الدور الخليجي في حرب أوكرانيا.. بين التزامات مع الغرب وتقارب مع الروس

التقي منذ أسابيع  ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون  للتباحث حول بعض القضايا، وأهمها قضية الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الرئاسة اللبنانية وتحديات الاستقرار الإقليمي.

ويلعب ماكرون دورا رئيسيا في إقناع دول غير منحازة مثل الصين والهند وكذلك المملكة العربية السعودية بالضغط على موسكو لإنهاء الحرب على أوكرانيا.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022 وما تسبب فيه من ارتفاع في أسعار الطاقة، يسعى الغرب لإقناع ابن سلمان بالزيادة في إنتاج الذهب الأسود، لتخفيف الضغط على أسواق الطاقة العالمية، ما يطرح تساؤلات في بعض الأحيان حول الدور الحقيقي الذي يمكن للمملكة أن تقوم به للمساعدة في التخفيف من تداعيات النزاع والدفع باتجاه إنهائه.

وفي نفس الوقت قام رئيس دولة الإمارات العربية بلقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في منتدى بطرسبرغ، وخلال اللقاء أكد محمد بن زايد أن بلاده على أتم الاستعداد للمساهمة بشتى الطرق الممكنة لتسوية الصراع في أوكرانيا وقال ابن زايد أثناء محادثاته “بالنسبة لأوكرانيا، شكرًا لكم على كلماتكم، وكونوا على علم بأنه في حال تطلب أن تقوم الإمارات العربية المتحدة بأي دور آخر، في استقرار الوضع، وفي الأمور الإنسانية، فنحن على استعداد للمساعدة في ذلك بكل الطرق”، وفقًا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.

ومن جانبه، قال بوتين في بداية الاجتماع، على هامش منتدى بطرسبرغ الاقتصادي: “أود أن أشكركم على جهودكم لحل القضايا الإنسانية في سياق الأحداث في الاتجاه الأوكراني المتعلقة بتبادل المحتجزين، وعدد من القضايا الإنسانية الأخرى من هذا القبيل”.

اقرأ أيضاً: شبح الجوع يحوم حول العالم بعد انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب

الدور الخليجي في الحرب على أوكرانيا

مع بداية الصراع الأوكراني وبداية الهجوم الروسي اكتفت كلا من الكويت وقطر بإدانة العنف ولم تعلق .البحرين وعمان والسعودية

وفي مجلس الأمن امتنعت الإمارات العربية عن التصويت بجانب الصين والهند.

وفي ديسمبر الماضي أعلنت وزارتي الخارجية السعودية والإماراتية عن نجاحهما في اتمام صفقة تبادل سجينان، وهما تاجر السلاح الروسي فيكتور بوت السجين بالولايات المتحدة ونجمة كرة السلة الأمريكية بريتني جرينر المحكوم عليها ب٩ سنوات بسجن روسي لحيازة المخدرات.

وبالرغم من دعم دول الخليج لقرار الجمعية العمومية لمجلس الأمن باستنكار الحرب الروسية على أوكرانيا، وكذلك الدعم المادي الإنساني الذي قدمته الرياض لكييف، فإن الرياض وأبو ظبي لم يقفا بجانب القرار الغربي بتطبيق العقوبات علي موسكو.

كذلك رفضت السعودية ودول خليجية أخرى دعوات أمريكية لضخ مزيد من النفط لخفض أسعار الوقود العالمية، خاصة قبل بدء العملية العسكرية الروسية في الوقت الذي اقترب فيه سعر البرميل من 100 دولار لأول مرة منذ ثماني سنوات، الطلب الذي قوبل برفض متكرر من جانب السعودية على وجه الخصوص.

وبحسب ما ذكرت الصحيفة الأمريكية “وول ستريت” أن الحرب الروسية الأوكرانية تشكل اختبارا صعبا للتحالف الروسي السعودي المتنامي ومع الولايات المتحدة الأمريكية حليفتها الرئيسية .

وفي ٢٠١٦عندما وقعت روسيا ودولة أخرى معاهدة مع “أوبك” لتنظيم الإنتاج النفطي، إلى جانب الزيارات الرسمية المتبادلة على أعلى مستوى بين الجانبين ناهيك عن صفقات شراء الأسلحة الروسية الضخمة.

وعلي الجانب الآخر بالنسبة للإمارات فهي تقيم علاقات أمنية واقتصادية وعسكرية مهمة مع واشنطن، لكن الروابط المتنامية مع موسكو باتت تجبر هذه الدول على السعي لتحقيق توازن صعب في مواقفها.

كذلك ينظر إلى الإمارات، ولا سيما إمارة دبي، على أنها نقطة جذب للاستثمارات الروسية ووجهة النخب الروسية لقضاء الإجازات.

الأمر الذي يخلق دورا هاما وجديدا تلعبه دول الخليج في الوساطة بين الغرب والشرق .

اقرأ أيضاَ: هل يمكن لروسيا أن تنتصر؟

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة