وسط ترقب للنتائج، التقى عدد من قيادات مجلس أمناء الحركة، في جلسة حوارية مساء أمس الأربعاء، بعدد من الشباب ورموز جيل الوسط في الأحزاب السياسية ونشطاء التيار المدني المستقلين، بمقر حزب المحافظين، في خطوة اعتبرها قيادات بالحركة “مهمة” ويمكن البناء عليها” وفق حديثهم لـ”فكر تاني”.
ووجهت الحركة المدنية الدعوة وفق بيان رسمي مطلع الشهر الجاري، لعقد عدد من الجلسات الحوارية، مع شباب التيار المدني ورموز يناير وشباب الأحزاب فى المحافظات.
أدار الجلسة أكرم إسماعيل عضو مجلس الأمناء والقيادي بحزب العيش والحرية “تحت التأسيس” ومسئول ملف الشباب بالحركة ، فيما شارك فيها من مجلس أمناء الحركة حمدين صباحي المرشح الرئاسي الأسبق، ومحمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، وجميلة إسماعيل رئيسة حزب الدستور، وصلاح عدلي رئيس حزب الشيوعي المصري، وطلعت خليل المنسق العام للحركة.
كما شارك في جلسة الحوار، كلا من: إلهام عيدراوس وكيل مؤسسي حزب العيش والحرية “تحت التأسيس”، ووليد العماري المتحدث باسم الحركة المدنية وحزب الدستور، والصحفية شيماء حمدي من حزب العيش والحرية تحت التأسيس، وحمدي قشطة عضو حزب الدستور، والباحث الأكاديمي أحمد كامل البحيري، والكاتب الصحفي محمد صلاح، والناشط السياسي أحمد عيد، والكاتبة الصحفية إسراء عبد الفتاح، وداليا فكري أمينة المرأة بحزب المحافظين، وآخرين.
إطار تشاوري
من جانبه، يوضح السياسي أكرم إسماعيل عضو مجلس الأمناء ومسؤول الملف الشبابي بالحركة لـ”فكر تاني” أن الجلسة جزء من التشاور التي تسعى إليه الحركة مع الدوائر القريبة منها، والمعبرة عنها من أجيال مختلفة، حتى تتعامل مع الاشكاليات المطروحة من قبل هذه الدوائر، وبخاصة في تمثيل الأجيال الجديدة من الشباب وجيل الوسط والمرأة، ومسارات تطور الحركة، وخطابها وموقعها ورؤيتهم لها.
ويضيف إسماعيل، أن الجلسة استهدفت سماع ممثلين من الطيف الديمقراطي الواسع في إطار التحضير المستمر للانتخابات البرلمانية، ومناقشة سبل خوض معركة الانتخابات، والضغط من أجل توفير بيئة تشريعية وسياسية وأمنية تتوافق مع الدستور والقانون والظروف الحرجة التي يحياها الوطن.
ويصف عضو مجلس أمناء الحركة جلسة التشاور بأنها محطة مهمة، يبنى عليها في إطار الاستعداد للمحطة الأهم التي تستهدف المشاركة في الانتخابات البرلمانية بلافتة القوى المدنية الديمقراطية، وتقديم بديل وأمل للشعب المصري، مؤكدًا أن حرص الحركة على هيكلة نفسها باستمرار والاستماع لدوائرها المحيطة، ومناقشة الملاحظات وسماع الانتقادات أول بأول، اجراءات ضرورية للاستعداد لما هو قادم.
خطوة ايجابية
وفي السياق نفسه، عبر وليد العماري المتحدث الإعلامي باسم الحركة المدنية في حديثه لـ”فكر تاني” عن سعادته بانطلاق جلسات الحوار مع الشباب وجيل الوسط، في خطوة وصفها بأنها “إيجابية “، بشرط الاستمرار في مسارها والاستفادة منها ، والبناء عليها.
ويوضح العماري الذي يشغل منصب المتحدث الرسمي باسم حزب الدستور، أنه تم الاستماع، إلى كل وجهات النظر، والانتقادات من الحضور، وتم تسجيل العديد من المقترحات، والتي من بينها تدشين أمانة للشباب، مؤكدًا أنه من المنتظر استكمال المناقشات في جلسة أخرى لم تحدد بعد وصولًا إلى إدماج الشباب واستيعاب جيل الوسط في الحركة.
لا يوجد أزمة أجيال
“مشكلتنا ليس مشكلة جيلية، لا نعاني في العيش والحرية من ذلك ولا حزب الدستور مثلًا، ولذلك أفضل تسمية النشطاء الديمقراطيين عن تسمية الشباب وجيل الوسط”، تقول إلهام عيداروس في حديثها لـ”فكر تاني”، تعليقًا على جلسة الحركة المدنية بالأمس.
