شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة “فكر تاني“، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: ما قاله السيسي عن المساجد واستثمارها.. توقعات صندوق النقد لنمو اقتصاد مصر.. بيان البنك المركزي بشأن العملات البلاستيكية.. تطورات الإبادة في غزة.. فيديو جديد يفضح الجيش الإسرائيلي في القطاع.
ما قاله السيسي عن المساجد واستثمارها
دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى توسيع دور المساجد ليشمل تقديم خدمات تعليمية، إلى جانب كونها دورًا للعبادة، مشيرًا إلى أهمية استثمار المنشآت الدينية في مواجهة التحديات المجتمعية، خاصة في ظل محدودية عدد المدارس مقارنة بالمساجد المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد.
وقال السيسي، خلال كلمته في حفل تخريج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية المصرية، إن بعض المساجد يمكن أن تتحول إلى مراكز تعليمية تستوعب أبناء المجتمع، مشددًا على ضرورة التفكير بمرونة في هذا المجال بدلًا من الفصل التقليدي بين المساجد والمدارس.
وأكد الرئيس أن استخدام المساجد في التعليم لا يتعارض مع قدسيتها، مستشهدًا بما كانت تقوم به في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حين كانت منابر لخدمة شؤون الدين والدنيا معًا. كما أشار إلى أن أوقات استخدام المساجد محدودة حاليًا، ما يفتح المجال أمام توظيفها في أغراض أخرى تخدم المجتمع، متسائلًا: “لماذا لا نستفيد من هذه المنشآت التي تُستخدم ربع ساعة في كل صلاة فقط؟”.
وفي السياق ذاته، شدد السيسي على أهمية تطوير الخطاب الديني والارتقاء بمستوى الأداء الدعوي للأئمة، داعيًا إلى تحسين أدوات التواصل بينهم وبين المجتمع لمواجهة الفكر المتطرف وتعزيز الوعي بالتحديات الفكرية المعاصرة. وأعلن عن توجيهه بإعداد برنامج تدريبي متكامل لصقل مهارات الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا، مشيرًا إلى أن الدورة الأخيرة شملت تدريبات على يد خبراء في علم النفس والاجتماع والإعلام.
وتطرق السيسي أيضًا إلى التغيرات الثقافية واللغوية التي يشهدها المجتمع، خصوصًا بين الشباب، داعيًا إلى الحفاظ على اللغة العربية كلغة للقرآن الكريم، دون أن يتعارض ذلك مع تعلم اللغات الأجنبية. واعتبر أن مواجهة هذه التحولات لا تكون بالرفض، بل بالتفكير العملي في حلول توازن بين الأصالة ومقتضيات التطور.
وفي ختام كلمته، دعا الرئيس إلى التمسك بالثوابت الدينية مع الانفتاح على العالم، معربًا عن أمله في أن تثمر جهود الأئمة والمؤسسات الدينية في تعزيز قيم الخير والإنسانية.
توقعات صندوق النقد لنمو اقتصاد مصر
رفع صندوق النقد الدولي تقديراته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لمصر في عام 2025 إلى 3.7%، ارتفاعًا من 3.6% في توقعاته السابقة الصادرة في يناير، وذلك وفق قاعدة بيانات “آفاق الاقتصاد العالمي – أبريل 2025”. كما رفع توقعاته لعام 2026 إلى 4.3% بدلًا من 4.1%، متوقعًا أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي في الأعوام التالية ليبلغ 4.8% في 2027، و5.1% في 2028، و5.2% في 2029، و5.5% بحلول 2030.

لم يُفصح التقرير عن أسباب هذا التعديل الإيجابي في توقعات النمو لمصر. وكانت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، رانيا المشاط، توقعت في تصريحات سابقة هذا الشهر، أن ينمو الاقتصاد المصري بنسبة 4% خلال السنة المالية الحالية التي تنتهي في 30 يونيو، على أن يرتفع النمو إلى 4.5% في العام المالي المقبل.
وسجّل الاقتصاد المصري خلال الربع الثاني من العام المالي الحالي نموًا بنسبة 4.3%، وهي أسرع وتيرة فصلية منذ أكثر من عامين، مدفوعًا بانتعاش قطاعي الصناعات التحويلية والسياحة.
يأتي ذلك على الرغم من التراجع الحاد في إيرادات قناة السويس، المتأثرة بالتوترات التجارية والأمنية في البحر الأحمر. وبحسب بيان صادر عن وزارة المالية، قدّرت الحكومة المصرية خسائر قناة السويس بنحو 110 مليارات جنيه (ما يعادل 2.15 مليار دولار) خلال الأشهر التسعة المنتهية في مارس 2025.
ويُنتظر أن يستفيد الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة من تراجع أسعار النفط عالميًا، حيث يُتداول حاليًا عند نحو 67 دولارًا للبرميل، ما يُخفف من أعباء فاتورة استيراد الطاقة على الاقتصاد المحلي.
ورغم التوقعات الإيجابية، لا تزال التحديات المالية قائمة، حيث بلغ الدين العام في مصر نسبة 90.9% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية يونيو 2024، وفق تقرير مشاورات المادة الرابعة بين الحكومة المصرية وصندوق النقد. كما توقع الصندوق أن يرتفع متوسط الدين العام في الاقتصادات الناشئة والنامية من 70% حاليًا إلى 83% بحلول عام 2030.
بيان البنك المركزي بشأن العملات البلاستيكية
نفى البنك المركزي، في بيان رسمي صدر الثلاثاء، صحة الأنباء المتداولة عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي بشأن وقف طباعة أو التعامل بالعملات البلاستيكية من فئتي 10 و20 جنيهًا، مؤكدًا أن هذه الأنباء عارية من الصحة تمامًا.

وأوضح البنك أن الصورة المتداولة لورقة نقدية من فئة العشرة جنيهات بتاريخ طباعة حديث لا تعني بأي حال وقف إصدار العملات المصنوعة من مادة البوليمر، مشددًا على أن كلا الشكلين، الورقي والبلاستيكي، يتم تداولهما جنبًا إلى جنب ضمن النظام النقدي المعتمد دون أي تغيير في السياسات المتبعة.
وأكد البيان أن جميع العملات الورقية والبلاستيكية المتداولة في الأسواق حالياً صالحة قانونًا وتحمل القيمة الاسمية نفسها، موضحًا أن إصدار العملات البلاستيكية يهدف إلى رفع جودة النقد المحلي، وإطالة عمره الافتراضي، بما يتماشى مع المعايير العالمية والتطورات التقنية في مجال صناعة النقد.
ودعا البنك المواطنين إلى تجنب الانجرار وراء الشائعات، والتثبت من المعلومات عبر القنوات الرسمية، معتبرًا البيانات الصادرة عنه المرجع الموثوق فيما يخص السياسات المالية والنقدية.
تطورات الإبادة في غزة
في اليوم السابع والثلاثين من استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتفع عدد الشهداء إلى 24 فلسطينيًا جرّاء غارات جوية استهدفت مناطق عدة، بينها مدينة غزة وشمال القطاع، بحسب ما أفادت به مصادر طبية لقناة الجزيرة.

وأوضحت المصادر أن غالبية الضحايا سقطوا جراء قصف منازل في حي التفاح، حيث لا تزال طواقم الدفاع المدني غير قادرة على الوصول إلى المحاصرين تحت الأنقاض، في ظل غياب التنسيق مع الجانب الإسرائيلي، ما دفع إلى مناشدة الصليب الأحمر لتكثيف جهوده.
سياسيًا، يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) اجتماعًا لبحث مستقبل العملية العسكرية. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الاجتماع يعكس انقسامًا داخل الحكومة؛ إذ يطالب وزراء من اليمين المتطرف بالتصعيد العنيف، بينما تدعو أطراف أخرى إلى منح فرصة جديدة للمفاوضات، خاصة فيما يتعلق بملف الرهائن.
