منذ عدة أيام نشرت الناشطة النسوية والمهتمة بقضايا المرأة، وبشكل خاص قضية التحرش، هالة مصطفى على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عدة تساؤلات تأمل أن تجد لها إجابات لدى فريق حملة المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية أحمد طنطاوي أو لدى مؤيديه، وتوقفت عند هذه الأسئلة لما لها من وجاهة ومنطقية وأيضًا بساطة، فتلك الأسئلة كانت بديهية وبسيطة وإن كان لها إجابات فهي ستوضح لنا من هو المرشح أحمد طنطاوي وما يدور في تفكيره تجاه بعض القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
بدأت هالة مصطفى أسئلتها، بسؤال عن وظيفة المرشح المحتمل "بيشتغل ايه؟ وظيفته ايه يعني؟" وبعد بحث مطول وجدنا أن طنطاوي كتب في جريدة الكرامة وتولى الإشراف على القسم السياسي فيها حتى سنة 2012، كذلك عمل كنائب رئيس تحرير جريدة "الدولة اليوم" عام 2010 وهي جريدة ليس لها أي أرشيف على شبكة الإنترنت كما أنها لم يكن لها أي تواجد مؤثر وقتها، كما عمل في المجال الإعلامي عن طريق تقديم وإعداد برنامجي "حصاد الأسبوع" و"آخر خبر" عام 2010، وبرنامجي "منبر درة" و"رؤية وحوار" عام 2011 ونجد أيضًا أن تلك البرامج لايوجد لها أي محتوى أرشيفي وسنتجاوز عن مدى النجاح والفشل لتلك التجارب ولنقل أن المرشح المحتمل يعمل ككاتب صحفي ولكنه ليس من صفوف الكتاب الأولى التي يؤثر قلمها في وجدان المواطن المصري مثل حمدي قنديل ومحمد السيد سعيد وإبراهيم عيسى أو حتى يطرح تساؤلات وقضايا شائكة تهم الدولة المصرية والمواطن مثلما كانت كتابات بعض السياسيين المعارضين في بعض الأوقات مثل حمدين صباحي وأسامة الغزالي حرب وغيرهما.
أما السؤال الثاني فكان يتناول استفهامًا عن إنجازات طنطاوي السياسية "ماهي إنجازات طنطاوي السياسية غير أنه كان عضوًا في مجلس النواب الذي أقر اتفاقية تيران وصنافير وماستقلش منه وأنه قال إنه بيكره السيسي وتليفونه اتهكر.. هل له أي إنجازات سياسية تانية؟"
بالفعل أثناء مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود المصرية السعودية المعروفة باتفاقية "تيران وصنافير" تم تسجيل رفض 97 نائبًا على الاتفاقية من بينهم حينها النائب أحمد طنطاوي أما بخصوص تصريحه الشهير بالتعبير عن كرهه للرئيس عبد الفتاح السيسي فهنا نجد أنها سقطة سياسية وليس منجز على الإطلاق فنحن تعلمنا جميعًا أن العمل السياسي لا ينساق لفكرة الحب والكره ولكن يقاس بالمواقف والقرارات بمعنى أن معارضة الرئيس أو دعمه لابد وأن تكون وفقًا لمعايير سياسية خاصة بالإنجازات والإخفاقات وليست قائمة على المشاعر والقبول الشخصي فالدول تدار بالمعلومات والتحليل والبحث والقرارات والمتابعة وليس الأهواء الشخصية والمشاعر السلبية والإيجابية. أما فيما يخص أن التليفون الشخصي "اتهكر" فهذا جزء من الدعاية لجمع استعطاف بعض المؤيدين لإظهار حالة من الاضطهاد الذي يمارس ضده لكسب بعض الشعبية.
والسؤال الثالث الموجه من هالة لطنطاوي كان بخصوص مواقفه الاجتماعية وكان كالتالي "ايه توجهات طنطاوي الاجتماعية والإنسانية غير إنه شايف إن ختان الإناث زي عملية اللوز بس ولا له أي رأي في أي قضية اجتماعية أخرى؟"
وفي هذا السياق المشار له في سؤال الناشطة النسوية هالة مصطفى كانت قد شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب في أغسطس 2016 بعض المشادات خلال مناقشة تعديل قانون تجريم ختان الإناث حيث رفض حينها النائب أحمد طنطاوي القانون وبرر رفضه بأنه ليس الوقت المناسب لمناقشة القانون وكأن حماية جسد المرأة من الانتهاكات له مواعيد محددة لدى النائب وأوضح أن هناك أراء دينية وطبية متناقضة وشبه الختان بعملية اللوز بتساؤل سطحي غير مدروس "هو أنا لما بشيل اللوز يبقى كده اعتديت على جسم الإنسان؟" وهذا يطرح علينا سؤال ظهر من سياق تلك المداخلة البرلمانية وهو هل كان النائب على دراية بكيفية عمل نائب الأمة من تحضير وافي وكافي لمناقشة القضايا تحت قبة البرلمان فما درسناه وتعلمناه في الحقل السياسي أنه عندما يتم مناقشة قانون داخل البرلمان يجب أن يتم التحضير له من قبل النائب بشكل دقيق وبحث كافة أطر الموضوع محل النقاش أما تشبيه الختان باللوز فهذا يعطي انطباعا أن النائب لم يدرس القضية طبيًا ولا إنسانيًا ولا قانونيًا مما يجعلنا أمام تساؤل آخر وهو مدى نجاح طنطاوي في ممارسة مهامه كنائب عن الأمة لمدة 5 سنوات داخل مجلس النواب المصري. وفي لقاء حديث بعد إعلانه الترشح وسؤاله عن تصريحاته وموقفه من قضية الختان لم ينكر فكرته بشكل قاطع بل ذكر أن الختان غير محرم دينياً وفقاً للشريعة.
أما السؤال الرابع فكان بخصوص الملف الاقتصادي وكان محتواه المذكور على صفحة الناشطة هالة مصطفى على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" كالآتي "هل طنطاوي متخصص في الاقتصاد أو عنده فريق اقتصادي بخطة واضحة لإنقاذ اقتصاد مصر؟"
معروف عن المرشح المحتمل طنطاوي أنه حاصل على بكالوريوس التجارة ونعلم جميعا أن دراسة التجارة تختلف تمامًا عن الاقتصاد كما أنه حتى الآن لم يتم الإعلان عن فريق اقتصادي بالحملة ولكن من المهم هنا أن نربط بين التوجه السياسي المعلن لطنطاوي وهو الانتماء إلى التيار الناصري وبين رؤيته الاقتصادية إن وجدت فالفكر الناصري للاقتصاد أرهق الدولة المصرية على مدار أكثر من70 عامًا وهو ما دفعت ثمنه أجيال وأجيال مصرية وندفع ثمنه حتى الآن. فهل للمرشح المحتمل توجه اقتصادي آخر أو خطة اقتصادية غير ناصرية لإنقاذ اقتصاد مصر.
وكان السؤال الأخير لهالة مصطفى ينطوي على مقارنة بسيطة بين حمدين صباحي وطنطاوي "ايه الفرق بين طنطاوي وحمدين صباحي اللي بتشتموه على السبحة ليل نهار ده حتى صباحي راجل على المستوى الإنساني لطيف وبشوش"
بالطبع كانت تقصد االناشطة النسوية هالة مصطفى عن الدور الذي يريد القيام به طنطاوي في انتخابات الرئاسة ومدى جدية التجربة ونجد هنا أن لطنطاوي موقف معروف جيدًا إبان الانتخابات الرئاسية عام 2014 والتي شهدت ترشح حمدين صباحي في مواجهة الرئيس السيسي، حيث قدم استقالته من حزب الكرامة في مارس 2014، ولم يعلن بشكل رسمي عن سبب الاستقالة، إلا أنه صرح إلى بعض المقربين، بأن السبب كان رفضه لمشاركة حمدين صباحي كمرشح للرئاسة أمام عبد الفتاح السيسي، معتبرًا هذا مجرد "مسرحية"، وأن صباحي يشارك في "ترسيخ الحكم العسكري في البلاد"، ويدّعي الطنطاوي أنه واجه صباحي بهذا الرأي. والسؤال هنا لطنطاوي هل تغير المشهد تغيرًا جذريًا عن 2014 وأن خوضه للانتخابات الرئاسية ليس مشاركة في مسرحية يلعب فيها دور الكومبارس؟
وعاد مرة أخرى طنطاوي لحزب الكرامة في ديمسبر 2020 بعد خسارته الانتخابات البرلمانية ليتقلد منصب رئيس الحزب بالتزكية "بدون انتخابات ديمقراطية" واستمر في منصبه حتى أن تقدم باستقالته في يوليو 2022 من رئاسة الحزب دون إبداء أسباب مما يطرح تساؤلات أخرى عن تحمل المسئولية وأشياء أخرى.