيب منذ 13 يونيو، والتي أسفرت عن مقتل 224 شخصًا وإصابة 1277 آخرين داخل الأراضي الإيرانية، من بينهم عسكريون وعلماء نوويون.
وردًا على الهجمات، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران بأنها "ستدفع ثمنًا باهظًا"، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية ستتواصل حتى "تحييد كامل" للتهديد النووي والصاروخي الإيراني. فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إصابة 6 أشخاص بجروح حرجة، وارتفاع إجمالي المصابين جراء الهجمات الإيرانية إلى 65 شخصًا.
وتزامن التصعيد الأخير مع تقارير غربية تفيد باحتمال انضمام الولايات المتحدة رسميًا إلى الهجوم الإسرائيلي، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من انزلاق المنطقة نحو مواجهة إقليمية شاملة.
نزيف فلسطيني واستمرار التصعيد في غزة والضفة الغربية
في اليوم الـ94 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، اعترف جيش الاحتلال بمقتل جندي من كتيبة الهندسة القتالية وإصابة آخر بجروح خطيرة خلال مواجهات مع المقاومة جنوب القطاع، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى مقتل 4 جنود خلال الأسبوع الأخير من القتال داخل غزة.
وأفادت مصادر طبية في مستشفيي شهداء الأقصى والعودة باستشهاد 16 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، نتيجة إطلاق نار استهدف تجمعاً لمنتظري المساعدات قرب محور نتساريم، وسط تدهور كارثي للأوضاع الإنسانية.

في السياق، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) من انهيار القطاع الصحي في غزة، حيث تغرق المستشفيات في الظلام بسبب نقص الوقود، فيما شارفت المياه على النفاد، وأصبحت سيارات الإسعاف عاجزة عن تأدية مهامها لنقل الجرحى.
ودعت الأمم المتحدة سلطات الاحتلال لوقف استخدام القوة المميتة في محيط نقاط توزيع المساعدات.
وفي الضفة الغربية المحتلة، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية، حيث أعلنت سرايا القدس–كتيبة جنين، تفجير عبوات ناسفة في آليات إسرائيلية أثناء اقتحام بلدتي جنين ورمانة شمال الضفة. كما وثّقت مقاطع مصورة اقتحام بلدة الشيوخ شمال الخليل، وسط انتشار كثيف للآليات العسكرية في أحيائها.
وفي تصعيد قضائي خطير، ذكر مركز "عدالة" الحقوقي أن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت قرارًا يُجيز تنفيذ عمليات هدم جماعي لمنازل فلسطينيين في مخيم جنين للاجئين، ما يُنذر بزيادة معاناة السكان وتهجير قسري جديد.