وفي تطور لافت، صرحت والدة الأسير متان تسانغاوكر بأن ابنها قد يلقى حتفه في الأسر بسبب تدهور وضعه الصحي، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يتجه نحو “صفقة جزئية” لا تشمل جميع الرهائن، وهو ما اعتبرته “انتقامًا منها” نتيجة انتقادها لسياسته.
في الضفة الغربية، شهدت مخيمات طولكرم ونور شمس تدمير أكثر من 2800 منزل، وفق ما أعلنته اللجنة الإعلامية المحلية، وسط استمرار القيود العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك نصب بوابات حديدية على مداخل بعض المخيمات.
من جهة أخرى، صرّحت وزارة الصحة بغزة أن قصفًا استهدف مستشفى الدرة للأطفال، ما ألحق أضرارًا كبيرة بمنظومة العناية المركزة والطاقة البديلة، معتبرة الهجوم “جريمة ممنهجة” ضد الأطفال وحرمانًا متعمّدًا من الحق في الحياة، وسط دعوات متكررة لتوفير حماية دولية للمؤسسات الطبية.
الهلال الأحمر الفلسطيني اتهم الاحتلال بارتكاب “جريمة حرب”، بعد مقتل عدد من مسعفيه في رفح، وقال إن الجيش الإسرائيلي رفض محاولات سحب الجرحى وأقدم على دفنهم في قبر جماعي، مطالبًا بتحقيق دولي عاجل.
أما على الصعيد العسكري، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المؤسسة العسكرية ستنشر قريبًا نتائج تحقيقاتها بشأن أحداث 7 أكتوبر في كيبوتس “العين الثالثة”، وسط أنباء عن “فشل استخباري وأمني” في حماية المنطقة.
وفي موازاة ذلك، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم أن مصلحة السجون بدأت تعليق صور دمار غزة داخل الزنازين، في محاولة لـ”تحطيم الروح المعنوية” للأسرى الفلسطينيين، وإضعاف شعورهم بالتضامن والبطولة.
وفي دلالة على التوتر السياسي الداخلي، انتقد أحد الوزراء تصرفات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في جلسة الكابينت الأخيرة، واصفًا إياها بـ”الصبيانية”، في ظل تسريبات عن استخدامه الجلسات الحكومية لتحقيق مكاسب انتخابية.
رئيس الموساد السابق، أفرايم هليفي، حذّر من أن استمرار المعارك يقلّص فرص نجاح أي مفاوضات جادة مع حماس، مشيرًا إلى خلل في إدارة ملف الرهائن من قبل الحكومة الإسرائيلية الحالية.
فيديو جديد يفضح الجيش الإسرائيلي في القطاع
انتشر على نطاق واسع مقطع فيديو يُظهر لحظات اشتباك مباشر من مسافة صفر بين مقاومين فلسطينيين وقوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، داخل إحدى البنايات في قطاع غزة، في مشهد نادر تم توثيقه بكاميرا مثبتة على خوذة جندي إسرائيلي، نشرته القناة 12 الإسرائيلية.
الفيديو، الذي أثار تفاعلاً كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، يُظهر لحظة تعرض القوة الإسرائيلية لكمين مفاجئ بإلقاء قنبلة يدوية، تلاها اشتباك وجهًا لوجه داخل المبنى، أسفر عن إصابة عدد من الجنود.
ويظهر المقطع حالة من الفوضى والرعب في صفوف القوة المهاجَمة، وسط صرخات استغاثة ومحاولات للاختباء والانسحاب.
المشهد حظي بتفاعل عربي واسع، حيث اعتبره متابعون على منصات التواصل دليلًا على شجاعة وثبات المقاتلين الفلسطينيين في وجه جيش وصفوه بـ”المتفوق تقنيًا لكنه المرتبك ميدانيًا”.
وقد تساءل عدد من المعلقين عن سبب نشر الاحتلال لهذا المقطع رغم ما يحتويه من مشاهد صادمة، تُظهر تراجع الجنود وبكاء بعضهم، ما اعتبروه مؤشرًا على اهتزاز صورة “الجيش الذي لا يُهزم” في الوعي الإسرائيلي والدولي على حد سواء.