ودعت “إلهام” الحركة إلى استمرار جلسات الاستماع مع النشطاء الديمقراطيين والفاعلين في الحركة الاجتماعية، في الفترة المقبلة بالحركة، باعتبارهم “رصيد للنضال الديمقراطي المصري”، موضحة أن ما حدث خطوة مهمة يجب الاستمرار فيها مع كل من له مصلحة في إقرار الديمقراطية في مصر، من أجل الاستعداد للفترة المقبلة التي تتم فيها الانتخابات البرلمانية.
ولا تعتقد “إلهام” في أهمية ربط هيكلة الحركة بدمج أو ضم المزيد من الأفراد، مشيرة إلى أن أي كيان تنسيقي بين مجموعة من الأحزاب والمنظمات وأفراد، يصنع صعوبة في اتخاذ القرارات بسبب الأوزان النسبية وآلية التصويت وكيفيته في حال غياب التوافق على قرار ما.
وتشدد “إلهام” على أهمية الاستعداد للفترة المقبلة، باستكمال جلسات التشاور مع الفاعلين من الحركة الاجتماعية سواء النسوية أو النقابية أو العمالية، أو ما تبقى من الحركة الطلابية، فمصر بلد غنية بالنشطاء الديمقراطيين والفاعلين في الحركة الاجتماعية على عكس الأحزاب التي تعاني من الحصار وقلة الفاعلين.
ترحيب من حيث المبدأ
وفي تعليقه على الجلسة، يرحب مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، والقيادي بالحركة المدنية الديمقراطية، في حديثه لـ”فكر تاني”، بانعقادها من حيث المبدأ، مؤكدًا أنه من الأهمية بمكان أن تتبنى الحركة المدنية الديمقراطية، الانفتاح على جميع أعضائها والنشطاء الفاعلين في المشهد السياسي والحركة الاجتماعية.
الزاهد الذي لم يلحق بالجلسة، يرى أهمية تقييم ما جاء فيها، واستخلاص المقترحات المفيدة للمسار الديمقراطي، والحركة المدنية، وأحزابها، في الفترة المقبلة، مع استمرار انعقاد هذه الجلسات، لسماع الجميع وتداول الآراء، ومناقشة الانتقادات بهدف التطوير والتغيير.
تفاصيل الجلسة
وتطرقت الجلسة، إلى أهمية دور جيل الشباب والوسط للحركة المدنية الديمقراطية، وتقييمات جيل الوسط من النشطاء المدنيين للحركة، والملاحظات على الأداء والسياسات في الفترة الأخيرة.
كما تطرقت إلى تقييم تواصل الحركة مع الجماهير ومواقف قياداتها الأخيرة ووجود آليات واضحة لاتخاذ القرار داخل الحركة المدنية ، وسط انتقادات من البعض لعدم جودة التواصل والارتباك في بعض المواقف.
وأكد أكرم إسماعيل في كلمته، أهمية دور جيل الوسط والشباب في داخل الحركة المدنية الديمقراطية وخارجها، مشددًا على أهمية سماع التقييمات والمراجعات حول أداء الحركة المدنية الديمقراطية من المستقلين والحزبين من شباب التيار المدني سواء فيما يخص مستوى القيادات أو السياسات.
ودعا إسماعيل إلى إشراك الشباب وجيل الوسط في قيادة الحركة المدنية الديمقراطية بما يمكنهم من حق التصويت ، فضلًا عن استمرار جلسات الاستماع لهم بشكل دوري، مع إشراكهم في مناقشة قرارات الحركة.
تنظيم الحركة
وأكد محمد صلاح على أهمية تنظيم الحركة المدنية الديمقراطية لنفسها وقراراتها بحيث تستوعب جيل الوسط وشباب الحركة داخل أطرها، مشددًا على أهمية تداول مراكز اتخاذ القرار بين القيادات المؤسسة وشباب وجيل الوسط من أحزاب الحركة.
ودعا “صلاح” إلى إعادة تأسيس الحركة المدنية على رؤية سياسية واضحة، تسمح بأن تكون جبهة أوسع مما عليه حاليًا وتشمل أطياف واسعة من المعارضة، على أن تبني الرؤية على محورين هما: الموقف من أي تعديل لدستور 2014 في حال المساس به وبخاصة في مدة الرئاسة، والموقف من اليوم التالي بعد تسليم السلطة في عام 2030، وتحديد الشكل الذي ترتضيه المعارضة لهذه المرحلة.
خطوة مقدرة
وثمن أحمد عيد في كلمته بالجلسة، وفق حديثه لـ”فكر تاني” تواصل الحركة المدنية مع الشباب وجيل الوسط، مؤكداً أنها خطوة تعبر عن تقدير الحركة لهذه الأجيال، وتعزز السياق الذي يعلمه عنها.
ودعا “عيد” إلى استمرار تلك الاجتماعات والبناء عليها، في ظل اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، مايستلزم الإستعداد له بين شباب الحركة كمقدمة لأي خطوات وتفاعل في المرحلة المقبلة.
استمرار الاجتماعات
وفي كلمتها، أكدت إسراء عبد الفتاح أهمية تمثيل الشباب وجيل الوسط داخل الحركة المدنية، على أكثر من مستوى، مشيرة إلى ضرورة تمثيل شباب أحزاب الحركة المدنية بالأساس، كمستوى أول، وصولًا إلى مستوى استيعاب شباب التيار المدني المستقل وتمثيلهم في الحركة، أو على الأقل أن تتواجد آلية للتواصل معهم كجلسات استماع قبل القرارات السياسية المفصلية، مثل قرارات الإنتخابات وخلافه.
وطالبت “إسراء” باستمرار الاجتماعات مع الشباب وجيل الوسط، وعدم توقفها، مع البناء عليها بالاتفاق على خطة وتصور عمل، وتلافي الملاحظات التي تتكرر على الحركة المدنية، سواء في طريقة إصدار القرارات أو التعامل مع الأزمات.
تحدي الانتخابات
وكان لافتاً في الاجتماع إصرار ممثلي التيار اليساري والناصري وحزب المحافظين على ضرورة اتخاذ موقف حاسم ومسبق حول الانتخابات البرلمانية والالتزام بقائمة الحركة بعيدًا عن تحالفات السلطة بجميع أحزابها وليس حزب مستقبل وطن فقط.
وطالب البعض حزبي المصري الديمقراطي والعدل بحسم مواقفهما من الانتخابات وعدم الانضمام إلى أي تحالفات غير تحالف الحركة المدنية.
وتبنى البعض موقف استمرار الحوار مع الحزبين ومحاولة إقناعهما بصحة موقف الحركة الانتخابي سياسيًا وجدواه في هذه المرحلة، مع استمرار تجميد عضويتهم وعدم فصلهما.
وفي المقابل طالب البعض بعدم الاستعجال والانتظار إلى ما بعد صدور قانون الانتخابات وصوره، لتحديد شكل المشاركة والتحالفات محذرين من غلق الباب مبكرًا في وجه النقاشات الخاصة بالبرلمان، وهو ما تبناه ممثلو حزب الدستور والإصلاح والتنمية.
أصوات الجماهير
وأشار أكرم إسماعيل إلى موقف الحركة المدنية الديمقراطية من المشاركة في الانتخابات البرلمانية وتمسكها بموقفها في تشكيل قائمة خاصة بها، مؤكدًا في كلمته على أهمية وقوف جانب من المعارضة محتفظًا باستقلاله حتى آخر لحظة، حتى ولو رأى البعض الذهاب في تحالفات غير متوافقة مع مباديء المعارضة وظروف الوطن الدقيقة.
وشدد على أن أصوات الجماهير هي البوابة الوحيدة لدخول المعارضة البرلمان وليس شيئًا آخر من خلال التحالفات السياسية مع أحزاب السلطة.
وتساءل محمد صلاح عن مدى قدرة الحركة عن تجهيز قوائم انتخابية من عدمه، منتقدًا عدم حسم القرار بين أحزاب الحركة المدنية على قائمة الانتخابات الخاصة بها حتى تاريخه دون وجود سبب لذلك في ظل وجود مخاوف متعددة من الشكل الذي ستجري عليه الإنتخابات أو سقوط أحزاب الحركة المدنية في هوة التنافس بينها وبين بعضها البعض، ما يعزز التنميط الذي تروجه السلطة عن المعارضة أمام الجماهير من كونها معارضة منقسمة وصراعاتها لا تتوقف.
وعبر “صلاح” عن مخاوفه من نزول قائمة للحركة ترفض التحالف مع أحزاب الموالاة وقائمة محسوبة على الحركة تشارك أحزاب الموالاة في قوائمها لخدمة مصالحها، مؤكدًا أن ذلك المشهد يضر المعارضة ويفتتها ويضع الجماهير أمام حيرة مربكة ولها تكلفة حول من يحمل ختم المعارضة.
المرونة والتنسيق
وأوضح أحمد عيد أن الحركة المدنية الديمقراطية إطار واسع وجامع حول مطالب سياسية معينة، وليس تحالفا سياسيًا ملزمًا لأحزابها مؤكدًا أهمية الانحياز إلى المرونة في فترة الانتخابات البرلمانية وعدم فرض قرارات بعينها تخص الإنتخابات على الأحزاب.
وتوقعت إسراء عبد الفتاح عدم مشاركة الحركة المدنية في الانتخابات المقبلة “على قلب رجل واحد”، بحسب تعبيرها، مؤكدة أهمية أن تتحاور أحزاب الحركة بمختلف توجهاتها وأفكارها على هذا المسار بصراحة شديدة ووضوح حتى لا تتكرر نفس أخطاء الماضي.