منع التوكيلات.. انتهاكات داخل مقار الشهر العقاري ضد مؤيدي “الطنطاوي”

في شارع جانبي ضيق من حي حلوان جنوب القاهرة، اصطف عشرات من حاملي أعلام مصر وصورة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، يوجههم عددا من أفراد الأمن، وغيرهم من الأشخاص الذين يبدو عليهم السلوك العنيف. حاولت أن أدلف إلى مقر الشهر العقاري لتحرير توكيل تأييد لأحد المرشحين، إلا أن الأنظار جميعها اتجهت نحوي في ريبة، وتساءلت إحداهن: “انتي عاوزة تنضمي لينا؟، اليوم ب٣٠٠ ج”، رفضت التجاوب معها وصممت على الولوج إلى مكتب التوثيق، وصعدت إلى دور علوي حيث الموظفين، وهناك لم أتمكن حتى من الوصول إلى أحدهم، بعد أن أدرك المسؤولون عن تنظيم حملة تحرير استمارات التأييد للرئيس الحالي بأني لم أكن من ضمن الأعداد التي استقدموها إلى هناك. خرجت غاضبة وأنا أتحسس حقيبتي، محاولة التلصص على المشهد، لكن دون جدوى ولم أستطع أبدا تحرير استمارة.

لم أكن الوحيدة التي تعرضت لضغوطات أو منع من ممارسة حق دستوري في الاختيار الحر، بل تكررت حالات الشكوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمواطنين رغبوا في تحرير توكيل للمرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي، لكنهم منعوا من ذلك. يقول عصام عبر صفحته منذ قليل: “تم منعي من عمل توكيل لأحمد طنطاوي، حاولت اليوم في مكتبين من مكاتب الشهر العقاري التي وردت ضمن قائمة الهيئة الوطنية للانتخابات بمحافظة القاهرة؛ الأول في مدينة الرحاب، والثاني مدينة نصر شارع أسماء فهمي، وفي المقرين منعت بنفس الطريقة، حيث توجد مجموعة أمنية تغلق عليك المجال للدخول إلى المقر، وقاموا بتسليم هويات رقم قومي مجمعة إلى الموظفين بالداخل لعمل توكيلات للسيسي”، مختتمًا شهادته بالتساؤل حول رقابة الهيئة الوطنية للانتخابات على ما يجري من تعطيل ومنع للمواطنين من الدخول.

أما عمر من المنيا فكتب شهادته قائلًا: “يبدو أن مكاتب الشهر العقاري قد حجزت تمامًا لمؤيدي الرئيس الحالي ولا مكان لمؤيدي مرشح آخر، رغم الألم يحيا الأمل”. فيما كتب يوسف إبراهيم: “للأسف تم التعدي عليّ ومنعي من عمل التوكيل أو استلام التوكيلات، كل الأسف تم منع كافة مؤيدي طنطاوي من ممارسة الحق الدستوري بطلب تأييد للمرشح في أكثر من مأمورية شهر عقاري في أماكن مختلفة”. فيما علق آخرون حول عدم تمكنهم من تحرير التوكيلات في منطقة الشيخ زايد موضحين: “السيستم واقع في الشيخ زايد منذ الصباح”.

وقد تعرضت الصحفية رانيا الشيخ إلى الاعتداء الجسدي من قبل بلطجية هي وزميلها، وقد بثت مقطعًا مصورًا عبر صفحتها على فيسبوك، تقدم خلاله شهادتها الكاملة، فتقول: “ذهبنا لأكثر من مقر للشهر العقاري ولم نوفق، ثم ذهبنا للشهر العقاري بروض الفرج في حي شبرا، وقد وجدنا مجموعات كبيرة ترتدي شعار حزب مستقبل وطن، لكننا تجاهلناهم في البداية، ودلفنا إلى الموظف المسئول الذي بمجرد أن علم بأننا من مؤيدي طنطاوي، تجمع حولنا ما يزيد عن 75 شخص، يريدون التعدي علينا، وبعد افتعال مشكلة، نجحوا في الاعتداء علينا بالضرب وإرهابنا إلى أن تراجعنا وخرجنا من المكان بعد أن استطعنا بصعوبة استعادة بطاقات الهوية”.

وفي هذا السياق، طالب مدحت الزاهد -رئيس حزب التحالف الشعبي الإشتراكي-، اليوم، الهيئة الوطنية للانتخابات، بالتحقيق فيما ورد من أنباء حول تعرض بعض المواطنين لاعتداءات أمام بعض مقار الشهر العقاري في مناطق متفرقة، وذلك في اليوم الثاني للإعلان عن بدء استقبال المؤيدين من المواطنين، لتحرير توكيلات تأييد شعبي لمرشحي الرئاسة المحتملين، في الانتخابات المزمع عقدها في ديسمبر المقبل.

وأشار “الزاهد” إلى أن الهيئة الوطنية أعلنت وقوفها على الحياد، في مؤتمر إعلان الجدول الزمني للانتخابات أمس، وهو ما يستدعي حياد جميع المؤسسات أيضًا، وإتاحة الفرصة لجميع المواطنين بلا تمييز. مؤكدًا أن ازدحام مقار الشهر العقاري بمواطنين، لتحرير توكيلات للرئيس الحالي والمرشح المحتمل، هو أمر غريب لأنه جاء عقب انتهاء مؤتمر الهيئة الوطنية للانتخابات أمس مباشرة، وهو ما يعني أن “هناك شكل من أشكال التسريب للمواعيد المقررة، ما ينذر بمشكلات كبيرة”. مطالبًا بمد فترة عمل التوكيلات، إضافة إلى وجود إشراف قضائي على مقار الشهر العقاري لضمان الوصول الحر للمواطنين وفق رغباتهم دون التعرض لهم.

وكان الطنطاوي الذي ترأس حزب تيار الكرامة سابقًا، أعلن عبر صفحته الرسمية على فيسبوك في مارس الماضي من لبنان، عودته إلى القاهرة، لتقديم بديل مدني ديمقراطي، وخوض الانتخابات الرئاسية. وقابل وحملته الرئاسية عددًا من الانتهاكات منذ إعلانه عن نيته للترشح؛ أولها اختراق هاتفه الشخصي ثم القبض على عدد من أقاربه ومتطوعي حملته الانتخابية عقب إعلانهم دعمه.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة