إسرائيل وإيران.. ماذا لو اندلعت الحرب؟

رغم التحركات الدولية والإقليمية المكثفة للحيلولة دون تفاقم الصراع في الشرق الأوسط إلى مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران، لا تزال المؤشرات قوية على أن ما يخشاه الجميع، قادم لا محالة.

فاندلاع الحرب هو كرة الآن في ملعب إسرائيل، يتم دفعها بقوة أحزاب اليمين المتطرف واتفاق اليسار الإسرائيلي في اتجاه تسديدها على الجانب الآخر؛ طهران، التي تبدو أيضًا مهيأة داخليًا للأمر، حد التوعد برد قالت إنه سيكون أقوى من هجمات أكتوبر إذا ما فكرت تل أبيب في مهاجمة منشآتها النفطية أو النووية.

والسؤال الآن.. ماذا لو اندلعت الحرب فعلًا؟

إسرائيل وإيران.. التسليح والقدرات الجوية

يحتل الجيش الإيراني المرتبة 14 عالميًا في "فهرس القوة النارية العالمي لعام 2024"، يليه الجيش الإسرائيلي في المرتبة 17.

يُظهر الفهرس مقارنة مباشرة بين قدرات القوات المسلحة للبلدين، حيث تتفوق إيران من حيث عدد القوات البشرية والمعدات الأرضية، بينما تبقى إسرائيل صاحبة اليد العليا في المجال الجوي.

ويبلغ عدد جنود الجيش الإيراني 575 ألف جندي عامل، إضافة إلى 350 ألف جندي احتياطي، و90 ألف فرد من القوات شبه العسكرية.

كما تمتلك إيران 4071 دبابة، و69,685 مركبة عسكرية، و580 مدفعًا ذاتي الحركة، و2050 مدفعًا مقطورًا، و1085 راجمة صواريخ.

ومن جهة أخرى، يصل عدد جنود الجيش الإسرائيلي إلى 646 ألف جندي، بينهم 173 ألف جندي عامل، و465 ألف جندي احتياطي، و8 آلاف فرد من القوات شبه العسكرية.

وتضم القوات البرية الإسرائيلية 2200 دبابة، و56,290 مركبة عسكرية، و650 مدفعًا ذاتي الحركة، و300 مدفع مقطور، و300 راجمة صواريخ.

إيران تتفوق عدديًا بينما تتفوق إسرائيل جويًا (الصورة - آخرون)
إيران تتفوق عدديًا بينما تتفوق إسرائيل جويًا (الصورة - آخرون)

تمتلك إسرائيل 241 طائرة مقاتلة، مقارنة بـ 181 طائرة مماثلة لإيران. وبشكل عام، يبلغ عدد الطائرات الإسرائيلية 612 طائرة، مقابل 551 طائرة لإيران.

يقول فابيان هينتس خبير الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، في مقابلة مع "DW"، إن الطائرات تلعب دورًا حاسمًا في التفوق العسكري الإسرائيلي، مستفيدة من معاناة إيران من أسطول جوي، قديم نتيجة العقوبات التي منعتها من تحديثه.

وعلى الرغم من أن طهران تمكنت من شراء طائرات في التسعينيات، وتسعى حاليًا لاقتناء المزيد من روسيا، إلا أنها لا تزال غير قادرة على مجاراة سلاح الجو الإسرائيلي في هذا الشق العسكري.

ورغم أن إيران اتجهت مؤخرًا إلى تطوير مخزونها من الصواريخ والطائرات من دون طيار، إلا أن فعالية هذه الأنظمة في مواجهة هجمات جوية إسرائيلية تظل محل شك، وفق "هينتس"، الذي يشير إلى أن طهران تفتقر إلى درع دفاعي موثوق به، ما يجعل من الصعب التصدي لأي هجوم إسرائيلي محتمل.

اقرأ أيضًا: أي رد ومتى؟.. إيران وإسرائيل والحرب القادمة

إيران وإسرائيل.. الحرب بعيدة المدى

في تقرير نشرته هذا الشهر، ذكرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أنه إذا ما وضعنا في الاعتبار حقيقة أن القوة الجوية والصواريخ بعيدة المدى ستكون هي الأدوات الرئيسية في الحرب الوشيكة بين تل أبيب وطهران، نظرًا لبعد المسافة بين الدولتين، فإن على إسرائيل أن تقلق من قدرات إيران الصاروخية.

في عام 2022، قدر الجنرال كينيث مكينزي، قائد مشاة البحرية الأمريكية، أن إيران وفيلق الحرس الثوري الإسلامي يمتلكان أكثر من 3,000 صاروخ باليستي، بما في ذلك الأنواع القصيرة والمتوسطة المدى القادرة على الوصول إلى أهداف تبعد حتى 1,300 ميل.

كما تعمل طهران على تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات لتعزيز قدراتها الضاربة.

وبالإضافة إلى الصواريخ الباليستية، تمتلك إيران الآلاف من الصواريخ الكروز مثل "مشكات" و"سومار"، التي على الرغم من مدى نطاقها الأقصر، إلا أنها تشكل خطرًا بسبب مساراتها المنخفضة التي تتجنب الكشف بالرادار. وعلاوة على ذلك، تنشر إيران الآلاف من الطائرات المسيرة الانتحارية، التي يمكن أن تغمر الدفاعات الجوية المعادية.

ومن هذا المنطلق، فإن ترسانة إيران القوية من الصواريخ قادرة على التسبب في أضرار كبيرة رغم قوة الدفاعات الجوية الإسرائيلية والدعم من الحلفاء مثل الولايات المتحدة.

بنك الأهداف الإيراني في إسرائيل

يوم الأحد الماضي، أفاد مصدر مطلع في القوات المسلحة الإيرانية بأن خطة الرد على أي تحرك محتمل من قبل إسرائيل جاهزة بالكامل. وأكد المصدر لوكالة تسنيم للأنباء أنه في حال تحركت إسرائيل، لن يكون هناك شك في تنفيذ الضربة المضادة الإيرانية.

وأشار المصدر إلى أن الخطة الإيرانية تشمل عدة أنواع من الضربات المضادة المحددة، حيث سيتم اتخاذ قرار فوري بشأن تنفيذ واحدة أو أكثر منها وفقًا لنوع العمل الذي سيقوم به الصهاينة.

وأكد المصدر أن بنك أهداف إيران يضم مجموعة واسعة من الأهداف داخل إسرائيل، مستشهدًا بعملية "الوعد الصادق 2" التي أثبتت قدرة إيران على تدمير أي نقطة تختارها وتسويتها بالأرض.

اقرأ أيضًا: منطقة آيلة للحرب.. إسرائيل تُصعد وإيران تنتظر وواشنطن تستعد وتضغط

مفاعل ديمونا (وكالات)
مفاعل ديمونا (وكالات)

وفيما يلي قائمة ببعض المراكز التي ستستهدفها إيران في حال هجوم إسرائيلي:

  • شركة رافائيل: تُعتبر منشآت شركة رافائيل، التي يقع مقرها في مدينة حيفا الساحلية، الموقع الرئيسي لتجميع الأسلحة النووية للنظام.
  • حقل نفط كاريش: إن تدمير منشآت نفط كاريش، وضمان عدم إعادة إعمارها من قبل جماعات المقاومة، يمكن أن يُعطل بشكل خطير خطط النظام على المدى الطويل.
  • ديمونة: يُعد مفاعل ديمونة النووي الموقع الوحيد لإنتاج البلوتونيوم في الأراضي المحتلة. وإذا تم تدمير هذا المفاعل، ستواجه جميع المستوطنات الصهيونية في وسط وجنوب إسرائيل أزمة حقيقية.
  • ميناء عسقلان: تم تطوير هذا الميناء لتخفيف الضغط على ميناء حيفا، وهناك خطط تتعلق بنقل نفط الخليج العربي من خلاله. يحتوي الميناء على العديد من خزانات النفط.
  • تيروش: تُخزن جزء من الأسلحة النووية الاستراتيجية للصهاينة في منشآت تيروش. إن تدمير هذا المركز، بالإضافة إلى تدمير الأدوات الأساسية للنظام، قد يُشكل مخاطر كبيرة على الصهاينة.
  • قاعدة سدوت ميخا: تُستخدم قاعدة سدوت ميخا كمكان لتخزين صواريخ أريحا الباليستية المجهزة برؤوس نووية.
  • UDEFT: تُشير بعض المعلومات إلى أن منشأة UDEFT تُستخدم لتجميع الأسلحة النووية.
  • تل أبيب: تُعتبر تل أبيب أكبر نقطة تجمع للسكان الصهاينة والعاصمة الاقتصادية للنظام. إن الهجوم على المرافق الاقتصادية قد يُحدث ضغطًا اجتماعيًا وأمنيًا كبيرًا على الصهاينة.
  • إيلابون: تُستخدم منشأة إيلابون للاحتفاظ بالأسلحة النووية التكتيكية، والتي تتمتع بقوة تفجيرية أقل من الأسلحة النووية الاستراتيجية.
  • ميناء حيفا: يُعد ميناء حيفا الأكبر في النظام ومقر العديد من شركات التكنولوجيا. كما يضم المقر الرئيسي لشركة رافائيل، التي تُصنّع مجموعة واسعة من الأسلحة وتحقق مليارات الدولارات من عائدات التصدير. بالإضافة إلى ذلك، تستضيف المدينة أكبر مصفاة للنفط في الأراضي المحتلة.

الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران

نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن إسرائيل سترد على الهجوم الإيراني، لكنها لن تتبنى أسلوبًا يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة معها. وأشارت الإدارة الأميركية إلى عدم معارضتها لرد إسرائيل على الهجوم الإيراني، لكنها تأمل أن يكون هذا الرد مدروسًا.

وأكد وزير الدفاع الأميركي أن نظيره الإسرائيلي أبلغه، يوم الأحد، بأن تل أبيب لم تتخذ بعد قرارًا بشأن توقيت ونطاق ردها على طهران.

وفي سياق متصل، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز إن إيران قد تحتاج إلى أسبوع لإنتاج قنبلة نووية، مؤكدًا أن "إيران أصبحت أقرب بكثير لإنتاج قنبلة نووية والمخاطر تتصاعد". وأوضح بيرنز في تصريحاته لقناة إن بي سي أن "الوضع في الشرق الأوسط قد يتصاعد رغم أن إيران وإسرائيل لا ترغبان في صراع شامل".

كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل قد تستهدف في ردها على إيران قواعد عسكرية ومواقع استخبارات وقيادة. وأضاف المسؤولون أن قدرات إسرائيل لا تزال محدودة فيما يتعلق بضرب البرنامج النووي الإيراني.

من جهته، أعلن البيت الأبيض أنه "يواصل إجراء مناقشات مع إسرائيل بشأن ردها على الهجوم الإيراني"، بينما أفادت مصادر أميركية بأن إسرائيل تعمل على تضييق خياراتها ووضع اللمسات النهائية عليها خلال يومي الاثنين والثلاثاء.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة