إلى أين تتجه العلاقات بين روسيا وجورجيا في ظل الأزمة الحالية؟

أصدرت السلطات الروسية مؤخرًا، قرارًا بتغيير نظام التأشيرات والسماح للمواطنين الجورجيين بالبقاء في روسيا لأقل من 90 يوم، واستئناف رحلات الطيران المباشرة إلى روسيا مما أثار غضب الجهات الحكومية بجورجيا حتى أن رئيسة جورجيا وصفت القرار المتخذ من قبل روسيا بأنه “استفزاز”.

ويعود الصراع الروسي الجورجي لعشرات السنين بالرغم من بعض الروابط التاريخية والدينية القائمة بين البلدين

 وكان القرار الروسي، وضع حزب “الحلم الجورجي” الحاكم في موقف حرج حيث يعتبر الحزب مؤيدا للسلطات الروسية ووصل لسدة الحكم بمساعدتهم.

 الحزب الجورجي مسئول أمام الشعب عن حماية الأراضي والإرث الشعبي، بالرغم من ذلك فقد رحب الحزب بالقرار الروسي بمنح التأشيرات للمواطنين الجورجيين واستئناف الرحلات بين الدولتين.

 يري المعارضون أن القرار الروسي جاء لمكافأة الحزب الحاكم بعد تبنيه أفكار معادية للغرب وسياستهم.

 وكانت السلطات قطعت الرحلات المباشرة عدة مرات بعد أقل من سنتين تقريبا من الحرب الروسية في عام 2008

 ثم استؤنفت الرحلات مرة أخرى وتم السماح للمواطنين الروس بالسفر والإقامة في جورجيا بغرض العمل والسياحة.

وكانت روسيا قامت بمهاجمة واحتلال أوسيتيا التي تقع جنوب جورجيا وسط صمت من المجتمع الدولي وخصوصا الكتلة الغربية وعندما قام الجيش الروسي بالغزو صمد الجيش الجورجي لمدة يومين ثم عاد مرة أخرى إلى العاصمة تبيليسي.

 وتعد الحرب بين البلدين هي الأولي في أوروبا في القرن الواحد والعشرين حيث كان من الصعب تحديد السبب الرئيسي في الحرب ولكن سنين من النزاعات بين الأطراف ومن ضمنهم الشعب الأوسيتي قد تكون هي السبب المباشر في ذلك.  وأسفرت الحرب القصيرة عن مقتل أكثر من 200 جندي وأكثر من 300 مدني ونزوح الآلاف. وفي أعقاب الحرب اعترفت روسيا رسميًا بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية كدولتين مستقلتين ووسعت نطاقها العسكري بشكل كبير في كلا المنطقتين.

قام بعض المحللين الروس بإلقاء اللوم على روسيا بصفتها السبب الرئيسي في الحرب، واتهموها بدعم الانفصاليين في أوسيتيا، وإن كان من المرجح أن تبدأ جورجيا بالحرب في ظل العصيان الدستوري من قبل المواطنين في أوسيتيا والمناورات التي حدثت بين الأطراف قد تعجل بالتدخل العسكري الروسي في جورجيا.

بينما رأى البعض الآخر بعد تكليف من الاتحاد الأوروبي بمتابعة الأزمة والتحقيق فيها أن جورجيا هي السبب في اندلاع الحرب باعتبار أن الأعمال العدائية المفتوحة بدأت بعملية عسكرية جورجية واسعة النطاق ضد تسخينفالي والمناطق المحيطة بها. أشار التقرير إلى أن التوترات كانت تتصاعد منذ سنوات، مع أعمال استفزازية من كلا الجانبين وتابع التقرير بالقول إنه “لا توجد طريقة لتحميل المسؤولية الكاملة عن النزاع لطرف واحد”

بالرغم من أن القرار كان صادم للشعب الجورجي إلا أنه دعم العلاقات بين موسكو والجهات السيادية في جورجيا، وكان مقررا سابقا من الرئيس بوتين منح التأشيرات للشعب الجورجي منذ عام 2019 ولكنه تأخر بسبب المظاهرات التي اندلعت في تبليسي عاصمه جورجيا.

الاحتلال الروسي لأوكرانيا دق ناقوس الخطر بالنسبة للشعب الجورجي في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسياسة روسيا التوسعية في جورجيا والسيطرة الكاملة عليها هي ما يهدم حلم جورجيا بالاستقلال التام والانضمام للاتحاد الأوروبي  

لذلك من الصعب تحديد مصير العلاقات بين البلدين في ظل صمت القوي الغربية وبخاصة في ظل تصريح وزارة الخارجية الأمريكية الذي أعلن أن المجتمع الغربي بأكمله قد نأى بنفسه عن هذا النظام الوحشي وصرح بأن الآن ليس الوقت المناسب للتوسع في التعامل مع روسيا وأن اتخاذ قرارات صارمه قد تكون في غير مصلحه الحكومة الجورجية في ظل هيمنة روسيا ودعمها من قبل حزب الحلم الجورجي والتدخل الخارجي الغربي غير وارد حيث أن الغرب لم يقطع العلاقات مع روسيا حتى أثناء الحرب في 2008.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة