منذ أيام دعت مبادرة "صحفيات مصريات" جموع الصحفيين من أعضاء النقابة وغير الأعضاء، إلى اعتصام رمزي يبدأ من الساعة 3 مساءاً إلى 7 مساءاً بالدور الأرضي بالنقابة، وذلك تضامنًا مع حق الزملاء والزميلات في حرية التعبير.
وأتت الدعوة لتضم جميع الأصوات المطالبة بحرية ما يزيد عن 25 من الصحفيات/ين المحبوسات/ين احتياطيا والصادر ضدهم أحكام نهائية.
وقد شهد المناخ الصحفي في مصر منذ 2013 انتهاكات متعددة بحق الصحافة مع استهداف للصحفيات، حيث وصل عدد الصحفيات اللاتي تم القبض عليهن 65 صحفية منذ 2013 وحتى هذه اللحظة، بحسب ما أشارت إليه مؤسسة بلادي الحقوقية،ومن بين هؤلاء الصحفيات مجموعة لازالت قيد الحبس الاحتياطي وهن، هالة فهمي، صفاء الكوربيجي، دنيا سمير فتحي، منال محمد عجرمه.
وبعيدًا عن الصحفيات بشكل خاص إلا أن هناك عدد ليس بقليل من النساء القابعات خلف القضبان في مصر بتهم ممارسة العمل السياسي السلمي، أو لكونهن صحفيات عبرن عن أرائهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الأسباب التي تندرج جميعها تحت بند حرية التعبير، وانطلاقًا من حالات الإفراج الأخيرة للمحبوسين احتياطيًا من التيارات المختلفة أو المحكوم عليهم وحاصلون على عفو رئاسي كان آخرها الناشط السياسي أحمد دومة والمحامي الحقوق محمد الباقر، قررنا في فكر تاني تسليط الضوء على الصحفيات المحبوسات لفترات امتدت لسنوات دون أن يطالهم العفو أو الإخلاء.
مروة عرفة
في 16 أغسطس الماضي أكملت المترجمة والناشطة مروة عرفة، ذكرى ميلادها الرابعة في السجن لمروة داخل سجن القناطر للنساء، بعيدًا عن أسرتها، وابنتها الطفلة وفاء، التي تبلغ من العمر خمس سنوات، والتي قضت أكثر من نصف عمرها بعيدًا عن والدتها، تقبع مروة خلف أسوار السجن منذ أن ألقت قوة أمنية القبض عليها في أبريل 2020 و إدرجها في القضية رقم 570 لسنة 2020، بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، وارتكاب جريمة من جرائم التمويل لغرض إرهابي.
هالة فهمي
هي كبير مقدمي برامج بدرجة مدير عام بالتلفزيون المصري، عملت مذيعة في عدد من قنوات التلفزيون المصري، بدأ استهداف فهمي على خلفية تضامنها ومشاركتها في احتجاجات العاملين بمبنى الإذاعة والتلفزيون والهادفة إلى تحسين أوضاعهم الوظيفية، وتحديدا صرف المستحقات المالية المتأخرة للعاملين وأصحاب المعاشات. وقد سبق لفهمي الاعتصام بمكتب رئيس القناة الثانية بهدف تشجيع زملائها على استمرار المطالبة بحقوقهم وعدم التنازل عنها، وفقا لتصريحاتها.
وفي أبريل 2022 نشرت فهمي مقطع مصور على صفحتها الشخصية من أمام قسم شرطة النزهة ذكرت فيه ملاحقتها من قبل أفراد مجهولين واستغاثتها بقوات قسم الشرطة. عقب ذلك اقتحم رجال أمن بزي مدني منزلها أثناء عدم وجودها داخل المنزل وقام بتفتيش المنزل، وتم القبض عليها يوم 24 أبريل 2022 وعرضها على نيابة أمن الدولة العليا في نفس اليوم دون حضور محامي.
واجهت نيابة أمن الدولة العليا فهمي باتهامات من بينها الانضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة في الداخل والخارج ، قبل أن تأمر بحبسها على ذمة التحقيقات في القضية رقم 441 لسنة 2022 حصر نيابة أمن الدولة العليا. وبعد استجوابها من قبل نيابة أمن الدولة حول عدد من الفيديوهات التي قامت بنشرها على حسابها على فيسبوك يتناول أوضاع الاقتصاد المصري بحسب محاميها.ونتيجة لظروف السجن القاسية أعلنت أمل فهمي في 16 مايو 2022 دخولها في إضراب عن الطعام.
صفاء الكوربيجي
صحفية تعمل سكرتير تحرير في مجلة الإذاعة والتلفزيون منذ سنوات، كما أنها من ذوي الهمم – مصابة بإعاقة حركية بنسبة ٨٥٪ في إحدى قدميها وارتشاح في ركبة القدم الأخرى- وهي عضو نقابة الصحفيين.
في 20 أبريل 2022، أُلقت قوة من الشرطة القبض على الكوربيجي حيث تقيم مع والدتها في حي المقطم، محافظة القاهرة. ظلت لساعات طويلة بعربة الشرطة لحين الانتهاء من التقرير الطبي الخاص بحالتها ليتم ترحيلها إلى السجن مباشرة، ما أثر عليها نظرًا لسوء وضعها الصحي، بحسب محاميها.
عُرِضت الكوربيجي على نيابة أمن الدولة العليا في اليوم التالي للقبض عليها في 21 أبريل، التي باشرت التحقيق معها وأمرت بحبسها على ذمة التحقيقات في القضية رقم 441 لسنة 2022 حصر نيابة أمن الدولة العليا بعد أن وجهت إليها اتهامات منها، اﻻنضمام إلى جماعة محظورة والترويج لأفكارها، وبث أخبار وبيانات كاذبة، قبل أن يتم ترحيلها لسجن القناطر.
خلال تحقيقات النيابة تم مواجهة الكوربيجي بالفيديوهات “اللايف” الموجودة على صفحتها الشخصية على الفيسبوك، كأحراز. هذه الفيديوهات ارتبطت بحركة الاحتجاج داخل ماسبيرو ضد إدارة الهيئة الوطنية للإعلام.
منال عجرمة
منال عجرمة هي عضوة بنقابة الصحفيين المصرية، والنائب السابق لرئيس تحرير مجلة «الإذاعة والتلفزيون»، ألقت قوات الأمن القبض على الصحفية منال عجرمة من منزلها بمدينة الصحفيين بالتجمع الخامس، في 1 نوفمبر الماضي، وفقًا لما أعلنه هشام يونس عضو مجلس نقابة الصحفيين المصرية.
تقبع منال منذ ذلك التاريخ في السجن، محبوسة احتياطيًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 1893 لسنة 2022 حصر أمن دولة عليا، وتواجه اتهامات بالانتماء إلى جماعة إرهابية وتمويلها، والتحريض على ارتكاب فعل إرهابي، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب فعل إرهابي، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في جريمة الترويج لفعل إرهابي.
القبض على منال جاء بالتزامن مع حملة موسعة شنتها الأجهزة الأمنية تحسبًا لدعوات النزول في 11 نوفمبر الماضي، والتي أطلقها حينها جديد المقاول محمد علي المقيم في إسبانيا، في وقت انعقاد قمة المناخ التي استضافتها مصر في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر.
وتعاني منال من مشاكل صحية في العمود الفقري، تتسبب لها بعجز عن الحركة في بعض الأوقات، على إثر عملية جراحية أجرتها في وقت سابق.
دنيا سمير
فيما أتمت الصحفية دنيا سمير، الأحد 20 أغسطس الجاري، 450 يوما رهن الحبس الاحتياطي على ذمة القضية رقم 440 لسنة 2022 حصر أمن دولة عليا، منذ القبض عليه في مايو من العام الماضي.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى يوم 3 أغسطس 2022، تفاصيل واقعة القبض على الصحفية دنيا سمير وحبسها احتياطيا إلى الآن، بحسب المحامي خالد علي حيث قال إن دنيا سمير صحفية تعمل في محافظة جنوب سيناء، وتم القبض عليها في مايو الماضي ومحبوسة احتياطيا على ذمة القضية رقم 440 لسنة 2022 حصر أمن دولة عليا.
وأضاف أن الصحفية تواجه اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، وأنها مودعة بسجن القناطر الخيرية. ولديها 4 أطفال، ولم تراهم منذ القبض عليها ولا يزورها أحد بمحبسها.
ووفقا لمنظمات حقوقية عدة، جرى القبض على الصحفية دنيا سمير في 27 مايو 2022، وجرى عرضها على نيابة أمن الدولة العليا في 29 من الشهر نفسه؛ وهي محتجزة حاليا في سجن القناطر نساء.
وقالت منظمات حقوقية مصرية إن القبض على الصحفية دنيا سمير وضمها للقضية 440 لسنة 2022، جاء بعد نشرها فيديو يوضح تعرضها لمضايقات من جانب محافظ جنوب سيناء.
علياء عواد
في 3 سبتمبر 2014 تم القبض على المصورة المصرية المستقلة علياء عواد من محافظة الإسكندرية في الساعة الواحدة مساءً خلال تواجدها بمنزل خالتها بعد اقتحام منزلها بحلوان. تم عرضها على نيابة أمن الدولة بنفس اليوم في التاسعة مساءً، قبل أن يتم حبسها على ذمة 4459 لسنة 2015 جنايات حلوان والمقيدة برقم 451 لسنة 2014 حصر أمن دولة.
باتهامات الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون، والتجمهر طبقا للبند أربعين من أمر الإحالة، واذاعة ونشر مقطع الفيديو المصور والخاص بما يسمى كتائب حلوان. ورغم إقرارها إنها صورت الفيديو فعلاً إلا إنها نفت بشكل واضح أي صلة بينها وبين نزول الفيديو على مواقع التواصل، تم إدراج اسمها ضمن قائمة المتهمين لتصبح الفتاة المتهمة الوحيدة في قضية كتائب حلوان.
تم إحالة القضية إلى المحكمة في 19 فبراير 2015، وفي مارس 2016 وتحديدًا في الجلسة العاشرة للمحاكمة أُطلق رئيس محكمة جنايات القاهرة سراح عواد على ذمة القضية لأسباب إنسانية، لأنها فتاة بين المتهمين.
في 23 أكتوبر 2017 تم التحفظ عليها داخل المحكمة أثناء حضورها إحدى جلسات القضية من قبل قوات الأمن الوطني، وظل مكانها غير معلوم حتى ظهرت بعد خمسة أيام من التحفظ عليها بقسم شرطة حلوان، واتنقلت بعدها لسجن القناطر في أوائل عام 2018.
وفي 28 يونيو 2022 قضت محكمة جنايات القاهرة، الدائرة الأولى إرهاب، على المصورة الصحفية بالسجن خمسة عشر عامًا حضوريًا في اتهامها بالانضمام لجماعة ارهابية والترويج لأغراضها، وبنفس الحكم على 11 طفلا متهما بالتجمهر وذلك في القضية المعروفة إعلاميًا بقضية "كتائب حلوان". وبذلك تظل علياء خلف القضبان منذ 2017.
و تعاني من ظروف صحية صعبة بحسب الفحص الطبي داخل مستشفى السجن، حيث تم الكشف عن وجود أورام على الرحم، وتم نقلها للمستشفى أكثر من مرة، وفي النهاية خضعت علياء لعملية استئصال الأورام الموجودة على الرحم، وبعدها ظهرت مشكلة صحية أخرى وهي مرضها بالناسور في الظهر، ورغم أنها أجرت عملية لكي الناسور ، إلا إنه لايزال في حاجة لتكرار العملية بتقنيات أفضل.
وتحتل مصر المركز 168 في تصنيف مؤشر حرية الصحافة لعام 2022، الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود” ويقيم حالة حرية الصحافة في 180 دولة ومنطقة سنويًا.