الأصدقاء الأعزاء،
أتمنى أن تكونوا جميعًا بخير وصحة جيدة لتحمّل الممارسات التي تقوم بها الدولة من قطع الكهرباء وغيره، وأيضاً ما يقوم به رموز المعارضة مثل الزيارة الأخيرة الصادمة من السيد حمدين صباحي لسوريا ولقائه بشار الأسد. وأود أن أستغل هذه اللحظة لمشاركتكم بعض الأفكار والملاحظات حول القضية الحساسة التي تشغل العالم لسنوات عديدة، وهي حقيقة نظام الرئيس بشار الأسد وسياساته الإجرامية والديكتاتورية والعنف الذي يمارسه ضد الشعب السوري.
من البداية، لم يكن هناك شك في أن نظام الأسد يسعى إلى السيطرة الكاملة والمطلقة على سوريا وشعبها. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، لجأ إلى القمع العنيف والتعذيب والقتل بلا رحمة. لقد شهدت البلاد مأساة إنسانية هائلة، حيث قُتل الآلاف ونزح الملايين من منازلهم، وتعرضت المدن والقرى للتدمير الشامل.
فمنذ بداية الثورة السورية في عام 2011، أصبحت الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها نظام بشار الأسد أمرًا واضحًا ومروعًا. يُعدّ بشار الأسد، الرئيس السوري، المسؤول الأول عن القرارات العسكرية والسياسية في البلاد، وهو الشخص الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن المأساة الإنسانية التي تعصف بالشعب السوري.
وما يثير الدهشة هو أن هذا العنف لم يكن موجهًا فقط ضد المعارضة المسلحة، بل أيضًا ضد المدنيين العزل والأطفال والنساء وكبار السن. لقد شهدنا تقارير موثقة عن استخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة والقنابل على نطاق واسع ضد المناطق المدنية، مما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف.
تشير التقارير الدولية والمنظمات الحقوقية المستقلة إلى أن نظام بشار الأسد ارتكب جرائم حرب جسيمة ضد الشعب السوري. تشمل هذه الجرائم القصف المتعمد للأحياء السكنية، واستخدام الأسلحة الكيميائية، والتعذيب النظامي، والاعتقال التعسفي، والاغتصاب والتعذيب الجنسي، وحصار المناطق المدنية، وقصف المدارس والمستشفيات، وتهجير السكان بشكل جماعي. هذه الجرائم تعتبر انتهاكًا صارخًا لقوانين الحرب الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان.
ومن المروع أن نرى كيف يستخدم نظام بشار الأسد القوة العسكرية والقوة الدموية لقمع أي شكل من أشكال المعارضة والتمرد ضده. يتم تجاهل حقوق الإنسان وكرامة الإنسان بشكل متعمد ووحشي. الأبرياء يعانون من القتل والتعذيب والتشريد، والعالم يشهد هذه الجرائم ويتفرج بصمت.
فمن الصعب تجاهل هذه الحقائق المريرة وتجاوز الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري. إنه ليس مجرد رئيس بل هو ديكتاتور يتمتع بالسلطة المطلقة ويستخدمها لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب حياة وسلامة الناس.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية لتقديم العدالة وإنهاء هذا الظلم، لا يزال الأسد مستمر في ارتكاب جرائمه والقمع والانتهاكات ضد الشعب السوري. إنه ينتهك حقوق الإنسان الأساسية ويعيق أي محاولة لتحقيق الديمقراطية والحرية في البلاد.
كما أن الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لتوثيق وتوجيه الاتهامات ضد نظام بشار الأسد مستمرة، إلا أن العدالة لم تتحقق بشكل كافٍ. فيجب أن يتحرك المجتمع الدولي بصوت واحد لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة وتقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم دعم الشعب السوري في سعيه للحرية والعدالة. يجب أن يتم توفير المساعدة الإنسانية اللازمة للنازحين واللاجئين وتأمين الحماية للمدنيين العزل. يجب أن يعمل المجتمع الدولي على توفير الدعم السياسي والاقتصادي للمجموعات المعارضة المعتدلة وتعزيز جهود العمل السياسي للتوصل إلى حل سياسي شامل وعادل ينهي الصراع ويعيد الاستقرار إلى سوريا.
كما يجب على المجتمع الدولي أن يستنفد جميع الجهود لوقف جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظام بشار الأسد. يجب أن يتحمل - الأسد - المسؤولية الكاملة عن أفعاله ويحاكم بموجب القانون الدولي. الشعب السوري يستحق العيش بكرامة وحرية، ويجب على المجتمع الدولي أن يقف إلى جانبهم ويعمل على تحقيق العدالة والاستقرار في سوريا.
لذلك، فإن من واجبنا كأصدقاء للإنسانية أن نعرف الحقيقة وننشرها. يجب علينا أن ندعم الضحايا وندعو إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الشنيعة. لا يمكننا الصمت والتغاضي عن هذه الأفعال الوحشية والظلم الذي يتعرض له الشعب السوري. يجب أن نعبر عن تضامننا مع الضحايا ونساندهم في سعيهم للعدالة والحرية.
أتمنى أن تكونوا قادرين على فهم أهمية نشر الحقيقة والوقوف مع الضعفاء والمظلومين وليس لقاءات تضيف الشرعية لمثل هؤلاء الحكام الذين يستبيحون دماء شعوبهم. فقط من خلال توعية العالم بالحقائق المروعة المتعلقة بنظام الأسد، يمكننا أن نساهم في إحداث التغيير والعمل نحو مستقبل أفضل لسوريا.
أتمنى أن تنضموا إلي في هذه الرسالة للتعبير عن رفضنا القاطع للجرائم الإجرامية والديكتاتورية لنظام الأسد، ورفضنا لكل من يتعامل مع هذا النظام القاتل المجرم فمن ينحاز للقتلى والمجرمين لا بد وأن يُنبذ ويُستبعد من أي جبهات تطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة، وندعو إلى العدالة والحرية للشعب السوري. فلنتعاون معًا لنشر الوعي والتوعية بالحقائق ولندعم الجهود الدولية لإنهاء هذا الظلم وإعادة الأمل للسوريين.