بحلوها ومرها.. فتيات يروين حكاياتهن مع الاستقلال

بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، انتشرت فكرة الاستقلال والعيش بعيدا عن الأسرة بشكل كبير في مصر بعد أن كانت موجودة من عشرات السنين ولكن لدواعي العمل في محافظة غير المحافظة التي تعيش فيها الأسرة أو للدراسة أو لأن الأسرة لديها عقار في المدينة بجانب الريف.

الآن الوضع تغير، وأصبح الاستقلال فكرة يسعى إليها كُثر للحصول على حياة مستقلة وتعلم المسؤولية والاستمتاع بشكل جديد من العيش، حتى وإن كانت الأسرة سوية غير معنفة، أو تسكن في نفس المحافظة محل العمل والدراسة، فهي فكرة من أجل العيش حياة صحية وليس بهدف الهروب من ضغوط مجتمعية أو أسرية.

لذا، في “فكر تاني” قررنا نقل تجربة المستقلات بـ”حلوها ومرها” من خلال سؤال بعضهن عنها، بداية من القرار وصولا إلى العيش سنوات مستقلات.

أول عقبة

في الحقيقة دائما العقبة الأولى تكمن في إقناع الأسرة بقرار الاستقلال والعيش بعيدا عن الأهل، حيث يرى الكثير من الأهالي أن استقلال البنت “عيبة في حقهم” وأنهم مسؤولون عن الفتاة إلى أن تتزوج، لكن في حالة “فاطمة” الأمر كان مختلفا، إذ شجعتها أسرتها على القرار، لذلك كانت أول عقبة تقابلها هي البحث عن شقة للإيجار.

اختارت فاطمة منطقة وسط البلد للعيش فيها، فهذه المنطقة تتمتع بأن قاطنيها يقبلون عيش الفتيات بمفردهن، بجانب أنها قريبة من كل شيء حتى محطة المترو، لكن ما حدث مع فاطمة كان غريب، حيث تروي: “الشقق غالية جدا جدا، وأقل أوضة في شقة بقت 3500 جنيه شهريا، وشهرين تأمين، ده غير أن أصحاب الشقق بيفضلوا التأجير للأجانب والجنسيات التانية عن المصريين”.

رحلة البحث عن شقة، أخذت من وقت فاطمة 3 شهور. تقول: “كنت فاكرة إن الموضوع سهل.. طلع إنك تلاقي شقة بسعر على حسب ميزانيتك أصعب حاجة، ده غير إني اكتشفت التزامات تانية غير الإيجار وهي شهرية البوابة والصيانة والكهرباء والنور، فقرار الاستقلال محتاج ميزانية ومرتب ثابت عشان تعرف تمشي أمورك كل شهر”.

تطفل واستغلال

تسكن ياسمين في منطقة فيصل، المعروف عنها أنها “شعبية” وبها عدد كبير من السكان والجنسيات المختلفة، لكن ليست هذه الأزمة التي قابلتها ومازالت تعاني منها، إذ تقول: “لو هحكي عن تجربتي.. فقولهم بلاش تسكنوا في منطقة شعبية.. بلاش.. بلاش”، لافتة إلى أنها تعاني في حياتها كفتاة مستقلة، أنها نعيش في عمارة “كل سكانها من المتطفلين”، خاصة البواب وزوجته، فإن طلبت اوردر طعام يسألونها عن السبب.. “وصلت أن البوابة تقولي تطلبي أكل ليه.. وفري واطبخي، ولو جالي صحباتي البنات يقولوا ليهم هاتوا البطايق وهتقعدوا قد إيه.. عاملين نفسهم مباحث فيصل”.

حكايات تطفل البوابين والسكان على المستقلات كثيرة في الحقيقة، لكن يمكن تلخيصها بما قالته ياسمين عنهم: “المشكلة أن المناطق الشعبية الحياة فيها رخيصة، والإيجار رخيص وونس جدا، وأي حد عايز يستقل ومرتبه بسيط يعرف يعيش فيها، لكن الأزمة في البوابين.. لو عاملتيهم حلو هيطمعوا فيكي ويتطفلوا عليكي، ولو عاملتيهم وحش هيكلموا عليكي في الداخلة والخارجة.. مالهاش حل للأسف”.

نظرة “ماتيجي نعمل موف نايت”

بطريقة ساخرة حكت لنا رحمة عن بدايتها مع الاستقلال، فهي الآن في الـ34 عاما من عمرها، واستقلت وهي في عمر الـ19، حيث تقول إن في بداية الاستقلال، ينقسم المجتمع تجاه الفتاة المستقلة إلى ثلاث جبهات؛ الأولى تنظر لها بعين الشفقة “يا حرام عايشة بطولك ولوحدك”، والثانية بعين المفتش كرومبو “إيه اللي معيشك لوحدك”، أما الثالثة فتنظر لها بعين “ما تجي نسهر، وأنا أجيلك وأنتي تجيلي”. وفي النهاية التي تعاني من هذه النظرات وما يليها الفتاة فقط.

وتوضح رحمة ما تقصده رحمة في حديثها بأن كل فرد يشخصن حالة الفتاة من منظوره هو، فالرجل يراها “سلعة” متاحة في أي وقت دون قيود، والمتطفلين يرونها “مادة خام للقال والقيل”.

وتؤكد الفتاة الثلاثينية: “الموضوع مؤذي جدا في الأول.. أنا كنت بنهار وبتصعب عليا نفسي جدا ومش عارفة اعمل ايه ولا اتصرف إزاي، بس لما كبرت اتعلمت احط حدود واتعلمت ارد”.

نصائح

عدة نصائح قدمتها الفتيات اللاتي تحدثنا معهن في “فكر تاني” إلى من تسعى إلى الاستقلال نلخصها فيما يلي:

  • تعلمي قول “لا” في وجه أي شخص يتخطى حدوده الشخصية معك.
  • لا تفكري كثيرا في المستقبل ونظرة الآخرين لك، فالجميع سوف يأتي عليه يوم ويقلدك.
  • تعلمي أن في العزلة حياة، وعليك اكتشافها بنفسك.
  • لا تخجلي من السؤال والبحث هنا وهناك عن أي معلومة حتى لو كانت ما أفضل مسحوق غسيل يمكن استخدامه.
  • حاولي التمتع بصحة نفسية جيدة دائما.

اقرأ أيضاً: قبل الاستقلال.. عليكِ أخذ التالي بعين الاعتبار

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة