شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة “فكر تاني“، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: السيسي: لا سلام دون دولة فلسطينية رغم اتفاقات التطبيع.. قمة بغداد تختتم بتأكيد دعم فلسطين وإدانة العدوان على غزة.. تصاعد الانتقادات الأوروبية والأمريكية لإسرائيل وواشنطن.. صاروخ حوثي يستنفر إسرائيل ويشلّ مطار بن جوريون.
السيسي: لا سلام دون دولة فلسطينية رغم اتفاقات التطبيع
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن تحقيق السلام في الشرق الأوسط سيظل بعيد المنال ما لم تُقام دولة فلسطينية، معتبرًا أن اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، مهما توسعت، لا يمكن أن تحل محل “حل الدولتين”.

وفي كلمة له خلال القمة العربية التي استضافتها بغداد السبت، شدد السيسي على أن “السلام الدائم والعادل والشامل سيبقى بعيدًا، ما لم تُنشأ الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية”، حتى في حال نجاح إسرائيل في توقيع اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية.
كما دعا الرئيس نظيره الأميركي دونالد ترامب إلى التدخل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تمهيدًا لإطلاق عملية سياسية جادة تقود إلى تسوية نهائية للصراع.
وأوضح أن الولايات المتحدة، بصفتها طرفًا تاريخيًا في دعم عملية السلام، مطالبةً اليوم بأن تلعب دور الوسيط والراعي لتلك العملية، أسوة بدورها في اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل في سبعينيات القرن الماضي.
وانتقد السيسي ما وصفه بـ”الجرائم الممنهجة والممارسات الوحشية” التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحرب الجارية منذ أكثر من عام ونصف تهدف إلى “طمس وإبادة الشعب الفلسطيني، ودفعه إلى التهجير القسري من خلال تدمير القطاع وجعله غير صالح للحياة”.
جاءت هذه التصريحات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بدء مراحل أولى من عملية عسكرية واسعة في غزة تحت اسم “عربات جدعون”، وذلك بالتزامن مع انتهاء زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة، والتي لم تشمل إسرائيل.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن هدف العملية هو “تحقيق أهداف الحرب كافة، بما يشمل إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حركة حماس”.
وتأتي العملية الجديدة في ظل تباينات بين واشنطن وتل أبيب بشأن استمرار الحرب، حيث عبّر ترمب مؤخرًا عن رغبته في إنهاء ما وصفه بـ”الحرب الوحشية” في غزة.
ومن جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 تجاوز 53 ألف شخص.
وكانت الحرب قد اندلعت عقب هجوم مباغت شنّته حماس وفصائل فلسطينية على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وأسر 251 رهينة.
قمة بغداد تختتم بتأكيد دعم فلسطين وإدانة العدوان على غزة
اختتمت، السبت، في العاصمة العراقية بغداد، أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين، وسط تركيز واسع على تطورات القضية الفلسطينية، إلى جانب ملفات سوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان.

وفيما يتعلق بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية، أكد البيان الختامي للقمة على رفض جميع أشكال التهجير والنزوح القسري للشعب الفلسطيني، تحت أي مسمى أو ظرف.
وجدد القادة العرب تمسكهم بـ”مركزية القضية الفلسطينية”، مع دعم كامل لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق تقرير المصير، وقيام الدولة المستقلة، وحق اللاجئين في العودة والتعويض.
ودان البيان “الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية”، بوصفها قوة احتلال، مطالبًا بوقف فوري للعدوان على قطاع غزة، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته الأخلاقية والقانونية في وقف إراقة الدماء وضمان دخول المساعدات الإنسانية.
كما أعلن القادة دعمهم للخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة، والمطالبة بعضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
في الشأن السوري، شدد البيان على احترام خيارات الشعب السوري وسيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا، مع إدانة متكررة للاعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.
ورحب القادة بخطوات رفع العقوبات الأميركية وتخفيف الأوروبية، داعين إلى حوار وطني شامل يضم جميع مكونات الشعب السوري.
وفي الملف اللبناني، دعت القمة إلى الحفاظ على أمن لبنان ووحدته، والالتزام بوقف الأعمال العدائية، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، مع إدانة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
كما عبّر البيان عن القلق إزاء الوضع في السودان، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه ومؤسساته الوطنية، عبر تشكيل حكومة مدنية مستقلة ومنتخبة تحول دون انهيار الدولة.
وفي السياق الليبي، شدد القادة على أهمية الحل السياسي عبر حوار وطني شامل، مع رفض أي تدخل خارجي، والدعوة إلى خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة.
كما حث البيان مجلسي النواب والأعلى للدولة على التوافق السريع بشأن القوانين الانتخابية تمهيدًا لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة.
وأبرز البيان الختامي أهمية الأمن المائي كأحد ركائز الأمن القومي العربي، مع تأكيد دعم مصر والسودان والعراق وسوريا في جهودها للحفاظ على حقوقها المائية.
وفي الملف اليمني، عبّر “إعلان بغداد” عن تأييد المساعي الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل، مجددًا الدعم للمجلس الرئاسي اليمني وجهود الحكومة في تحقيق المصالحة الوطنية.
كما أبدت القمة دعمها للمحادثات بين إيران والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى نتائج إيجابية تعزز الاستقرار الإقليمي.
تصاعد الانتقادات الأوروبية والأمريكية لإسرائيل وواشنطن
تصاعدت حدة الانتقادات الأوروبية والأمريكية ضد الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، في وقت وُصفت فيه الممارسات الإسرائيلية بـ”الإبادة الجماعية”، ووجهت اتهامات مباشرة للولايات المتحدة بالتواطؤ في انتهاك القانون الدولي.

وأعرب رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، عن صدمته من الأوضاع المتدهورة في غزة، قائلاً إن المدنيين يتعرضون لتجويع ممنهج وقصف للمستشفيات، داعيًا إلى وقف فوري للعنف ورفع الحصار الإسرائيلي، ومشددًا على ضرورة ضمان دخول المساعدات الإنسانية من دون عوائق.
ووصف ما يحدث في القطاع بأنه مأساة إنسانية تتعرض خلالها غزة لقوة عسكرية “غير متناسبة”، في انتهاك ممنهج للقانون الدولي.
ومن جانبه، اتهم السيناتور الأميركي كريس فان هولن حكومة بنيامين نتنياهو بتجويع نحو مليوني فلسطيني، محملًا واشنطن مسؤولية التواطؤ في “الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي”. ودعا إلى إدخال المواد الغذائية فورًا، مشيرًا إلى أن الأطفال يموتون بسبب منع الطعام عنهم، رغم وجود شاحنات إغاثة على المعابر.
وتتزامن هذه التصريحات مع حراك دبلوماسي أوروبي متصاعد، إذ أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن بلاده بصدد تقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بوقف الهجمات الإسرائيلية فورًا، مؤكدًا ضرورة “وقف الكارثة الإنسانية في غزة” باستخدام كل الوسائل القانونية المتاحة، وداعيًا إلى التحقيق في الجرائم المرتكبة ودعم حل الدولتين.
وبدوره، طالب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بوقف الهجوم العسكري الإسرائيلي، مشددًا على ألا يدفع المدنيون الفلسطينيون ثمن الحرب، وعلى ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وتحرير الرهائن.
أما الخارجية الألمانية، فعبرت عن “قلق عميق” من توسع العملية البرية في غزة، محذّرةً من أن التصعيد العسكري قد يعرض حياة الرهائن، ومن ضمنهم ألمان، للخطر، ويُفاقم الأزمة الإنسانية ويُقوّض فرص التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، توسيع عملياته تحت اسم “عربات جدعون”، بهدف ما وصفه بـ”احتلال كامل قطاع غزة”، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وقد تزامن هذا التصعيد مع جولة الرئيس الأميركي دونالد ترتمب في المنطقة، والتي استمرت ثلاثة أيام وشملت زيارات إلى الإمارات وإسرائيل، واختتمت بتصريحات وعد فيها الفلسطينيين في غزة بـ”مستقبل أفضل وإنهاء الجوع”.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتكبت القوات الإسرائيلية خلال الأيام الخمسة الماضية أكثر من 40 مجزرة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 378 فلسطينيًا، أي ما يعادل أربعة أضعاف عدد الضحايا خلال الأيام الأربعة السابقة للجولة.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل تنفيذ حملة إبادة جماعية، خلّفت أكثر من 174 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى نحو 11 ألف مفقود، وسط دعم أميركي غير مشروط واستمرار الحصار الكامل على القطاع.
صاروخ حوثي يستنفر إسرائيل ويشلّ مطار بن جوريون
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، اعتراض صاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية باتجاه إسرائيل، في تصعيد لافت يُضاف إلى التوترات الإقليمية المرتبطة بالحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
وأوضح الجيش، في بيان رسمي، أن أنظمة الدفاع الجوي تم تفعيلها بنجاح، ما أسفر عن إسقاط الصاروخ.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسماع دوي انفجارات متتالية وسط البلاد، فيما أُطلقت صفارات الإنذار في مناطق شاسعة تشمل تل أبيب الكبرى، القدس، الوسط، وغرب الضفة الغربية.
وذكر الإسعاف الإسرائيلي أن شخصًا أصيب أثناء فراره إلى الملاجئ في بلدة “بات يام” جنوب تل أبيب، نتيجة حالة الذعر.
وعلى خلفية الهجوم، أعلنت القناة 12 الإسرائيلية تعليق حركة الطيران بمطار بن جوريون، بما يشمل عمليات الإقلاع والهبوط.
وفي السياق ذاته، صرّح نصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية التابعة لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، أن مطار اللد (بن جوريون) وكافة المطارات في فلسطين المحتلة لم تعد آمنة، مؤكدًا أن الجماعة ستفرض حظرًا جويًا على المطارات الإسرائيلية، ردًا على العدوان المتواصل على غزة.
ودعا عامر شركات الطيران العالمية إلى وقف رحلاتها نحو المطارات الإسرائيلية، حفاظًا على سلامة المسافرين، مشيرًا إلى أن عمليات الحوثيين “لن تتوقف بل ستتصاعد” حتى يتوقف القصف الإسرائيلي ويُرفع الحصار عن غزة.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من غارات إسرائيلية استهدفت ميناءين في محافظة الحديدة غرب اليمن، وفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي الذي هدّد أيضًا بتصفية زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.
كما كانت إسرائيل قد شنت في السادس من مايو الماضي غارة جوية على مطار صنعاء، أسفرت عن قتلى وأضرار مادية كبيرة.
يُذكر أن الحوثيين كثّفوا هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة تجاه إسرائيل منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، مؤكدين أن هذه العمليات تأتي دعمًا للشعب الفلسطيني، رغم إعلانهم وقف استهداف السفن الأميركية ضمن تفاهمات إقليمية.
