من هم الكويريون؟

 

الكوير مصطلح بمثابة مظلة يندرج تحتها جميع الأقليات الجنسية من مثليي الجنس والعابرين جنسيًا… الخ. تعنى كلمة كوير لغويًا الغريب أو غير المألوف وقد تم استخدام المصطلح ليدل على هذه الدلالة في القرن التاسع عشر، وبدأ إطلاقه على من كان حوله شكوك للانخراط في علاقات من نفس الجنس من الرجال والنساء. يعود أول تدوين لهذا المصطلح إلى عام 1894 في خطاب كتبه جون دوجلاس.

النوع الاجتماعي وكيف يعبر عنه؟

من منطلق ضم الكوير اصطلاحيًا للعديد من التوجهات الجندرية، فلابد من ذكر التعبير عن الجندر/النوع الاجتماعي (هو الادوار الاجتماعية التي يتوقعها المجتمع تحاه الافراد). يعتبر التعبير عن النوع الاجتماعي هو إحساس الفرد الداخلي بما يتوافق أو لا يتوافق مع جنسه المسجل به عند الميلاد. يعبر الفرد عن هذا الإحساس عن طريق مثل فرض طريقة معينة للملابس وتسريحات الشعر وطريقة الحديث وتقليد طبقات معينة من الصوت وأحيانًا استخدام مساحيق التجميل. من الطرق الشائعة في هذا التعبير هي اختيار الفرد اسم جديد لنفسه، يتماشى مع هذه الهوية الداخلية.

يعد أول ظهور لهذا المصطلح كان في عام 1964 وقد بدأ بتحديده بروفيسور روبرت شتولر وبعدها قام المعالج النفسي جون موني باستخدام المصطلح حينما قام بإنشاء عيادة الهوية الجندرية داخل جامعة جونز هوبكينز ليبدأ بدراسة وفحص الدور الاجتماعي في البداية حتى وصل إلى مصطلح الهوية الجندرية وما يتعلق به من تعبير عن الجندر.

دراسات هؤلاء العلماء مهدت طريقًا سلسًا لظهور ما يعرف بالنظرية الجندرية/ نظرية النوع الاجتماعي في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين وكانت عبارة عن مجموعة الأفكار التي وصل إليها علماء الغرب وخاصة من انجلترا وأمريكا.

يظل القانون المصري لا يعترف بالنوع الاجتماعي/التنوع الجندري، فيلاحق الأقليات الجندرية والسبب في ذلك طريقة تعبيرهم عن هوياتهم الجندرية المختلفة عن جنسهم البيولوجي. في هذه الحالة يتم تحريز صورهم وملابسهم وتوجه لهم دعوى نشر الفسق والفجور ويتم اتهامهم بممارسة الدعارة.

الدور الاجتماعي

يعرف مفهوم الدور الاجتماعي بأنه توقعات المجتمع حول كل جنس للتصرف بشكل ما أو القيام بأدوار ما وقد يندرج تحته مفهوم تقسيم المهام. فمثلاً يرى المجتمع أن الفتيات عليهن خفض أصواتهن والاهتمام بمظهرهن والتصرف برقة، وغالبًا ما يبدأ ذلك منذ الطفولة فتكون ألعاب الطفلة عبارة عن دمى وأدوات مطبخ، فمن المهام المرتبطة بالمرأة دائمًا هي الأمومة والطبخ والاهتمام بالعائلة.

تختلف مرحلة الطفولة لدى الفتيان فدائمًا يلعبون بالطائرات والمسدسات وقد ينخرطون في رياضات أكثر من الفتيات ككرة القدم والدفاع عن النفس فالرجل دائمًا مسئول عن الإنفاق والسعي للرزق وحماية العائلة. كان لهذه الأدوار أهمية في بداية مراحل تكوين مجتمعات إنسانية ولكنها تحولت الآن إلى مجرد أكواد سلوكية لا معنى لها.

 

يعد دكتور جون موني هو أول من قدم مصطلح الدور الاجتماعي عام 1955 وذلك عند قيامه بمجموعة دراسات عن الأفراد الثنائيي الجنس intersex في إطار وصف كيفية تعبير هؤلاء الأفراد عن هويتهم.

يعد أول من لاحظ فكرة وأهمية الأدوار في الحياة هو أفلاطون بقوله: ” في هذه الحياة كل منا يختار دورًا ليؤديه “.

بينية الجنسIntersex:

تعرف بينية الجنس/ ثنائية الجنس بأن يولد الشخص ولديه مزيج من خصائص بيولوجية أنثوية وذكرية. هذه الحالة تأخذ أشكالًا عديدة فقد تظهر أعضاء تناسلية ذكرية مع بناء جسدي أنثوي وعند الفحص بالأشعة يُلاحظ وجود جهاز تناسلي أنثوي كامل داخل الجسد والعكس يحدث غالبًا.

ظهر ثنائيو الجنس في الأساطير السومرية والإغريقية ولكن يعود أول تسجيل حقيقي في التاريخ إلى القرن السابع في عهد الخليفة الراشدي وذلك عند تسويته لقضية ميراثية بين أخوة وكان من بينهم من هو ثنائي الجنس فأقر بأن الفيصل في هذه القضية ملاحظة خروج البول من الفتحة الأنثوية أم الذكرية ولكنه علم من الأخوة أن هذه القضية أكثر تعقيدًا، فكلا الفتحتين يخرج منهما البول وهنا فصل في القضية بأن يأخذ هذا الاخ نصف ميراث الذكر ونص ميراث الأنثى.

فيما بعد أقر بعض علماء التشريع من الشافعية والحنفية والحنابلة بعض التشريعات التي تخص بينية الجنس عند توزيع الميراث. وجه إبراهيم الحلبي -عضو في المذهب الحنفي لفقه القضاء في الإسلام- مالكي العبيد لضرورة استخدام لغة/ مصطلحات تناسب بينيي الجنس فالضمائر واللغة الدارجة لا تنطبق عليهم.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة