مبادرات جديدة على أعتاب عام الانتخابات البرلمانية

مع مطلع العام، ظهرت مبادرات انتخابية جديدة، بأهداف متنوعة، منها: تدشين تحالف انتخابي، وتحفيز المشاركة في الانتخابات، وكسب مزيد من القطاعات الجماهيرية، فيما حذر سياسيون في حديثهم لـ"فكر تاني" من أي مبادرة تحاول استغلال الناخبين مبكرًا عبر استخدام المال السياسي.

ويتوقع أن تجرى انتخابات مجلس الشيوخ في صيف هذا العام، فيما يختار المواطنون نوابهم في مجلس النواب "الغرفة التشريعية الأولى" في أواخر العام.

مبادرة جديدة لتدشين تحالف انتخابي

ودشنت مجموعة "دوائر للحلول والسياسات" مبادرة تحت عنوان "نحو مشاركة فعالة للقوى المدنية الديمقراطية في الانتخابات التشريعية القادمة.. مشروع خارطة طريق لتحالف انتخابي للقوى المدنية الديمقراطية".

ويُوضح مصطفى الحجري، عضو المكتب التنفيذي لمجموعة "دوائر للحلول والسياسات"، في حديثه لـ"فكر تاني" أن المبادرة تقوم على 5 أهداف واقعية، وليست "أفلاطونية"، كما يقول، إضافة إلى المتفق عليه من الأهداف والمكاسب السياسية من المشاركة في الانتخابات، وهي:

مصطفى الحجري - صورة من المصدر
مصطفى الحجري - صورة من المصدر

فرصة لإعادة الثقة مع الشعب من خلال تقديم مرشحين وبرامج تعبر عن قضاياه.

إبراز دور المعارضة كطرف فاعل في المشهد السياسي.

فتح مساحات للحوار مع باقي الأطراف السياسية والمجتمع المدني.

إعداد كوادر جديدة وتدريبها على العمل العام والمسؤوليات اللازمة.

تجديد الدماء وتقوية البنية الحزبية للقوى السياسية، وإثراء هياكلها التنظيمية.

ويضيف الحجري أن المبادرة تستهدف تنفيذ مشروع تحالف انتخابي للقوى المدنية للانتخابات التشريعية القادمة يجمع غالبية هذه القوى، على أن يتبنى مشروعًا سياسيًا وقانون انتخابات وأجندة تشريعية موحدة، ويحقق مشاركة فعّالة في الانتخابات القادمة مع ضمان تمثيل شعبي واسع ونجاح ملموس.

ويركز التحالف الانتخابي المقترح، بحسب الحجري، على عدد من القضايا الأساسية وهي: "الحريات، العدالة الاجتماعية، تحسين الخدمات، الإصلاح السياسي"، بجانب توسيع نطاق التحالفات عبر التواصل مع الأحزاب الصغيرة والمجموعات المستقلة، والتنسيق مع الشخصيات المؤثرة، ودعوة الشخصيات العامة، والأكاديميين، والنشطاء للانضمام ودعم المشروع ميدانيًا، بعيدًا عن العالم الافتراضي، فضلاً عن التعاون مع المجموعات الشبابية والمدنية والحركات التي تعبّر عن اهتمامات الشباب، والمرأة، والأقليات، مما يعزز من شمولية التحالف.

كما يركز التحالف على ضرورة صياغة خطاب سياسي واقتصادي موحد يبرز رؤيته ومواقفه وحلوله البديلة، وتحديد أجندة تشريعية واضحة، وذلك عبر صياغة برنامج سياسي مشترك يركز على أهم القضايا اليومية التي تهم المواطن المصري مثل تحسين الاقتصاد وتطوير الخدمات العامة والتعليم والصحة، واختيار المرشحين بعناية.

ويشدد الحجري على أن المبادرة سيكون لها مرشحون، سيتم الإعلان عنهم الفترة المقبلة، موضحًا أهمية تضافر الجهود لإنجاح مثل هذه المبادرات، للتعبير عن صوت الجماهير وهمومهم، وصنع حالة سياسية جديدة تقدم بديلًا واضحًا عاقلًا متوازنًا يمتلك خيارات قابلة للتنفيذ بشكل واضح.

مستقبل المبادرة

"محاولة شابة، تأتي بالتزامن مع تحركات عملاقة أخرى في السوق السياسي، حاولنا معها توفير أبسط أنواع الدعم لها، وهو التواصل والسماع لها كوننا نحاول أن نكون أقرب إلى الشباب"، هكذا يعلق النائب أحمد القناوي، أمين حزب العدل، وعضو مجلس الشيوخ في حديثه لـ"فكر تاني"، على مقابلة المكتب السياسي لحزب العدل لمجموعة دوائر لمناقشة فكرة التحالف الانتخابي الخاص بهم.

أحمد القناوي
أحمد القناوي

ويضيف أن تأثير مثل هذه المبادرات الشابة بجوار مبادرات التحالفات الكبرى الراهنة مثار النقاشات بين الأحزاب، يتواجد في نطاق ضيق، في ظل وجود كيانات كبيرة تستثمر في فكرة التحالفات وتسعى لإنجازها خلال الفترة المقبلة، بما يجعل مثل مبادرة "دوائر" جزءًا من تحالف أكبر، وليس تحالفًا ينضوي تحته أحد.

ويرى القناوي أن مثل هذه المشاريع السياسية مصيرها إلى الاندماج مع أقرب الكيانات السياسية القريبة لها في الفكر، أو الانتهاء، في ظل صعوبة صناعة كيان سياسي في هذه الأوقات، وعدم السماح بوجود جماعات ضغط، بجانب صعوبات التمويل في ظل التضخم الاقتصادي الراهن.

وفي مطلع يناير، التقت المبادرة مع المكتب السياسي لحزب العدل، برئاسة النائب أحمد القناوي، أمين عام الحزب، وحسام حسن أمين التنظيم وقيادات بالحزب.

وحول ما دار بالاجتماع، يوضح عبد الغني الحايس، القيادي بحزب العدل، لـ"فكر تاني" أنه كان في إطار استمرار التشاور حول النظام الانتخابي الأمثل وسماع رؤيتهم وتطلعاتهم للمرحلة المقبلة، التي تم عرضها على بعض أعضاء المكتب السياسي في حزب العدل، موضحًا أنه تم الاتفاق على استمرار التواصل حتى تتضح الصورة كاملة ويتم الإعلان من الدولة عن النظام الانتخابي الذي ستكون عليه الانتخابات القادمة.

ويضيف الحايس أنه تم التوافق على ضرورة التنسيق على المقاعد الفردية خلال الانتخابات المقبلة، لضمان أن نخرج بأفضل صورة واستمرار التواصل بالقوى الديمقراطية لتوسيع دائرة المشاركة لبناء تحالف قوي من أجل الانتخابات.

اعضاء المبادرة مع قيادات حزب العدل - فيس بوك دوائر
اعضاء المبادرة مع قيادات حزب العدل - فيس بوك دوائر

وشهدت الأيام الأخيرة اجتماعات مماثلة للمجموعة مع أحزاب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ومصر الحرية، وحزب الجبهة الديمقراطية المصرية "تحت التأسيس".

كما التقت المجموعة الكاتب الصحفي خالد داود، رئيس حزب الدستور الأسبق، القيادي بالحزب المصري الديمقراطي والحركة المدنية الديمقراطية، وتم الاتفاق على أهمية المشاركة في الانتخابات المقبلة، والتنسيق المشترك فيما يستجد.

مبادرة "صوتك يفرق"

وفي 11 ينايرالجاري، أعلن حزب المؤتمر، عن مبادرة "صوتك يفرق" لتشجيع المشاركة الانتخابية.

وطالب الحزب، بحسب بيان، بتحديث قاعة بيانات الناخبين وإتاحتها للأحزاب للحصول على نسخة منها قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة.

ودعا الحزب إلى إصدار قانون بحق التصويت الإلكتروني في الدوائر الانتخابات بما لا يخل بالعملية الانتخابية.

ويقول مجدي مرشد نائب رئيس الحزب ورئيس المكتب التنفيذى، لـ"فكر تاني"، أن المبادرة تمهيد داخلي، لتنشيط العمل الحزبي والتواصل الجماهيري بهدف رفع الوعي بأهمية المشاركة الانتخابية، ضمن أنشطة أخرى للحزب ضمت ورش عمل وتجهيزات للانتخابات.

ويرى أن هذه المبادرة، هي بداية مهمة مطلع كل استحقاق انتخابي، ومحل اتفاق جميع الأحزاب، متوقعًا أن المبادرة قد تتكرر في أحزاب أخرى خلال الفترة المقبلة.

جزء من ورشة عمل انتخابية بحزب المؤتمر أوصت بتدشين مبادرة صوتك يفرق للمشاركة الانتخابية - فيس بوك الحزب
جزء من ورشة عمل انتخابية بحزب المؤتمر أوصت بتدشين مبادرة صوتك يفرق للمشاركة الانتخابية - فيس بوك الحزب

مبادرات لجذب الناخبين

كما أطلقت عدد من الأحزاب، مبادرات مرتبطة بالانتخابات، تحت شعارات خدمة المواطنين ورفع المعاناة عنهم لجذب قطاع من الناخبين.

ففي حزب الإصلاح والنهضة، أطلقت أمانة الجيزة مبادرة "ولاد البلد" لتقديم خدمات للمواطنين بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، تضم مجموعة من الفعاليات والأنشطة الخدمية في 6 مجالات حيوية وهي الصحة والسكان، والتعليم، والمحليات، والشباب، والبيئة، والتضامن الاجتماعي، وذلك بالتعاون مع بعض مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتقديم أقصى استفادة ممكنة للمواطن.

مجموعة عمل مبادرة ولاد البلد- فيس بوك الاصلاح والنهضة
مجموعة عمل مبادرة ولاد البلد- فيس بوك الاصلاح والنهضة

وفي 12 يناير، أعلن حزب "مستقبل وطن" عن تجهيز مبادرة سداد ديون المزارعين، في محاولة لكسب قطاع الفلاحين في فترة الاستعداد للانتخابات.

وأوضحت أمانة الزراعة والفلاحين المركزية بالحزب، أن المبادرة تأتي في إطار استمرار فعاليات الحزب خلال الفترة المقبلة لخدمة المواطنين.

ووفق بيان، أكد النائب أحمد عبدالجواد، نائب رئيس الحزب والأمين العام، سرعة الاستجابة لتنفيذ المبادرة، مشددًا على ضرورة الدور الخدمي والمجتمعي للحزب في الفترة المقبلة، فيما كشف النائب خالد شلبي، أمين التنظيم المركزي، أن المستفيدين من هذه المبادرة حوالي 6 آلاف مزارع على مستوى الجمهورية.

حمدي قشطة متحدثا في اجتماع حزب الدستور - فيس بوك
حمدي قشطة متحدثا في اجتماع حزب الدستور - فيس بوك

في المقابل، يصف حمدي قشطة، رئيس وحدة العمل الجبهوي بحزب الدستور، في حديثه لـ"فكر تاني"، مبادرة "مستقبل وطن" بأنها "جزء من استغلال حالة الفقر والإفقار الممنهج المستمر في البلد لصالح حصد أصوات انتخابية".

ويقول قشطة: "لا جديد في تفكير أحزاب الموالاة، وبخاصة "مستقبل وطن". كانوا في وقت سابق يوزعون الكراتين قبل الانتخابات وأثنائها لشراء أصوات الناس، واليوم يطلقون المبادرات لحصد أصواتهم، وهذا استغلال مرفوض".

لكن رئيس وحدة العمل الجبهوي بحزب الدستور، يعتبر المبادرات التنموية التي أطلقها حزب مثل الإصلاح والنهضة، جزءًا من استثمار الأحزاب الصغيرة في القواعد الجماهيرية، خاصة أنه لا يترتب عليها فارق كبير في الحملة الانتخابية.

رفض "مبادرات الاستغلال"

من جانبها، تثمن كريمة الحفناوي، القيادية في الحزب الاشتراكي والجبهة الوطنية لنساء مصر، أي مبادرة تسعى لإيجاد حلول انتخابية بديلة مع بداية عام الانتخابات، وتحفيز المشاركة فيها. لكنها تستنكر بشدة مبادرات أحزاب الموالاة التي تقول إنها تسعى لاستغلال حاجة الناس، معتبرة إياها "رشاوي انتخابية"، بحسب وصفها، قبيل كل انتخابات.

كريمة الحفناوي
كريمة الحفناوي

وتضيف في حديثها لـ"فكر تاني" أن غياب المجالس المحلية يدفع الأحزاب والمرشحين المحتملين لمجلس الشيوخ والنواب إلى التفكير كأعضاء في المجالس المحلية، عبر التفكير في خدمات للمواطنين، رغم أن دورهم هو التشريع والرقابة.

وتنتقد الحفناوي قيام أحزاب الموالاة باستخدام المال السياسي في الانتخابات، تحت وطأة الفقر وغياب أدوار الدولة المحلية، بهدف شراء الأصوات الانتخابية وتصويت الفقراء لمرشحيهم.

وتؤكد القيادية في الحزب الاشتراكي والجبهة الوطنية لنساء مصر أن تحرك الشباب والأحزاب في مبادرات إيجابية لمواجهة مساعي فساد العملية الانتخابية وتحفيز المشاركة الإيجابية النظيفة فيها هو أمر محمود يجب مساندته.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة