شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة “فكر تاني“، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: واقعة التنقيب عن الآثار بقصر ثقافة الأقصر.. استقالة مشيرة خطاب.. "مدينة مصر" تؤسس شركة تابعة في دبي.. حماس ترحب بالوساطة والاحتلال يصعّد مجازره في غزة والضفة.. أوكرانيا تضرب العمق الروسي بأكبر هجوم بالمسيّرات.
واقعة التنقيب عن الآثار بقصر ثقافة الأقصر
أحال وزير الثقافة المصري، أحمد هنو، عددًا من مسؤولي الوزارة للتحقيق الفوري، خلال زيارته لمحافظات الصعيد، على خلفية قيام شركة مقاولات بتنفيذ أعمال ترميم في قصر ثقافة الطفل بمدينة الأقصر، والحفر للتنقيب عن آثار تحت المبنى، وسط غياب إشراف الوزارة على سير العمل.
وأمرت النيابة الإدارية بفتح تحقيق في الواقعة، التي كشفتها جولة الوزير التفقدية لقصر ثقافة الأقصر وقصر ثقافة الطفل بالمدينة، في إطار متابعة سير أعمال التطوير والصيانة.
يُذكر أن قصور الثقافة أُنشئت في عام 1945 تحت مسمى "الجامعة الشعبية"، ثم تغير اسمها إلى "الثقافة الجماهيرية" في 1965، قبل أن تتحول في 1989 إلى هيئة عامة ذات طبيعة خاصة، تُعرف رسميًا باسم "الهيئة العامة لقصور الثقافة". وتهدف الهيئة إلى رفع المستوى الثقافي وتوجيه الوعي القومي من خلال أنشطة في مجالات السينما، المسرح، الموسيقى، الآداب، الفنون وخدمات المكتبات، وفق الموقع الرسمي لوزارة الثقافة.
وكان الوزير قد أعلن في مايو الماضي عن إغلاق أكثر من 100 بيت ومكتبة ثقافية مؤجرة، وإعادة توزيع العاملين إلى مواقع ثقافية أخرى، مشيرًا إلى أن تلك المواقع غير مؤهلة لتقديم أنشطة ثقافية وفنية، مع التركيز على تطوير قصور الثقافة لتعزيز الوعي المجتمعي.
من جهتها، طالبت عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار في مجلس النواب، ضحى عاصي، الحكومة بإجراء تحقيق عاجل في واقعة الحفر غير المصرح به بمدينة الأقصر، والاستفسار عن آليات اختيار شركات المقاولات المكلفة بأعمال التطوير وآليات متابعة أدائها.
وأوضحت "عاصي" أنها سبق وأن تقدمت بطلب إحاطة لمناقشة ملف هيئة قصور الثقافة، بهدف تقييم أدائها في المحافظات، ومتابعة تأخر تطوير بعض القصور، وعدم وجودها في محافظات أخرى. وأشارت إلى أن البرلمان اتخذ قرارًا بوقف إغلاق بيوت الثقافة بعد مناقشة اللجنة المختصة.
وفي تصريحات خاصة لـ"سي إن إن بالعربية"، أكدت "عاصي" استمرار متابعة البرلمان لخطط تطوير قصور الثقافة بالمحافظات، مع مراقبة إسناد أعمال التطوير لشركات المقاولات، وضمان التزامها بالجداول الزمنية المحددة، إضافة إلى تقييم شامل لأداء تلك الشركات.
استقالة مشيرة خطاب
أعلن المجلس القومي لحقوق الإنسان، الأحد، استقالة رئيسته مشيرة خطاب من منصبها، موضحًا أن القرار جاء رغبة منها في الترشح للعمل بإحدى المؤسسات الدولية. وتأتي الاستقالة قبل نحو سبعة أشهر من انتهاء ولاية المجلس الحالي.
وأوضح البيان الرسمي أن نائب الرئيس، محمود كارم، تولى مهام رئاسة المجلس اعتبارًا من أمس وحتى نهاية مدة التشكيل الحالي في 27 ديسمبر المقبل، استنادًا إلى القرار الجمهوري الصادر في 2021 بإعادة تشكيل المجلس.
ويتيح القانون المنظّم للمجلس القومي لحقوق الإنسان لمجلس النواب بدء إجراءات تشكيل مجلس جديد قبل شهرين من انتهاء ولايته، عبر تلقي ترشيحات من الجامعات والنقابات والجهات المعنية، تمهيدًا لاختيار الأعضاء والرئيس، ثم عرض التشكيل على رئيس الجمهورية لإقراره رسميًا.
"مدينة مصر" تؤسس شركة تابعة في دبي
أعلنت شركة مدينة مصر للتطوير العقاري عن بدء إجراءات تأسيس شركة تابعة مملوكة لها بالكامل في إمارة دبي تحت اسم Cities of the World، لتتولى الإشراف على جميع أنشطة الشركة خارج مصر.
وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة توسعية تهدف إلى تعزيز تواجد مدينة مصر في الأسواق الإقليمية والدولية، واستكشاف فرص النمو في مجالات متعددة من التطوير العقاري، بما يتوافق مع رؤيتها لبناء مجتمعات عصرية ومستدامة على مستوى المنطقة.
وأكد المهندس عبد الله سلام، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة، أن تأسيس الكيان الجديد يُعد نقطة تحول في تنفيذ الاستراتيجية الإقليمية للشركة، مضيفًا أن التوسع الخارجي يمثل امتدادًا لنجاحات الشركة محليًا وسعيًا لتكريس حضورها في الأسواق الدولية.
وأعلنت الشركة أيضًا نيتها تعيين المهندس محمد لاشين، نائب أول الرئيس التنفيذي للتطوير المنتج، في منصب العضو المنتدب لشركة Cities of the World، فور استكمال إجراءات التأسيس، في ضوء خبرته الطويلة ومساهمته في قيادة العديد من مشروعات الشركة في السوق المصري.
وتُعد هذه المبادرة امتدادًا لمسيرة مدينة مصر الممتدة لأكثر من ستة عقود، والتي رسّخت خلالها مكانتها كإحدى أبرز شركات التطوير العقاري في البلاد.
حماس ترحب بالوساطة والاحتلال يصعّد مجازره في غزة والضفة
في اليوم السابع والسبعين من استئناف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ترحيبها باستمرار جهود الوساطة التي تبذلها كل من مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأكدت الحركة في بيان لها استعدادها للدخول في جولة مفاوضات غير مباشرة بهدف التوصل إلى اتفاق يشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحابًا كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة.
في السياق ذاته، نفى المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الرواية الإسرائيلية بشأن مجزرة رفح الأخيرة، والتي راح ضحيتها 31 مدنيًا فلسطينيًا أمام أحد مراكز توزيع المساعدات. وأكد المكتب أن الاحتلال نشر مقطع فيديو مفبركًا للتغطية على جريمته، مدعيًا زورًا أن اشتباكًا مسلحًا تسبب في سقوط الضحايا، وهو ما يتناقض مع إفادات شهود العيان الناجين.
كما حمّل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الاحتلال مسؤولية مجزرة رفح، مؤكدًا أن الفيديو الذي نشره جيش الاحتلال لا يتعلق بالحادث، بل يُظهر عصابة مدعومة من إسرائيل تسرق شاحنات مساعدات في خان يونس، وتُطلق النار على مدنيين حاولوا استعادتها، في ظل مراقبة طائرات مسيرة إسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن تدمير مركز "نورة الكعبي" للخدمات الطبية شمالي القطاع، مؤكدة أن استهدافه يُفاقم الأزمة الصحية في ظل الحصار والتصعيد العسكري، ويعرض حياة مرضى الكلى إلى كارثة صحية لا يمكن التنبؤ بعواقبها.
على صعيد متصل، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية مكثفة، حيث أفادت تقارير فلسطينية بأن سكان الضفة الغربية شعروا باهتزازات قوية نتيجة القصف العنيف على قطاع غزة، الذي شمل عشرات الغارات خلال فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز ربع الساعة.
وفي الضفة الغربية، تصاعدت حملة الاقتحامات، حيث اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عرابة جنوب جنين، ومدينة أريحا، وقرية سنجل قرب رام الله. وأفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال داهموا منازل وفتشوها، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.
ميدانيًا في جنوب قطاع غزة، أكد مراسل الجزيرة أن جيش الاحتلال نفذ عمليات نسف لمنازل في بلدة القرارة شمال شرق خان يونس، ضمن سياسة التدمير الممنهج التي يتبعها في إطار حملته العسكرية المستمرة.
دوليًا، أدان رئيس تشيلي، غابرييل بوريك، بشدة ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية والتطهير العرقي" الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة بلومبيرغ، ما يعكس تصاعد الغضب الدولي من الانتهاكات الجارية في القطاع.
وفي سياق دعم الجهود الدولية لكسر الحصار، أعرب رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن أمله في وصول "أسطول الحرية" إلى غزة رغم التهديدات، داعيًا إلى توفير حماية شعبية ودولية للأسطول، بهدف تسليط الضوء على الحصار المفروض على القطاع منذ 17 عامًا.
أوكرانيا تضرب العمق الروسي بأكبر هجوم بالمسيّرات
عشية انطلاق جولة جديدة من محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، شهد الصراع تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، بأكبر هجوم بالطائرات المسيّرة منذ بدء الحرب، إلى جانب استهداف جريء لطائرات روسية قادرة على حمل رؤوس نووية في عمق سيبيريا.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الأحد، أن وزير الدفاع رستم أوميروف سيمثل كييف في الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة مع الجانب الروسي، المقرر عقدها في إسطنبول يوم الإثنين، بعد حالة من الغموض حول مشاركة أوكرانيا. وتأتي هذه الخطوة عقب أول جولة جرت قبل أكثر من أسبوع وأسفرت عن أكبر تبادل للأسرى منذ اندلاع الحرب، دون تحقيق تقدم ملموس بشأن وقف القتال.
لكن التصريحات الدبلوماسية رافقتها عمليات عسكرية مكثفة، إذ شنت أوكرانيا هجومًا نادرًا في العمق الروسي استهدف قاعدة جوية لطائرات بعيدة المدى في سيبيريا، تبعد أكثر من 4300 كيلومتر عن الجبهات. وقال مسؤول في الاستخبارات الأوكرانية إن العملية استخدمت طائرات مسيّرة محمّلة بالمتفجرات، تم تهريبها داخل سقوف خشبية ونقلها عبر شاحنات إلى محيط القواعد الجوية، قبل أن تنطلق للهجوم.
وبحسب نفس المصدر، أسفر الهجوم عن إصابة 41 طائرة حربية روسية، في واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا واستغراقًا في التخطيط، استمرت قرابة عام ونصف. وعلّق زيلينسكي على العملية واصفًا نتائجها بـ"الباهرة"، مشيرًا إلى أنها "أطول عملية هجومية بعيدة المدى نفذتها أوكرانيا حتى الآن".
وأظهر مقطع فيديو نشرته الاستخبارات الأوكرانية طائرة روسية مشتعلة، فيما ظهرت صور لرئيس الجهاز فاسيل ماليّوك وهو يراجع خرائط تتضمن مواقع الطيران الاستراتيجي الروسي.
في المقابل، اعترف الجيش الروسي عبر قناته الرسمية على تطبيق تليغرام، بأن أوكرانيا نفذت هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت قواعد جوية في خمس مناطق روسية، مضيفًا أنه تم التصدي للهجمات في معظم المناطق، باستثناء منطقتي مورمانسك شمالًا وإيركوتسك في سيبيريا، حيث تسببت المسيّرات في اشتعال عدد من الطائرات.
وأظهرت صور أعمدة دخان كثيف تتصاعد في منطقة مورمانسك، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية إخماد الحرائق دون وقوع إصابات، مشيرة إلى اعتقال عدد من المشاركين في العملية.
في الوقت نفسه، شنت روسيا أكبر هجوم جوي على أوكرانيا خلال ليلة واحدة، بإطلاق 472 طائرة مسيّرة و7 صواريخ، وفقًا لسلاح الجو الأوكراني، الذي وصف الهجوم بأنه الأضخم منذ بداية الحرب.
وعلى الأرض، أعلنت روسيا إحراز تقدم جديد في منطقة سومي الأوكرانية الحدودية، في حين أظهرت خرائط مفتوحة موالية لأوكرانيا أن موسكو سيطرت على 450 كيلومترًا مربعًا من الأراضي خلال مايو الماضي، وهو أسرع تقدم تحققه القوات الروسية منذ ستة أشهر.
وفي تطور سياسي لافت، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى التوصل لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، مهددًا بانسحاب بلاده من الملف في حال الفشل، الأمر الذي قد يلقي بعبء الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا على عاتق القوى الأوروبية الأقل قدرة من واشنطن.
وأوضح المبعوث الأميركي كيث كيلوغ أن الطرفين سيعرضان في محادثات إسطنبول وثائق تتضمن رؤيتهما لشروط السلام، رغم أن الفجوة بين موسكو وكييف لا تزال واسعة بعد ثلاث سنوات من الحرب الطاحنة.
يُذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أطلق الحرب في فبراير 2022، بعد ثمانية أعوام من نزاع مسلح في إقليم دونباس بين قوات أوكرانية وانفصاليين مدعومين من روسيا. وتُقدر الولايات المتحدة أن أكثر من 1.2 مليون شخص قتلوا أو أُصيبوا منذ بدء الغزو الشامل.
وتنص الوثيقة التي تعتزم أوكرانيا تقديمها على عدد من المبادئ، من بينها عدم فرض أي قيود على قدراتها العسكرية بعد توقيع الاتفاق، وعدم الاعتراف الدولي بسيادة روسيا على الأراضي التي استولت عليها، إضافة إلى مطالبة موسكو بتعويضات. كما تُحدد الوثيقة أن خط الجبهة الحالي سيكون نقطة الانطلاق لمفاوضات ترسيم الحدود.
وكان بوتين قد عرض في يونيو الماضي شروطًا مبدئية لإنهاء الحرب، تضمنت تخلّي أوكرانيا عن الانضمام إلى حلف الناتو وانسحاب قواتها من كامل أراضي المناطق الأربع التي ضمتها روسيا.
وتسيطر موسكو حاليًا على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية، بما يعادل نحو 113,100 كيلومتر مربع.