إسرائيل تفقد دعم مجتمع "ميم.ع" في حربها على غزة

أدان مجتمع "الميم.ع" في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا، جرائم العنف والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ومخططات التهجير القسري، معربًا عن رفضه ثقافة الاحتلال،

وفي بيان مشترك، استنكرت منظمات ونشطاء/ناشطات "مجتمع الميم.ع" استجابة البعض للغسيل الوردي والمشاركة في نشر أن دولة الاحتلال تدعم حقوق "مجتمع الميم.ع"، بينما هي تدعمه صوريًا فقط، معتبرين ذكر هذا الدعم من قبل الكيان بمثابة موافقة على ممارسات العنف والقتل.

وذكر البيان أن "الرصاص والصواريخ لا تفرق بين شخص مثلي وشخص غير مثلي أو ترانس وغير ترانس"، مدينًا الصمت على جرائم الإبادة الجماعية وخرق القانون الدولي وقتل المدنيين، الذي يساوي المشاركة في الجريمة.
وبينما طالب البيان بضرورة وقف إطلاق النار في غزة، أكد أن مجتمع "ميم.ع" لا يمكن أن يبقى على الحياد في جرائم ترتكب ضد الإنسانية، مشيرًا إلى الحياد في مثل هذه القضايا انحياز بحد ذاته.

مجتمع "ميم. ع" في إسرائيل

تفخر إسرائيل دومًا بأنها الأكثر انفتاحًا تجاه مجتمع المثليين والمتحوِّلين جنسيًا في الشرق الأوسط. إذ ألغت عام 1988 تجريم المثلية دون اعتراف بزيجات المثليين رسميًا. كما ألغت التمييز ضدهم في التوظيف عام 1992، وسمحت لهم بالالتحاق بالجيش عام 1993، وبتدشين مسيراتهم السنوية عام 1998، وأخيرًا أتاحت لهم خيار تبنِّي الأطفال عام 2005.

اقرأ أيضًا: هل إسرائيل ديمقراطية؟

ورغم أن الدوائر اليهودية المحافظة داخل إسرائيل لا تزال تتحفَّظ على انتشار المثلية، فإن هناك قبولًا اجتماعيًا واسعًا لذلك التوجُّه كما يشي بذلك استطلاع للرأي أُجري عام 2017، عبَّر فيه 79% من المشاركين الإسرائيليين عن دعمهم للزيجات المثلية. بينما حازت تل أبيب تقديرًا عالميًا بسبب انفتاحها على المثليين، فقال 43% من مجموعة مثليين من شتى أنحاء العالم إنها مدينتهم المُفضَّلة لقضاء عُطلة، وذلك في استطلاع أجراه موقع مُخصَّص لشؤون المثلية بالتعاون مع خطوط الطيران الأميركية.

اتفاق نتنياهو و"نوعم"

ومع ذلك، فقد أثار توقيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اتفاقًا مع حزب "نوعم" الذي يقوده عضو الكنيست المناهض للمثليين آفي ماعوز، العام الماضي، غضب مجتمع المثليين والمتحولين جنسيًا في إسرائيل بشكل كبير، وصل إلى حد أن وصفت هيلا بير رئيسة "أجودا" وهي أكبر منظمة للدفاع عن حقوق مجتمع الميم في إسرائيل هذا الاتفاق "باليوم الأسود لإسرائيل".

آفي ماعوز
آفي ماعوز

وحصد تكتّل اليمين بزعامة نتانياهو وحلفاؤه اليهود المتشددون واليمين المتطرف غالبية مقاعد الكنيست بنيلهم 64 مقعدًا من أصل 120، متقدّمين على المعسكر المنافس بقيادة الوسطي يائير لبيد (54 مقعدًا).

وكان "موعاز" قال عقب الانتخابات في تصريح لإذاعة الجيش "سندرس الإمكانات القضائية لإلغاء مسيرة المثليّين".

وفي الانتخابات، تحالفَ حزب الليكود بزعامة نتانياهو مع كلّ من الصهيونية الدينية بزعامة بتسلئيل سموتريتش والقوة اليهودية بزعامة إيتمار بن غفير وحزب "نوعم" بزعامة موعاز. وبحسب اتفاق التحالف عُيّن "موعاز" مساعدًا لوزير وسيكون مكلّفاً شؤون "الهوية اليهودية" في مديرية تابعة لرئيس الوزراء.

"نوعم" يستهدف الأجانب ومجتمع "ميم. ع"

في ديسمبر 2022 وخلال نشاطه الوزاري الجديد، جمع "موعاز" وحزبه اليميني "نوعم" قائمة سوداء لعشرات الإسرائيليين المثليين العاملين في مجال الأخبار أو صناعة الترفيه، وقائمة أخرى من النساء "اليساريات المتطرفات"، حسبما نقل موقع "يديعوت أحرنوت".

وقالت الناشطة الحقوقية هيلا بير إنّ آلاف الأشخاص يخشون خطوة إلى الوراء على هذا الصعيد وأيضًا على صعيد "نضال النساء من أجل المساواة". وشدّدت على أنّ موعاز "شخصية مناهضة للمثليين وكارهة للنساء وللأجانب، مواقفها معروفة من الجميع تقرر منحه سلطة".

كما اعتبر رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد، في تغريدة آنذاك، أنّ "تسمية نتانياهو آفي موعاز مساعد وزير في مكتب رئيس الوزراء هو بكل بساطة ضرب من الجنون"، قبل أن يتقدم باستقالته في فبراير الماضي، لأنه "لم يتلق ما تم التعهد له في الاتفاق الائتلافي".

اليمين المتطرف وحرب غزة

ينتقد المجتمع الإسرائيلي حكومة نتنياهو التي تضم وزراء هم الأشد تطرفًا في تاريخ إسرائيل -بوصف سابق للرئيس الأمريكي جو بايدن- ويحملونها أسباب تفاقم الأزمات الداخلية، وكذا أزمة الحرب على غزة وأسر العشرات من المستوطنين في مدن غلاف غزة، على خلفية عملية "طوفان الأقصى" التي تمكنت خلالها المقاومة الفلسطينية من خداع أجهزة المخابرات والجيش الإسرائيلي، فيما اعتبر أسوء خسارة يتعرض لها الاحتلال منذ حرب أكتوبر 1973.

اقرأ أيضًا: التعديلات القضائية تثير غضب العسكريين والمدنيين في تل أبيب

فمنذ أول أيام الحكومة الجديدة في بداية العام الجاري، توترت الأوضاع في الأراضي المحتلة بشكل بالغ الخطورة، تزامن مع تعديات نفذها المستوطنون في باحات المسجد الأقصى برعاية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، والاقتحامات الدامية في مخيم جنين، وجرائم القتل التي طالت المدنين والصحفيين على حد سواء، وعلى رأسهم شيرين أبو عاقلة، التي تم استهدافها بشكل مباشر أدى إلى مقتلها. الأمر الذي فاقمته قوات الاحتلال بالاعتداء على مشيعي جنازتها، ثم تجريف شارعها وتدمير نصبها التذكاري بجنين.

وأشعلت الحرب الدامية التي تشنها إسرائيل حاليًا على قطاع غزة، احتجاجات عارمة في عدد من عواصم العالم، بينما شارك فيها الآلاف من اليهود، الذين أعلنوا دعمهم لحق الفلطسينيين في استعادة أراضيهم المحتلة منذ العام 1948، وكذا المنددة بجرائم "الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق سكان مدينة غزة، التي يشكل الأطفال نسبة تفوق النصف من عدد سكانها البالغين أكثر من مليوني نسمة.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 8005 شهداء، بينهم 3342 طفلًا و2062 سيدة و460 مسنًا.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة: "القوات الإسرائيلية ارتكبت 56 مجزرة جديدة بحق العائلات الفلسطينية المحاصرة داخل القطاع خلال الساعات الماضية، راح ضحيتها 302 قتلى غالبيتهم نازحون".

وأكدت المتحدث مقتل 116 شخصًا من الكوادر الطبية وتدمير 25 سيارة إسعاف واستهداف 57 مؤسسة صحية، في وقت دخلت الحرب على غزة يومها الـ23، مع استمرار التصعيد الإسرائيلي داخل القطاع وتوسيع رقعة عملياته، التي أعلنت كتائب القسام "فشلها" وأنها أسفرت عن ضحايا في الجانب الإسرائيلي، الذي تكبد ما يزيد عن 1400 شخص بينهم 310 عسكريين، فضلًا عن أكثر من 229 أسيرًا، يحمل الإسرائيليون رئيس وزرائهم مسؤولية استردادهم، ويطالبونه بقبول صفقة حركة "حماس" لاستبدالهم بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، والذين يقدر عددهم بالآلاف.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة