كأس العالم… حلم يتحقق


كان هذا هو العنوان الذي اخترته لمقالي على موقع فكر ثاني في ديسمبر الماضي. والذي وصف كيف عاش شعب المغرب (وكذلك الشعوب العربية والافريقية) حلم وصول منتخبه إلى المربع الذهبي في أهم تظاهرة رياضية عالمية.
الحلم هذه المرة هو لنفس الشعب وفي نفس الرياضة ولكن ربما على نطاق أوسع. فلقد وضع المغاربة أمل تنظيم كأس العالم نصب عينيهم منذ تسعينات القرن الماضي.
تقدم المغرب بملف ترشيحه خمس مرات في سنوات: 1994 و 1998 و2006 و2010 و2026.
أبرز هذه المشاركات كانت في سنة 2010، حيث أعلنت الفيفا تنظيم الكأس في دولة إفريقية. وفي 15 مايو 2004 في زيوريخ بسويسرا وبعد انسحاب ملف تونس وليبيا المشترك. أعلن في مؤتمر صحفي، فوز جنوب أفريقيا بتنظيم التظاهرة ب 14 صوت مقابل 10 أصوات للمغرب فيما لم تحصل مصر على أصوات.
تليها محاولة تنظيم الكأس في 2026 حيث تقدم المغرب بطلبه أمام الملف المشترك لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وحصل على 65 صوت مقابل 134 للملف المنافس، وبالمناسبة ستكون هذه المرة الأولى التي تقام فيها دورة كأس العالم في ثلاث دول.
و في 25 يوليو 2018، أكد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن المغرب سيتقدم بطلب استضافة مونديال 2030. وفي 14 مارس 2023 أعلن المغرب عن ترشيح مشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم النسخة الرابعة والعشرين من بطولة كأس العالم 2030.
وفي 16 يونيو 2023، عين لقجع بأمر ملكي رئيسا للجنة المكلفة بملف ترشيح المغرب ضمن الملف المشترك.
أعلنت الفيفا يوم الأربعاء 4 أكتوبر عن تنظيم مونديال 2030 في المغرب وإسبانيا والبرتغال:
“وافق مجلس الفيفا بالإجماع على الملف الوحيد والذي يجمع المغرب والبرتغال وإسبانيا لاستضافة البطولة في 2030، وتأهل الثلاثة إلى النهائيات باعتبارهم أصحاب الضيافة”.
وفي الحقيقة، سيكون العالم على موعد مع بطولة استثنائية خرقت القواعد التقليدية في تنظيم المونديال، والذي كانت مبارياته تلعب في قارة واحدة. أما هذه النسخة فستدار في ثلاث قرات. أوربا، وإفريقيا التي ستشهد بفضل المغرب عودة البطولة على أرضها، وأمريكا الجنوبية في أول ثلاث مباريات للكأس. وذلك للاعتبار التاريخي الذي يضفي كذلك طابعا مختلفا لهذه الدورة. تخليدا للذكرى المئوية لكأس العالم:
“وافق مجلس الفيفا بالإجماع أيضا على أن تستضيف مونتفيديو احتفالية استثنائية لهذه النسخة لتقام أول ثلاث مباريات على الترتيب في أوروجواي والأرجنتين وباراغواي”.
وأعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس في بلاغ رسمي فوز بلاده بشرف تنظيم كأس العالم 2030. مهنئا الشعب المغربي بهذا الخبر:
“يمثل هذا القرار إشادة واعترافا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى”.
وقد برهن المغرب إثر فوزه بتنظيم نسخة المونديال 2030، على قوته الرياضية واجتهاده رغم إخفاقه في المرات السابقة.
من جهة انعكست مجهودات المغرب بشكل واضح على المستوى المميز الذي ظهر به المنتخب الوطني المغربي في مونديال قطر 2022، واختياره لاستضافة منافسات بطولة أفريقيا للأمم في كرة القدم لدورة 2025. ومن جهة ثانية يأتي تطوير المغرب لبنيته التحتية الرياضية في فترة تطور تكنولوجي تعرفها البلاد.
أما عن التنظيم، فتتحدث التقارير عن أن المغرب مرشح بقوة لاستضافة 32 مباراة في المونديال منها مباراة نصف النهائي من أصل 104 مباراة، فيما تلعب المباراة النهائية في البرنابيو بمدريد.
وجدير بالذكر أن المغرب قد رشح، في مرحلة التقدم بملفه المشترك مع إسبانيا والبرتغال، ست مدن لاحتضان مباريات المونديال، وسيتم الحسم فيها لاحقا، وهي: الدار البيضاء والرباط وطنجة ومراكش وأكادير وفاس.
فمرحبا بعشاق المستديرة في المغرب ومرحبا بالجماهير العربية بشكل خاص. وكما رفع منتخبنا علم فلسطين إثر تفوقه على إسبانيا والبرتغال في دورة قطر 2022، سيرفعه إن شاء الله هذه المرة من قلب المملكة المغربية.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة