الجمعية العمومية تنحاز لقائمة "المستقبل" في انتخابات الأطباء
أعلن الدكتور مصطفى عشوب رئيس اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء، الأحد في مؤتمر صحفي بـ"دار الحكمة"، فوز الدكتور أسامة عبد الحي ممثلًا عن قائمة "المستقبل"، في الانتخابات الأخيرة التي أجريت على منصب النقيب، وذلك بعدد أصوات 8 آلاف و992 صوتًا، وبفارق أصوات ألفًا و917 صوتًا عن أقرب منافسيه، ليكون بذلك النقيب رقم 19 في تاريخ النقابة، خلفًا للدكتور حسين خيري.
"المستقبل" تكتسح انتخابات النقابة
الانتخابات التي انتهت أول من أمس الجمعة، بعد تصويت استمر ما يقرب من 8 ساعات (من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً) على مستوى المحافظات، سجلت أعلى نسبة حضور خلال السنوات الأخيرة بعدد 21 ألفًا و911 ممن لهم حق التصويت، وحسمتها قائمة "المستقبل" بينما جاءت النتائج كالآتي:
في مستوى أكثر من 15 سنة قيد، تنافس 21 مرشحًا على 3 مقاعد، فاز منهم: الدكتور أبو بكر القاضي بـ 10 آلاف و132 صوتًا (أعلى نسبة تصويت في الانتخابات)، والدكتور أحمد شوشة بـ 9 آلاف و960 صوتًا، والدكتور إبراهيم الزيات 8 آلاف و444 صوتًا.
وفي مستوى أقل من 15 سنة قيد، فاز: الدكتور أحمد السيد بـ 8 آلاف و505 أصوات، والدكتور عبد الرحمن مصطفى بـ 7 آلاف و94 صوتًا، والدكتور شادي صفوت عياد بـ 6 آلاف و801 صوت.
وعن منطقة القاهرة، فاز الدكتور مدحت مرسي بـ 770 صوتًا، وعن وسط الدلتا الدكتور أحمد مبروك الشيخ بـ 2488 صوتًا، وعن شرق الدلتا أحمد الهواري بـ 2455 صوتًا، وعن غرب الدلتا أنور يسري نصيف بـ 1867 صوتًا، وعن شمال الصعيد عمرو محمد علي بـ 1701 صوت، وعن جنوب الصعيد طارق منصور بـ 1665 صوتًا.
وحسمت التزكية مقاعد النقباء في: البحر الأحمر، وجنوب وشمال سيناء وأسيوط والشرقية، ومطروح.
وبهذه النتيجة، يتأكد اكتساح قائمة "المستقبل" مقاعد نقابة الأطباء بـ 22 عضوًا من أصل 24. إذ حصدت القائمة 5 مقاعد من أصل 6 في النقابة العامة، وفازت بالقطاعات الستة كلها.
"الزيات" يعترف بالخسارة.. ولكن
أجريت الانتخابات تحت إشراف قضائي كامل بالنقابة العامة والنقابات الفرعية بالمحافظات، لكن نتائجها جاءت مخيبة لتوقعات قائمة تيار "الاستقلال"، حسب ما أعلن د. إبراهيم الزيات عضو مجلس النقابة العامة.
ويقول "الزيات" لمنصة "فَكَر تاني": "لا نملك إلا أن نبارك لقائمة المستقبل، ونتمنى لهم التوفيق، لكن عوامل خسارة تيار الاستقلال ليس موضعها الآن.. كنا متوقعين حصول تيار الاستقلال على مقاعد أكبر، لكن ذلك لم يحدث".
اقرأ أيضًا: "الأطباء" تترقب موقعة 13 أكتوبر.. "الاستقلال" تعود للمنافسة على مقعد "النقيب"
انعقدت هذه الانتخابات للتجديد النصفي لمجلس النقابة، الجمعة الماضي، على مقاعد النقيب ونقباء جميع النقابات الفرعية، بالإضافة إلى مقاعد 3 أعضاء فوق السن ومثلهم تحت السن، وضمت القوائم النهائية للمرشحين للانتخابات 77 مرشحًا للنقابة العامة، بينهم 9 مرشحين لمنصب النقيب، بالإضافة إلى 324 مرشحًا بالنقابات الفرعية سواء على منصب النقيب أو الأعضاء.
وتأتي بعد انتهاء مدة نقيب الأطباء دكتور حسين خيري بقضائه دورتين متتاليتين في منصبه، بحسب المادة 21 من قانون نقابة الأطباء رقم 45 لسنة 1969، والتي تمنعه من الترشح لفترة ثالثة.
"علينا احترام قرار الجمعية العمومية"
وترى د.نجوى الشافعي، الأمين العام لنقابة الأطباء، أن الجميع مطالب الآن باحترام قرار الجمعية العمومية التي اختارت أعضاء "المستقبل".
وتقول الشافعي لمنصة "فَكَر تاني": "رغم أن المرشحين جميعًا في مجمل القوائم أصحاب تاريخ طويل من العمل النقابي، لكن مزاج الأطباء انحاز إلى برامج جادة وملائمة لطموحات الجمعية العمومية".
وسبق أن خاض د.أسامة عبد الحي النقيب الحالي -بنتائج الانتخابات- المنافسة على المقعد ذاته عام 2019 أمام د.حسين خيري، ولم يحظ بثقة الجمعية العمومية آنذاك.
ورغم أن توقعات المعنيين بشأن النقابات المهنية انصبت على فوز قائمة "الاستقلال" قياسًا على مسارات الانتخابات النقابية بنقابتي "الصحفيين، والمهندسين"، إلا أن النتائج أفرزت واقعًا ترى "الشافعي" أنه ملائم لاستقرار نقابة الأطباء على نحو أفضل.
الأطباء انحازوا لبرنامج خدمي
وتذهب أمين عام نقابة الأطباء إلى أن مطالب الأطباء معقولة ومنطقية، لذلك انحازت أصواتهم لبرنامج خدمي قدمته قائمة "المستقبل"، وتضيف: "لا شك أن الخبرات السياسية للمرشح الفائز بمقعد النقيب أضافت جانبًا مهمًا في التصويت لصالحه، لقدرته على التعاطي مع الدولة، والجهات المعنية في تلبية مطالب الأطباء".
وعن تفسيرها سير العملية الانتخابية بنقابة الأطباء على عكس ما جرت بنقابتي "الصحفيين، والمهندسين"، تقول "الشافعي" إن ذلك يرجع إلى اختلاف أولويات الأطباء، ورغبتهم في "نقيب" مفاوض، أعلن في برنامجه تبني إقرار قانون المسئولية الطبية، وعدة محاور خدمية أخرى هامة.
وتستطرد قائلة:" نأمل أن يتواصل مع مجلس النواب الحالي، ووزارة العدل لإقرار القانون ضمن أولى خطواته في العمل النقابي".
النقيب الفائز جدير بالثقة
ويرى د.فريدي البياضي، عضو مجلس النواب، أن انتخابات التجديد النصفي بنقابة الأطباء جرت وسط أجواء منافسة جادة وقوية بين المرشحين على اختلاف انحيازاتهم، متسمة بالحيادية في إجراءاتها، والشفافية الكاملة في نتائجها تحت إشراف قضائي، لافتًا إلى أن الأطباء في نهاية الأمر اختاروا من يرونه الأصلح لقيادة النقابة في هذه المرحلة، وهذه حريتهم الانتخابية.
لكن ذلك لا يعني - على حد قوله - أن قائمة "الاستقلال" لم تكن تضم مرشحين قادرين على القيام بالمهمة، غير أن طبيعة الانتخابات تقتضي المفاضلة بين مرشح وآخر.
ويقول "البياضي" في تصريحات خاصة لمنصة "فَكَر تاني": "إن د.أسامة عبد الحي الفائز بمقعد النقيب خلال انتخابات التجديد النصفي قادر على تلبية طموحات الأطباء، مشيرًا إلى أن ثمة آمال كبيرة معلقة عليه في الفترة المقبلة، ولعل أبرزها إقرار قانون المسئولية الطبية، وتحسين ملف المعاشات، إلى جانب ملف التعليم الطبي، والأجور".
ويشير عضو مجلس النواب إلى أن ثمة أصوات كثيرة كانت تريد وجود شخصيات من قائمة "الاستقلال" في مجلس النقابة، أو على مقعد النقيب، لكن الأغلبية رأت أن قائمة "المستقبل" هي الأصلح حاليًا.
ويستطرد قائلًا: "نتمنى أن يتغلب النقيب الحالي على العوامل الطاردة للأطباء في الفترة المقبلة".