قال المعلم: تخيل نفسك مرشح للرئاسة.. فماذا كنت ستفعل؟
فقال الشاب: أول ما أفعله هو إعلان مبادئ عامة أحدد به أولوياتي ومبادئي التي أتعهد بالالتزام بها أمام الشعب والعالم.
ثانيًا أبدأ فورًا في تشكيل حزب سياسي أخوض به الانتخابات على أن يكون ذلك الحزب حزب (ديمقراطي - جامع) يجتمع أعضاؤه على مبادئ عامة يلتزمون بتطبيقها في حالة الفوز وعلى أن يكون أعضاء الحكومة وتعيينات المناصب العليا منهم، وبالطبع سيتكون ذلك الحزب من تحالف سياسي للتيار الذي أمثله أو أظن أنني أمثله مع التيارات القريبة لي ولكنني سأسعى للتعاون مع كل المؤيدين للمبادئ التي أعلنت التزامي بها حتى لو لم ينضموا للحزب.
ثالثًا أبدأ فورًا في تشكيل لجان عمل - من ذلك الحزب ومن أصحاب الكفاءة أو الخبرة أو الاهتمام - تتولى دراسة ملفات بعينها بحيث تنتهي كل لجنة من وضع برنامج مبدئي في الملف المحدد لها قبل موعد الانتخابات، على أن تتم الصياغة النهائية للبرنامج في حالة الفوز بما يتوافق مع المبادئ المعلنة مسبقًا.
أستعد بسلسلة خطابات اوجهها الى قطاعات المجتمع المختلفة لطلب تأييدها وشرح رؤيتي بالنسبة لها في حالة فوزي أو حتى في حالة عدم فوزي.
أكتب وصيتي وأستعد للتعرض للاغتيال أو ما هو أسوأ.
أدعو لتشكيل مجموعات شبابية للترويج والدعاية للبرنامج في مختلف المناطق والمحافظات وأتفق معهم على الخط العام للدعاية السياسية للحملة.
أكتب بالتعاون مع زملائي مجموعة مبادرات ليتم طرحها خلال فترة الانتخابات بحيث تصبح ملكًا للمرشح الفائز أيًا كان، بحيث تساهم في تحسين حياة المواطن حتى في حالة عدم الفوز.
قال المعلم مبتسمًا: فما هي مبادئك التي تسعى لإعلانها؟
قال الشاب: حلمي بسيط.. هجرة بالمجتمع لحالة أفضل.. ولذلك أسعى لتحقيق بعض المبادئ الأساسية على أرض الواقع.
المبدأ الأول هو الحرية.. أي رفع قيود الاستبداد كاملة عن الشعب.
المبدأ الثاني هو العدل.. أي أن تصبح الدولة ومواردها في خدمة جميع المواطنين بدون تمييز.
المبدأ الثالث هو الكرامة.. أي الالتزام برفع المستوى الاقتصادي للشعب وبدون التخلف عن التزامات الدولة خارجيًا.
المبدأ الرابع هو التعاون.. أي فتح الباب للتعاون بين المواطنين وبعضهم البعض وبين أي انسان يرغب في المساهمة في إصلاح البلاد سواء كان مقيم فيها أو في خارجها.
المبدأ الخامس هو النظام.. أؤمن أن أي تغيير يجب أن يتم بناء على خطة معلنة ومدروسة ومقبولة شعبيًا وبدون فوضى.
المبدأ السادس هو الأمن.. لكل إنسان على أرض البلاد الحق في الأمن بكل أشكاله.
المبدأ السابع هو اللامركزية.. توزيع المسئوليات والسلطات بدلًا من تركيزها في المركز يرفع حالة الوعى بالمسئولية والمشاركة المجتمعية.
وبالطبع لتتحول هذه المبادئ من كلمات مجردة لأفعال واقعية توجد الكثير من الخطوات العملية مثل:
- الالتزام بعدم تعديل الدستور في حالة الفوز وإعلان التزام الدولة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
- الالتزام بعدم اللجوء للعنف أو القوة المسلحة في حل أي نزاع سياسي داخلي وعدم استخدام السلطة التنفيذية في ملاحقة أو مضايقة أي فصيل سياسي وفتح الباب أمام حرية الحركة والتنظيم للأحزاب والحركات السياسية والنقابات والجمعيات الأهلية.
- المصالحة الشاملة بين أجهزة الدولة والمواطن عن طريق الإفراج الفوري الشامل عن كل المعتقلين السياسيين الذين لم يثبت قطعيًا استخدامهم العنف.
- تشكيل لجان شعبية لتقصي الحقائق حول أي ادعاءات بجرائم تم ارتكابها في الماضي ولم يتم تحقيق العدل فيها.
- إعلان مبادرة التكريم الشامل للمسئولين السابقين وأسرهم وتحصينهم من الملاحقة الجنائية مقابل منعهم من المشاركة السياسية لمدة محددة من السنوات في حالة تعاونوا للكشف عن مواطن الفساد والتبرؤ علنًا منها.
- عمل برنامج لدمج جهود المواطنين في الخارج مع كل محبين البلد في العالم من كل الجنسيات لاستقطابهم للعمل في استكمال تطويرها في مختلف المجالات.
- إطلاق برنامج أهلي لتحويل كل شوارع البلد ومدنها لمناطق نظيفة وآمنة ترقى لمستوى المناطق السياحية.
- دعم الاستقلال الكامل للجامعة والمؤسسات الثقافية.
- إطلاق مشروع قومي/ أهلي لرفع مستوى التعليم.
- إطلاق مشروع للرقابة الشعبية على كافة الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطنين.
صمت الشاب وتنهد، فتساءل المعلم: هل هذا كل ما لديك؟ ماذا عن باقي الأمور مثل الاقتصاد والزراعة والصحة إلى آخره؟
أكمل الشاب حديثه قائلًا: بالطبع يا أستاذي هناك المزيد والمزيد من الأفكار والأحلام التي أتمنى تحقيقها في حالة ترشحت للرئاسة ولكنني كما تعلم لست مؤهلًا لخوض الانتخابات من الأصل بسبب سني الصغير.
قال المعلم: ربما لا تنطبق عليك شروط الترشح، ولكنني - بعد أن ننهي مناقشتنا التفصيلية في كل ما قلت - أعتقد أنك لو كنت مرشحًا لأعطيتك صوتي بلا منازع.
أختتم الشاب حديثه قائلًا: "نحمد الله على الديمقراطية التي لولاها لما تمكن شاب مثلي من تصور أن يكون يومًا ما مرشحًا لرئاسة للبلاد".