بجدول الضرب.. المعارضة “قد تكون ممنوعة” من تخطي عتبة توكيلات الرئاسة

كشفت الساعات الثماني والأربعين الماضية بوادر ثقيلة لما تقبلُ عليه المعارضة المصرية، التي تقدم منها 3 مرشحين محتملين لانتخابات الرئاسة المقبلة. إذ لم تتمكن حملة المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي من جمع أكثر من توكيلين فقط، بينما أعلنت المرشحة المحتملة جميلة إسماعيل عن توكيل وحيد هو الأول منذ انطلاق عملية الجمع الممهدة لتقدمهما للترشح رسميًا.   

ستة عشر يومًا، متضمنة أيام الإجازات الرسمية، هي المدة الزمنية الممنوحة للمرشحين المحتملين في انتخابات الرئاسة المقبلة، لجمع التوكيلات الشعبية. إذ أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في المؤتمر الصحفي الذي عقدته أول من أمس الإثنين، الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية 2024، موضحة أن الفترة المتاحة لجمع التوكيلات اللازمة لاستكمال متطلبات الترشيح تبدأ في اليوم نفسه للإعلان وحتى السبت الموافق 14 أكتوبر.

يُلزم قانون الانتخابات الرئاسية لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكي المترشح عشرين على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة. 

1500 توكيل يوميًا

هذا الأمر يعني أن المرشح يحتاج إلى جمع ما يقارب 1500 توكيل “صحيح” يوميًا، ليتثنى له استيفاء العدد المطلوبة خلال المدة الزمنية الممنوحة.

هذه الفترة المحددة بـ 20 يومًا، أثارت استياء قيادات معارضة، تساءلت عن أسباب ضغط المدة الزمنية الممنوحة للمرشحين، ووصفته بأنه يمنع المتقدمين من تخطي عتبة الترشح.

تعجيز المعارضة

خالد داوود
خالد داوود

أحد هؤلاء الذين أبدوا تحفظهم الشديد على الجدول الزمني، خالد داوود، المتحدث باسم الحركة المدنية الديمقراطية، إذ يصف الفترة الممنوحة بـ”تعجيزية تكشف عن رغبة لإعاقة مرشحي المعارضة عن العمل على جمع توكيلاتهم الشعبية”، ما يشير إلى تعمد خلق مناخ انتخابي غير جاد.

اقرأ أيضًا: منع التوكيلات.. انتهاكات داخل مقار الشهر العقاري ضد مؤيدي الطنطاوي

ويتساءل “داوود” عن قدرة مقرات الشهر العقاري على تحمل زحام المواطنين لإجراء التوكيلات في هذه المدة الزمنية المحددة. بينما يؤكد أن الجدول المطروح في حقيقته يعتبر كاشفًا لإصرار السلطة للعصف بكل شروط عقد انتخابات جادة وحقيقية وتنافسية، يتمكن فيها الجمهور من التعبير عن إرادته بشكل حر في انتخابات تشهد منافسة حقيقية.

سيناريو خالد علي

ما يحدث الآن فيما يتعلق بالجدول الزمني للانتخابات الحالية يذكر إلهام عيداروس وكيل مؤسسي حزب العيش والحرية بالسيناريو الذي شهدته مع حملة ترشح خالد علي لانتخابات الرئاسة 2018.

إلهام عيداروس

تشير إلى صعوبة جمع التوكيلات في هذه المدة بسبب وحيد تراه كفيلًا بإبطال أي نية حقيقية للمشاركة، تلخصه في إشكالية بيروقراطية جمع التوكيلات.

وتتساءل: “لماذا نُلزم المواطن بعمل التوكيل في الشهر العقاري ثم التوجه إلى مقر حملة المرشح لتسليم التوكيل، دون الاستفادة من نظام الميكنة التي أعلنت عنها الحكومة المصرية وبدأت في تطبيقها داخل مقار الشهر العقاري؟”.

لم يعلن حزب “العيش والحرية” إلى الآن موقفه النهائي من الانتخابات الرئاسية، ولم يحسم قراراه بدعم أي مرشح.

ضد النزاهة الانتخابية

ويرى مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن المشهد الحالي يتعارض بشكل كبير مع كل ضمانات نزاهة العملية الانتخابية التي تحدث عنها الحركة المدنية خلال الفترة الماضية. 

مدحت الزاهد

ويصف الفترة الزمنية التي أعلنت لجمع التوكيلات بأنها لا تسمح بحالة انتخابية تنافسية عادلة، ويدلل على ذلك بما شهدته مقار الشهر العقاري أمس الإثنين من زحام تزامن مع اللحظات الأولى لانتهاء إعلان هيئة الانتخابات عن الجدول الزمني، الأمر الذي يشير إلى “شكل من أشكال التسريب للمواعيد المقررة”. 

ويطالب الزاهد بمد فترة جمع التوكيلات، ووجود إشراف قضائي على مقار الشهر العقاري ضمانًا للوصول الحر للمواطنين وفق رغباتهم دون التعرض لهم. 

اقرأ أيضًا: الحركة المدنية وانتخابات الرئاسة.. التوكيلات تتحدث ولا اتفاق على مرشح واحد

الطنطاوي والفضالي يتوقفان

تصريحات الزاهد تأتي تزامنًا مع ما أعلنته حملة أحمد الطنطاوي أمس، من تعرض أعضائها لمضايقات واعتداءات ممن وصفتهم الحملة بـ”بلطجية”، منعوا مواطنين راغبين في تحرير توكيلات لمرشحهم المحتمل.

وعلق الطنطاوي أعمال حملته ليومين، بعد تعرض اثنين من منسقي الحملة في المحافظات لاعتداءات أمام مقار الشهر العقاري. بينما أشار إلى نهج متعمد لمنع وصول مؤيديه إلى أماكن تحرير التوكيلات. ووجه عدة مطالب للهيئة الوطنية للانتخابات لخصها في مقطع مصور عبر حسابه الرسمي بـ”فيسبوك“، في سبيل ضمان تسهيل مهمة جمع التوكيلات، مذكّرًا بمطالبه الـ 12 إلى “الهيئة الوطنية” لضمان نزاهة انتخابات الرئاسة، كان من ضمنها “إدراج نموذج توكيل المواطنين لمرشحي الرئاسة وفق منظومة التوكيلات الإلكترونية”.

كما قرر “تيار الاستقلال” تعليق عمل الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي أحمد الفضالي لحين إعادة النظر في الالتماس المقدم بشأن المواعيد المشار اليها.

وفي منشور عبر حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”، تساءل الفضالي عن إمكانية إنجاز الشهر العقاري هذا العدد الهائل من التوكيلات. 

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة