العيادة الرقمية.. كشف بالمجان وعلاج العنف الإلكتروني

في إطار أنشطتها لرفع الوعي وتمكين النساء واستمرارًا لحملات مناهضة العنف ضد المرأة خاصة العنف الإلكتروني، أقامت مبادرة “سوبروومن” عيادة سالمة الرقمية أحد انبثاقات مشروع السلامة الرقمية والتي أعلنت عن تواجدها خلال صالون سوبر وومن الأسبوعي.

ولمعرفة ماهية العيادة ومادورها في حماية الفتيات وزيادة تمكين المرأة حضرت “فكّر تاني” صالون سوبر وومن الذي عقد يوم الجمعة 26 يناير للحديث مع مسؤولة المبادرة والقائمين على العيادة.

يعني إيه أمان رقمي؟

شهدت مصر في السنتين الماضيتين عدد كبير من الجرائم الالكترونية التي تسببت بجرائم عنف ضد النساء والفتيات في محافظات مختلفة وبعضها أدى بحياة عدد منهن، مما دفع عدد كبير من المؤسسات والمبادرات المعنية بحقوق المرأة بالتحرك في اتجاه محاولة منع أو تقليل عدد هذه الجرائم، إما بتسليط الضوء على القوانين المتعلقة بالجرائم الالكترونية أو برفع وعي النساء بأنواع العنف الرقمي الذي يمكن أن يتعرضن له من خلال الأجهزة الرقمية حتى يتمكنّ من التواجد بشكل آمن عبر الفضاء السيبراني.

وعن إنشاء عيادة “سالمة” كوسيلة من وسائل المساعدة والدعم في هذا المجال تقول آية منير مؤسسة مبادرة سوبر وومن لـ”فكّر تاني”: “العيادة الرقمية هي جزء من مشروع سالمة للسلامة الرقمية والذي يهدف إلى تعزيز ورفع الوعي الرقمي للنساء لزيادة مساحة تواجدهم بشكل آمن في الفضاء السيبراني عن طريق التعلم الرقمي، وهو معرفة كيفية استخدام الأدوات الرقمية والالكترونية التي تمكننا من استخدام الفضاء الرقمي بطرق آمنة سواءً بشكل حالي أو مستقبلي ولهذا السبب أنشأنا العيادة الرقمية التي تندرج تحت مظلة الهدف الأساسي لنا وهو تمكين المرأة.

وبسؤالها عن مدى اهتمام الفتيات بزيارة العيادة الرقمية وعدد الحالات التي تتردد عليها تقول آية: بعد حادثة “نيرة أشرف” توافد إلينا عدد كبير من الفتيات دفعهن القلق والخوف من أن يتعرضن لمثل هذا النوع من العنف خاصة أنهن قبل الحادثة لم يكن يلقين بالاً أن يتم ملاحقتهن أو أن يتتبعن ويطاردن من قبل المتحرشين الكترونياً، هنا يأتي دور العيادة في تعليم أساسيات الأمان الرقمي وفحص الأجهزة وتأمينها والتأكد من عدم وجود احتمالية تعريض الحالة للعنف مستقبلا أو محاولة حل مشكلتها إذا أمكن ذلك.

الكشف في العيادة داخل الصالون

“كيف تتواصل معكم الحالة؟” ترد آية عن هذا السؤال أنه قد تتواصل معنا الحالة بشكل مباشر من خلال معرفتها بنا عن طريق وسائل التواصل أو قد تحول إلينا عن طريق أحد المبادرات والمؤسسات المعنية بالمرأة التي نقوم بالتشبيك معها. ولأن أعدادهم نسبيا كبيرة- بين 5 إلى6 فتيات في المرة الواحدة- قمنا بعمل إدارات و توزيع الأدوار على المتطوعات اللاتي يستقبلن الحالة لمعرفة أبعاد مشكلتها ثم يقمن بتحولها الى الإدارة المختصة.

أمنية حليم مسؤولة “إدارة حالة”، قالت لـ”فكّر تاني”: “تتواصل معنا الناجية/ الحالة التي تطلب منا الدعم الرقمي وتشرح لنا المشكلة، خدمة الأون لاين ليست مفعَلة في الوقت الحالي كما أنها غير فعالة لحل المشكلة لذا يجب أن تأتي الحالة بنفسها إلى صالون سوبر وومن الذي توجد فيه العيادة حتى نقوم بالكشف”.

في البداية، نتحدث معها عن طبيعة الخدمات التي نقدمها، ثم نعطيها استمارة تملأها لتساعدنا بمعرفة وتحديد مشكلاتها بشكل أكثر تفصيلا.

إذا كانت تريد فحص أجهزتها سواء كان هاتف أو لابتوب، أو تريد تأمينهم وتأمين حساباتها، أو إذا كانت تتعرض للاختراقات أو أنها تتعرض للابتزاز أو التهديد من شخص ما سواءً كان مجهولًا أو حتى أحد أفراد أسرتها.

ومن خلال إجاباتها ومعرفة متطلباتها نقوم بتحويلها كخطوة ثانية إلى الجهة المعنية بحل المشكلة، فنحن نقدم الدعم التقني والنفسي والقانوني أحيانًا.

هل يجب أن يكون هناك تهديد أو ابتزاز؟

تقول شروق رأفت مسؤولة “إدارة حالة” في العيادة الرقمية لـ”فكّر تاني” إن أكثر الحالات التي تأتي إلى العيادة تكون بحاجة إلى الدعم التقني والدعم النفسي، وبعضهن يطلب كذلك الدعم القانوني، في حالة الدعم النفسي تكون الضحية في حالة من الرعب والقلق وأحياناً انهيار كامل هنا نقوم بتحويل الحالة إلى الطبيبة النفسية أولا حتى تتمكن من تهدئتها، ومن ثم إلى المسئولة التقنية التي ستساعدها في حل مشكلتها.

أما في حالة طلب الضحية دعم قانوني فمن الضروري أن نوضح لها الإجراءات والخطوات التي يجب أن تقوم بها الضحية وماسوف تواجهه خلال هذا الإجراء حتى نساعدها في اتخاذ القرار الأنسب لها والأكثر أماناً، قبل أن نقوم بتحويلها إلى أحد المراكز المتخصصة في الدعم القانوني للمرأة. ولا ينتهي دورنا عند هذا الحد فنحن كذلك نتابع مع الحالة في جميع المراحل والخطوات حتى تنتهي مشكلتها ونتأكد من أمانها الرقمي والنفسي بشكل كامل، وكل هذه الخدمات مجانية بالكامل.

وتكمل شروق أنه أحيانا تأتي حالات لا تتعرض لأي نوع من أنواع العنف ولكن تريد أن تتعرف أكثر على كيفية حماية نفسها من الإبتزازو تأمين حساباتها وأجهزتها من الاختراق وهنا تحول الحالة إلى ( تسنيم) مهندسة السلامة الرقمية.

دور العيادة لا يتوقف عند العلاج

واستكمالًا لخطوات العيادة في علاج مشكلة الحالات تقول تسنيم منير مسؤولة السلامة الرقمية: العيادة الرقمية لا تختلف كثيراً عن العيادة الطبية فكما نذهب لها للقيام بالفحص والاطمئنان على صحتنا أو لعلاج مرض أو شكوى ألم كذلك تأتي إلينا الفتيات لفحص أجهزتهن أو لحل مشكلة تتعلق بأمانهم الرقمي، ودوري أن أتواجد في العيادة الرقمية الموجودة في صالون سوبر وومن للتعريف بماهية الأمان الرقمي، كما أقوم بفحص الأجهزة لمعرفة إذا كان هناك بالفعل أي اختراق أو تتبع أو ثغرات، وتعليم الحالة كيفية تأمين الجهاز واتخاذ اللازم إذا كانت بحاجة إلى تحديث أنظمة التشغيل والتأكد من وجود برامج حماية من الفايروسات مفعلة طوال الوقت كما نحرص على توجيه الفتيات بضرورة اتباع تعليمات الأمان الرقمي وحماية أنفسهن حتى لا تتكرر معهن المشكلات في المستقبل.

وبسؤالها عن أسباب حدوث هذه المشاكل تقول تسنيم أن أغلب المشكلات تحدث بسبب قلة وعي الفتيات بطرق الحماية، مثل عدم استخدام كلمات مرور قوية أو مشاركتها مع أشخاص آخرين أو نسيانها بالأساس، كما أن تحميل برامج ألعاب غير موثوقة تسبب اختراقات سهلة لحساباتها، والطامة الكبرى في استقبال أو الضغط على روابط من مصادر مجهولة وهذه من أسهل وأسرع الطرق التي تسبب تسريبًا للبيانات، كل هذه الأشياء التي تبدو بسيطة في ظاهرها إلا أنها الأسباب الرئيسية للاختراقات والتتبع.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة